ملفات وتقارير

"ظلّ بوتين".. هذه أماكن انتشار مرتزقة "فاغنر" حول العالم

بدأ يظهر اسم الشركة الغامضة على الساحة الدولية عام 2014، بالتزامن مع اندلاع أزمة أوكرانيا- إندبندنت
بدأ يظهر اسم الشركة الغامضة على الساحة الدولية عام 2014، بالتزامن مع اندلاع أزمة أوكرانيا- إندبندنت

تصف العديد من التقارير الغربية شركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، بأنها ذراع أساسية لمساعي الرئيس فلاديمير بوتين توسيع نفوذ بلاده وتدخلاتها في العديد من مساحات الصراع حول العالم.


وبدأ يظهر اسم الشركة الغامضة على الساحة الدولة عام 2014، بالتزامن مع اندلاع أزمة أوكرانيا، التي فقدت فيها كييف السيطرة على مساحات واسعة من شرق البلاد لصالح انفصاليين تدعمهم روسيا، والسيادة على شبه جزيرة القرم، التي أعلنت موسكو ضمها، من طرف واحد.


وبرز نشاط "فاغنر" في ليبيا مؤخرا، عبر نشر المئات من مرتزقتها لدعم اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، في حربه مع حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا.


والسبت، ألمح مسؤول عسكري ليبي إلى إمكانية أن يكون بوتين يستخدم هذه الورقة في إطار حسابات تدخل موسكو بالمشهد، حيث أكد رصد بدء انسحاب عناصر "فاغنر" من محيط العاصمة طرابلس، وهم نحو 500 مسلح، بحسبه، بعد تفاهمات بين الرئيس الروسي ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في إسطنبول، قبل أيام، رغم تصريح بوتين، السبت، بأنهم لا يمثلون مصالح بلاده.


يطرح ذلك المشهد تساؤلات عن أماكن الانتشار الرئيسية لمرتزقة "فاغنر" حول العالم، وطبيعة الأدوار التي تلعبها، وهو ما رصده مؤخرا تقرير "بزنس إنسايدر" الأمريكي، ترجمته "عربي21".


ليبيا


ظهرت أولى التقارير بشأن نشاط "فاغنر" على الأراضي الليبية في آذار/ مارس 2018، عندما نقل موقع إذاعة "أوروبا الحرة"، في تقرير استقصائي، عن قادة في الشركة، لم تسمهم، أنهم بصدد نقل مرتزقة إلى ليبيا قريبا.


وبالفعل، توالت تقارير بهذا الخصوص بعد ذلك، حيث نقلت صحيفة "ذا صن"، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، عن مصادر حكومية واستخباراتية بريطانية أن "قاعدتين عسكريتين روسيتين تعملان بالفعل في مدينتي طبرق وبنغازي الساحليتين، وتستخدمان شركة فاغنر، التي أنشأت بالفعل مواقع استيطانية لها" في ليبيا.

 

اقرأ أيضا: "المرتزقة الروس".. كلمة السر في العلاقة بين حفتر وموسكو


ولا يبدو أن الأمر يتوقف عند التعاون العسكري على الأرض، حيث كشف فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق، مؤخرا، عن القبض على اثنين من عناصر الشركة، للاشتباه في محاولتهما جمع معلومات استخبارية.


ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن مسؤول أميركي قوله إن الحكومة الروسية تمارس "ضغوطا كبيرة" لإطلاق سراح العنصرين، مؤكدا أنهما كانا يعملان في إطار مشروع روسي لتوسيع النفوذ في ليبيا.


وأوضحت عدة مصادر، بحسب الصحيفة، أن الرجلين اجتمعا بـ"سيف الإسلام القذافي"، في إطار جهود لإعادته إلى السلطة في ليبيا، رغم كونه مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية، إذ يتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبّان حكم والده "معمر القذافي".


