سياسة عربية

لماذا غاب الحراك الشعبي في الذكرى التاسعة لثورة مصر؟

القبضة الأمنية المشددة وتفكيك كافة التكتلات المجتمعية القوية والخوف من المجهول أسباب أدت لعدم نزول المصريين لميادين الثورة- جيتي
القبضة الأمنية المشددة وتفكيك كافة التكتلات المجتمعية القوية والخوف من المجهول أسباب أدت لعدم نزول المصريين لميادين الثورة- جيتي

حفلت الساعات الماضية، بالتساؤلات في الشارع السياسي المصري عن أسباب عدم خروج المصريين للتظاهر السبت، بالذكرى التاسعة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير، رغم دعوات بعض الجهات للخروج ضد النظام العسكري الحاكم.

معارضون مصريون تحدثوا لـ"عربي21" عن أسباب غياب الحراك الشعبي عن ميادين الثورة، وقدّموا مراجعة للموقف على الأرض، من خلال واقع المعارضة ووضع النظام العسكري الحاكم، ورؤيتهم لما هو قادم عبر حلول يرونها "عملية".

"القبضة الأمنية"

وفي رؤيته أشار الباحث المصري أحمد مولانا، إلى عدة أسباب لتلك الحالة من أبرزها: "القبضة الأمنية المشددة، وتفكيك كافة التكتلات المجتمعية القوية بدءا من الجماعات الإسلامية وصولا لروابط الألتراس ومشجعي كرة القدم، والخوف من المجهول في حال حدوث اضطرابات".

عضو المكتب السياسي بـ"الجبهة السلفية"، أكد لـ"عربي21"، أن "النظام لم ينجح في نزع فتيل الغضب، لكنه نجح بفرض سيطرة أمنية ميدانية مشددة على الشارع"، لافتا إلى "عدم وجود دعوات من المعارضة بالخارج للنزول، لكن دعوات من بعض المعارضين فقط، ولم تلق تجاوبا للأسباب السابق ذكرها".

وتوقع مولانا، أن "يظل الوضع كما هو عليه، وهو ما يراكم حالة الغضب والاحتقان، لكن تحول ذلك إلى انفجار شعبي يصعب التنبؤ بدقة بتوقيته".

"التجارب السابقة"

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، سيد أمين، أن "عدم خروج الناس لا يعني أبدا أن النظام نجح بإقناع المصريين بهذا؛ ولكن التجارب السابقة نجحت بأن تنقل إليهم فشل تجارب سابقة نتجت عنها كوارث حلت بمن شاركوا وبعضهم لا زال معتقلا إلى الآن".

أمين، أكد بحديثه لـ"عربي21"، أن "انتشار معلومات تفيد بانتشار رجال الأمن بملابس مدنية؛ أدى لتخوف المتظاهرين ممن نزلوا معهم ويفترض أنهم متظاهرون، ما صنع خوفا إضافيا بجانب خوف المتظاهرين من الأمن الرسمي".

وأضاف أن "الدليل على ذلك أن النظام لو أعلن الآن أنه من حق معارضيه التظاهر دون أن يمسهم مكروه، وقدّم الضمانات لذلك؛ فإنك سوف تشاهد عشرات الملايين بالشوارع".

 

اقرأ أيضا: معارضون مصريون: 25 يناير 2020 ليس انتصارا ولا هزيمة

"تغير الداعي للتظاهرات"

وفي تقديره لأسباب عدم خروج المصريين، قال الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي: "لابد من مقارنة تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، مع 25 كانون الثاني/ يناير 2020، لنعرف هل اختلفت الظروف بين التاريخين، وماذا تغير بالتحديد حتى نرى بالأخيرة نتيجة مغايرة لما حدث بالأولى، رغم أن الداعي لها شخص واحد، وهو المقاول والفنان محمد علي".

نائب مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا، أضاف بحديثه لـ"عربي21"،: " لظروف لم تتغير في تقديري، وسلوك النظام وجرائمه وفساده كما هي، لكن الذي تغير هو الداعي نفسه، والجو المحيط به".

وأوضح أن "محمد علي قبل 20 أيلول/ سبتمبر 2019، كان مواطنا مصريا ثوريا حقيقيا بمعنى الكلمة؛ رأى الحق واتبعه، كان يتصرف بطبيعته وبتلقائية وعفوية يحبها المصريون، لدرجة أن الكثيرين وأنا منهم كان يراه أخا وصديقا أو قريبا؛ لذلك، أيده كثيرون ونحن منهم دون أن نقابله أو نتواصل معه، واستجابت الناس له وخرجت في أيلول/ سبتمبر، مما أربك النظام وجعله يعيد حساباته".

