صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون: فشل جهود التهدئة مع حماس يعني حربا وشيكة

بوادر تهدئة بين الجانبين بدأت تظهر.. لكن هل تتم هدنة طويلة الأمد؟- جيتي
بوادر تهدئة بين الجانبين بدأت تظهر.. لكن هل تتم هدنة طويلة الأمد؟- جيتي

توسعت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة في الحديث عن مداولات التهدئة المتوقعة مع حماس في غزة، وسط إشارة إلى جهود مصرية حثيثة لتهيئة الأرضية لتثبيت التهدئة، وليس التسوية مع حماس.


وقال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قدم للوزراء خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية آخر التطورات بشأن هذه التهدئة المأمولة مع حماس، دون ظهور معارضة وزارية لحديثه، وفي الوقت ذاته لم يجر تصويت عليه، فقد وافق الوزراء على استكمال المباحثات في موعد لاحق". 

 

ونقل في تقرير مطول ترجمته "عربي21" عن "مصدر سياسي إسرائيلي كبير أننا أمام خطوات معظمها في صالح إسرائيل لتحسين ظروف الحياة في غزة، دون الحديث في الوقت اللاحق عن منفذ مائي ولا صفقة تبادل أسرى، وهذه الجهود تقودها مصر، لا تتحدث عن تسوية بعيدة المدى، وإنما تهدئة مؤقتة".

 

وأشار إلى أنه "في الوقت ذاته تتحدث الأوساط الإسرائيلية عن وجود خطة بديلة في حال إخفاق جهود التهدئة مع حماس، مفادها أن أي فشل في هذه الجهود، أو انهيارها، سيؤدي بالضرورة إلى معركة عسكرية واسعة في القطاع خلال الفترة القريبة القادمة".

 

أمير بوخبوط، الخبير العسكري في موقع ويللا الإخباري، قال إن "إسرائيل لديها فرصة تاريخية لتحقيق التسوية مع حماس، بعد أن تم وقف المسيرات الشعبية وإطلاق البالونات الحارقة مقابل تحسين الظروف المعيشية في القطاع".

 

وبين في مقال ترجمته "عربي21" أن "كل المنخرطين في اتفاق التهدئة الجاري إنضاجه يدركون أنه رغم تقدم هذه الجهود، لكنه سيبقى اتفاقا هشا وقابلا للانفجار، ولذلك هناك محاولات تبذل لتثبيت أي اتفاق قد يتحقق، سيمنح إسرائيل فرصة إرجاء المواجهة القادمة في القطاع، والانتباه أكثر للتهديدات القادمة من الجبهة الشمالية من سوريا ولبنان، وكذلك من مناطق أبعد في إيران والعراق". 

 

وأوضح أن "هذه المعطيات ستساعد إسرائيل بإتمام مشروعها الاستراتيجي الخاص بإقامة العائق المادي تحت الأرضي ضد أنفاق حماس، وإقامة الجدار الجديد لمنع عمليات التسلل من المناطق الحدودية لقطاع غزة".

 

وطرح بوخبوط "تساؤلا كبيرا أمام إبرام أي تسوية أو تهدئة أمام حماس وإسرائيل، يتعلق بالإطار الاستراتيجي لها، فهل سيعطي المستوى السياسي الإسرائيلي موافقته على هذه الجهود انطلاقا من نقطة ضعف أو مركز قوة؟ وما التبعات المتوقعة لهذا الاتفاق على استمرار التعاظم العسكري لحماس في غزة؟ وكيف سيسهم هذا الاتفاق في تعميق الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية؟ وما مدى تأثيره على قوة السلطة الفلسطينية هناك؟".

 

وختم بالقول إن "السؤال الأهم هو: هل تعتبر حماس هذا الاتفاق فرصة للتقدم أكثر باتجاه تسوية بعيدة المدى مع إسرائيل، أم باعتباره استراحة محارب استعداد لحرب قادمة؟ فضلا عن ذلك، ماذا بشأن مصير الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة؟ ولماذا لا تبدو جزءا من هذا الاتفاق الرزمة؟

 

كل ذلك يؤكد أن الإجابة المفقودة عن كل هذه التساؤلات المعقدة تحمل دلالات استراتيجية بعيدة المدى".

التعليقات (0)

خبر عاجل