سوريا


عام 2018، قدر تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية وجود نحو 2500 من مرتزقة "فاغنر" في سوريا، فيما أوضح "سيرجي سوخانكين"، وهو خبير مشارك في المركز الدولي لدراسات السياسة في كييف، وزميل مؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية، أن هؤلاء تم نقلهم من أوكرانيا، في الفترة بين 2015 و2016.


بدورها، ذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" أن شركة البترول التابعة لنظام الأسد تعاقدت مع المرتزقة، بهدف استعادة حقول غاز ونفط من قبضة تنظيم الدولة، وتأمينها، مقابل 25% من عوائدها.


وفي نيسان/ أبريل 2018، كشف مايك بومبو، وكان آنذاك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن الولايات المتحدة قتلت مئات الروس خلال معركة كبيرة في سوريا في أوائل شباط/ فبراير، ليتبين لاحقا أن الضحايا هم من مرتزقة فاغنر.


وبعد أيام، توفي الصحفي الروسي "مكسيم بورودين"، في ظروف غامضة، بعد لعبه دورا في كشف قصة المرتزقة، حيث عثر عليه وقد ميتا أسفل شرفة منزله، بمدينة يكاترينبورغ الروسية.

 

اقرأ أيضا: رويترز تكشف عن مستشفى روسي عالج مرتزقة أصيبوا بحروب سرية


السودان


كشف تقرير لموقع "ستراتفور" الاستخباري الأمريكي عن نشاط "فاغنر" في السودان مطلع عام 2018، قبل أكثر من عام على انقلاب شهدته البلاد، أطاح بالرئيس السابق عمر البشير، بعد ثلاثة عقود في الحكم.


وقال "سوخانكين" لـ"بزنس إنسايدر"، إن نشاط الشركة تركز بالدرجة الأولى على دعم نظام البشير عسكريا في بعض الملفات العالقة، لا سيما مع الجنوب، وتهيئة الظروف لدخول شركات روسية للاستثمار في مناجم الذهب واليورانيوم والألماس.


ويلفت تقرير "بزنس إنسايدر" إلى أن البشير جمعته آنذاك علاقة قوية بنظيره الروسي، وقد التقيا في موسكو قبل أسابيع فقط من ظهور مرتزقة فاغنر في السودان، وطلب منه آنذاك الحماية من الولايات المتحدة.


أفريقيا الوسطى


ذكر "ستراتفور" في تقريره المشار إليه سابقا، أن مرتزقة "فاغنر" قد يتم إرسالهم قريبا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو ما أكد "سوخانكين" حدوثه بالفعل.


وقال سوخانكين إن مرتزقة فاغنر يتواجدون في أفريقيا الوسطى، كما هو الحال في السودان، منذ مطلع 2018، لحماية المناجم المربحة، ودعم النظام الحاكم.


واللافت في الأمر أن ذلك جاء بعد أن سمحت الأمم المتحدة لروسيا ببدء بيع الأسلحة إلى الجمهورية المضطربة، نهاية 2017.


وفي نيسان/ أبريل 2018، نقل موقع قناة "روسيا اليوم" الحكومية عن رئيس أفريقيا الوسطى، فاوستن-آرشينج تواديرا، قوله إن "الروس الذين يدربون قواتنا المسلحة سيعززون فعاليتهم إلى حد كبير في محاربة النهب"، فيما أشار "ستراتفور" إلى رغبة موسكو أيضا بملئ خزائنها من تلك الثروات.

التعليقات (2)
محمد
الأحد، 12-01-2020 06:30 م
الروس ملاعين....فغلا مافيا...
مقارنة
السبت، 11-01-2020 08:55 م
روسيا لها مرتزقة "فاغنر" و أمريكا لها مرتزقة القاعدة ثم داعش ليس هناك فرق كلاهما ينهب و يسرق خيرات البلاد على مسمع و مرأى مجلس الأمن و القانون الدولي ،أما نحن لا نزال نؤمن" بالسراب" أعني القانون الدولي ، ديمقراطية الغرب و قوانينه الزائفة!!!