ملفات وتقارير

استراتيجية "جدار الرمل العظيم" الصينية.. هل تنجح؟ (شاهد)

سبع جزر اصطناعية تلعب دورا مهما في استراتيجية بكين الدفاعية في بحر الصين الجنوبي- CSIS
سبع جزر اصطناعية تلعب دورا مهما في استراتيجية بكين الدفاعية في بحر الصين الجنوبي- CSIS

تتواصل في جنوب شرق آسيا مخاوف من الانزلاق إلى حرب بين دول المنطقة والصين، جراء خلافات حادة على السيادة في بحر الصين الجنوبي، فيما تشكل "جزر بكين الاصطناعية"، وبشكل متزايد، محورها الأساسي.


وتفاقمت الأزمة بعد نشر الصين قدرات عسكرية على تلك الجزر عام 2018، خلافا لما تعهدت به سابقا، ثم تهديدها بالمزيد، دون وجود آفاق واضحة للتوصل إلى حل، خصوصا أن بكين تعتبر أنها عرضة لاستهداف أمريكي، وسط تساؤلات متجددة، استعرضتها عدة تقارير حديثة، عن طبيعة تلك الاستراتيجية، ومدى نجاعتها في حماية العملاق الآسيوي في حال اندلاع مواجهة عسكرية.

 

ولكن أولا.. ما هو "جدار الرمل العظيم"؟


ظهرت في بحر الصين الجنوبي، بين 2013 و2016، سبع جزر جديدة، اعتبر الأدميرال هاري هارس، الذي كان قائدا لمنطقة المحيط الهادئ في البحرية الأمريكية، أن الصين أنشأتها في إطار استراتيجية دفاعية، أطلق عليها، في آذار/ مارس 2015، اسم "جدار الرمل العظيم".


وواصلت بكين، حتى عام 2017 إنكار أنها أنشأت جزرا اصطناعية في المنطقة، رغم أن قطعا حربية أمريكية وبريطانية رصدتها مرارا، فضلا عن صور لأقمار اصطناعية، وسط احتجاج من دول في جنوب شرق آسيا إزاء تعرض مياهها الإقليمة للانتهاك، بحسبها.

 


 

ونهاية ذلك العام، أعلنت الصين عن بناء سفينة عملاقة لتجريف الرمال، ونشرت وسائل إعلام رسمية، لاحقا، مشاهد لعملها في تجريف رمال بحر الصين الجنوبي لإنشاء جزر وطرق في عمق المياه، لكنها أكدت أن تلك المشاريع هي لأغراض مدنية وحسب.

 

اقرأ أيضا: بهذه الأسلحة الجديدة.. الصين تزاحم التفوق الأمريكي (شاهد)

 


وتفجر التوتر في المنطقة مطلع عام 2018، عندما كشفت بكين عن إنشاء قواعد عسكرية على الجزر، ما اعتبر على الساحة الدولية "نكثا للوعود"، لكن الصين مضت بالتهديد، عام 2019، بنشر المزيد من القدرات الدفاعية في المنطقة.


ما مهمة الجزر السبع.. وهل تنجح؟


منذ تبني الولايات المتحدة استراتيجية التحول شرقا (بشكل علني عام 2011)، لكبح جماح العملاق الآسيوي الصاعد، ومحاصرته في مياه الهادئ وجنوب شرق آسيا، سرعت الصين خطوات تقليص الهوة في توازن القدرات البحرية مع الجانب الأمريكي.

 

ومن بين تلك الخطوات إنشاء سفن حربية ورادارات ومنظومات دفاعية، فضلا عن أول حاملة طائرات محلية الصنع، ولكنها أيضا عملت على خلق حواجز بحرية تلعب أدوارا متعددة، بدءا بتقييد حرية المناورة لدى السفن المعادية، ورصد تحركاتها، وصولا إلى استهدافها وتشكيل قواعد لإطلاق هجمات مضادة.

 

اقرأ أيضا: لماذا تعتبر الصين أنها مستهدفة بأي تصعيد أمريكي ضد إيران؟


واستعرض تقرير حديث لموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مدى نجاعة تلك الجزر في تعزيز قدرات الصين الدفاعية في حال اندلاع حرب بالمنطقة.


وأوضح التقرير أن تلك الاستراتيجية تعاني من ثغرة تكمن في زيادة النقاط التي ستضطر الصين للدفاع عنها، لا سيما وأنها تسيطر أيضا على عدد آخر من الجزر الطبيعية، مذكرا بأن ذلك تسبب باستنزاف لليابان في الحرب العالمية الثانية.

 


 

إلا أن طبيعة القدرات التي تم نشرها على تلك الجزر، أو بعضها، لا يمكن مقارنته بما كان عليه الحال قبل ستة عقود، حيث تمتلك بكين صواريخ غاية في الدقة وبمديات مختلفة، وأنظمة رادار متقدمة، وإمكانيات لوجستية ضخمة.

 

في المقابل، فإن كل ذلك لم يتم اختباره في مواجهة حقيقية حتى الآن، كما لم تتضح بعد طبيعة الاستراتيجية المضادة التي قد يلجأ إليها أي عدو محتمل.

 

 

 

** مصدر الصورة الأخيرة: China Digital Times

التعليقات (0)