ملفات وتقارير

هكذا يؤثر اغتيال سليماني على مشاريع إيران.. أين سيكون الرد؟

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه "سيكون من الغباء التقليل من خطورة نوايا إيران"- وكالة فارس
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه "سيكون من الغباء التقليل من خطورة نوايا إيران"- وكالة فارس

لا تزال عملية اغتيال قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تتصدر تغطيات وتحليلات الصحافة الإسرائيلية، في ظل الاهتمام الإسرائيلي الرسمي بملف طهران، وتصديره كأولوية "خطر" أولى تهدد تل أبيب.


وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو مساء السبت، إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لافتا إلى أنه ناقش معه سبل مواجهة إيران ونفوذها، إلى جانب التهديدات التي تفرضها على المنطقة.


بدورها، توقعت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحليل نشرته للكاتب عاموس هرئيل وترجمته "عربي21" أن لا تتراجع إيران عن مشاريعها التوسعية بالمنطقة، رغم اغتيال "مهندس" هذه المشاريع قاسم سليماني، مشيرة إلى أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتياله كان مفاجئا، وموضع ترحيب كبير في إسرائيل".


واستدركت الصحيفة بقولها: "الصورة الاستراتيجية قد تكون أكثر تعقيدا وخطورة"، مبينة أن "السياسة الإقليمية لإدارة ترامب على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تعكس خطا ثابتا من التفكير، إنما تخبط وتجربة وأخطاء".

 

اقرأ أيضا: بومبيو ونتنياهو يناقشان سبل مواجهة إيران بعد اغتيال سليماني


وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه رغم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران وعلى الشركات الأجنبية التي تتعاون معها، إلا أن النتيجة المرجوة (الاستسلام)، لم تتحقق.


وتابعت: "على العكس من ذلك، فمنذ شهر أيلول/ مايو الماضي، ردت طهران بحملة واسعة النطاق من الهجمات، منها استهداف صناعة النفط بالخليج، والمصالح الأمريكية بالمنطقة"، مضيفة أن "ترامب التزم لشهور عدة، بسياسة ضبط النفس، خوفا من الانخراط في الحرب".


وأشارت إلى أن سياسة ضبط النفس أصابت الإسرائيليين بـ"خيبة أمل"، لكن طهران ذهبت بعيدا الأسبوع الماضي، حينما قُتل أمريكي بهجوم صاروخي على قاعدة عسكرية بالعراق، ومن ثم اقتحم موالون لها السفارة الأمريكية ببغداد، ردا على غارة أمريكية أسفرت عن مقتل أكثر من 25 عنصرا من الحشد الشعبي.

 

"المنع الدقيق"


وأوضحت الصحيفة أن "ترامب رأى ذلك خطا أحمر، فقرر تدفيع سليماني ثمن ذلك حياته"، لافتة إلى أن المسؤول الإيراني أصر على التحرك العلني رغم كل هذه التطورات، "وظهر علنا بشكل متكرر، عندما هبطت طائرته في المطارات بجميع أنحاء الشرق الأوسط".


ونوهت إلى أنه "على عكس سليماني، يعد زعيم حزب الله حسن نصر الله أكثر حذرا، وبلا شك سيزيد من حذره الآن (..)، في ظل التشابه بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية تجاه التكتيك، الذي وصفته إسرائيل بالمنع الدقيق".


وأفادت الصحيفة بأن "ترامب كان أمامه خيارات عدة للرد على تصرفات إيران، لكنه اختار الخيار الأكثر عدوانية، باغتيال سليماني"، مشددة على أن "عملية الاغتيال لا تضع حدا للنزاع الأمريكي الإيراني، الذي قد تشترك إسرائيل فيه".

 

اقرأ أيضا: ما فحوى الرسالة الأمريكية إلى إيران.. وماذا ردت الأخيرة؟


وذكرت أن "تهديدات الانتقام من طهران يجب أن تؤخذ على محمل الجد"، معتقدة أن "المسرح الأكثر احتمالا للرد الإيراني هو العراق (..)، حيث تدور المعركة من أجل النفوذ بين واشنطن وطهران، وقد تتعرض السعودية والإمارات للهجمات من طهران".


وبحسب "هآرتس" فإن اغتيال سليماني سيؤدي إلى "تآكل فعالية الشبكة المخيفة للجماعات الموالية لإيران، والتي بناها وقام بتنسيق أنشطتها إلى حد كبير"، مدللة على ذلك بالقول إنه "بعد اغتيال المسؤول البارز في حزب الله عماد مغنية عام 2008، هددت إيران وحزب الله بالانتقام بشن هجمات على أهداف إسرائيلية، لكن معظم تلك الهجمات أحبطت أو تعطلت، بسبب عدم وجود مغنية للانتقام".


وختمت الصحيفة الإسرائيلية بقولها: "قد يحدث نفس الشيء بعد وفاة سليماني، رغم أنه سيكون من الغباء التقليل من خطورة نوايا إيران".

 
التعليقات (0)