ويعتقد الشرقاوي، أن "محمد علي تلقفته أياد غير أمينة على الثورة، جعلت مصالحها وذواتها المنتفخة تتقدم على أي مصلحة وطنية، وتحول علي (الثوري) لعلي (السياسي)؛ ودخل متاهة المبادرات السياسية والوثائق الورقية الإعلامية التي لا تقدم ولا تؤخر".
وأوضح الصحفي المعارض أنه تم احتواء ما وصفه بالنقاء الثوري الذي مثله محمد علي الذي قال إنه "صار أداة بيد سياسيين كانوا سبب الهزيمة النفسية والمعنوية التي يعاني منها الثوار منذ 2012 وحتى اليوم".

وقال: "كلامي يبدو قاسيا، لكنه يأتي ضمن المراجعة الذاتية وتصويب مسار شخص داخل معارضة الخارج"، مخاطبا المعارضة بقوله: "إذا كنتم تريدون ديمقراطية داخل الوطن، فمن الأجدر أن تتحملوا تبعات الديمقراطية، بأن يتسع صدركم لمن يخالفكم الرأي، وينتقدكم بقسوة أحيانا".

وقدم الشرقاوي التحية لمحمد علي لمجهوداته، وقال: "أظنه رجلا صادقا ووطنيا ومخلصا، ونرحب به بصفوف الثوار بعيدا عن بهلوانات السياسية وراكبي كل موجة ثورية وتوجيهها نحو دفة المصالح الشخصية والطموحات الذاتية".

وختم بقوله: "إنني على يقين أن الثورة سوف تنتصر بعلي الثوري وأمثاله لا علي السياسي، ولن ينكسر الانقلاب بأمثال كثيرين يظنهم الناس ثوارا".

"لهذا لم تخرج الجماهير"

وقال السياسي المصري، عز النجار، إن "هناك نقاط محددة كان يجب توافرها حتى يثور المصريون"، مؤكدا أنها عماد أية ثورة قادمة.

وبحديثه لـ"عربي21"، جزم النجار، بأن "الجماهير لن تخرج بناء على دعوة من مجهول أو معلوم، أو أحد النخب والمشاهير، ولن يحتشد الشعب بالميادين بناء على تسخين صفحة بفيسبوك أو تحريض فضائية ولو كان يتابعهما الملايين، ولن يستجيب لدعوة حزب أو مجموعة أو جماعة".

وأكد أن "الشعب لن يثور، ولو بلغ الظلم عنان السماء، ولكن فقط عندما يتم تكوين مجلس قيادة محترم يقدم البديل المتكامل"، مضيفا أنه "عندها يستجيب الشعب وتخرج الأسر حاملة أكفانها وأرواحها فداء للوطن".

ويعتقد السياسي المصري أنه "عندها فقط سيظهر شرفاء قواتنا المسلحة والشرطة، وسيظهر ولائهم الحقيقي للوطن، وسيعلنوا نزولهم تحت القيادة الجديدة".

وطالب النجار، بـ"تنظيم العمل الثوري، وتكوين قيادة واعية، وتجاوز النخبة ونجوم الإعلام، وتقديم البديل المتكامل، ورسم خطة ذكية، ووضع اتفاق واضح وصريح ومعلن يوحد الصف ويجمع الكلمة على هدم دولة الظلم وإقامة دولة العدل".

وختم بقوله: "لا استكمال للثورة بدون شباب الإخوان ولا انتصار بقياداتهم الحالية، ولا نجاة لنا ولهم إلا بالاتفاق والتنظيم والاتحاد"، على حد قوله.

التعليقات (6)
ليبي
الأحد، 26-01-2020 11:03 م
وهل كانت هناك ثورة في مصر اصلا الثابت ان احداث تونس ومصر واليمن كانت عبارة عن مسرحيات من اجل اشعال الحرب السورية وقد تحقق الهدف اما ليبيا اساسا كانت للتخلص من القدافي ومنع تصدير النفط الليبي وسرقته من قبل روسيا ودول الخليج وايران اما اللصوص فهم كثيرين من روسيا ودول الخليج واوروبا وقد تحقق هدفهم
فلاخ بخته مايل
الأحد، 26-01-2020 10:06 م
الاسباب.. بروده الجو... لسه بعض المصريين بيحصلوا على 30 رغيف فى اليوم... الناس بتخاف من بعضها..محمد على تسرع ولم يعطى جرعه كافيه عن الفساد... لو محمد على استمر لشهر 8 ان شاء الله سيسقط العسكر.. النظام فى منتهى الرعب لانه حرامى منبوذ... يجب اختيار قائد متفرغ .. انا ضد هذه المجالس اعضاء هذه المجالس يصبغون شعورهم ويكتفوا بارسال رسائل و لايخروجون الى الشوارع ..الى المجلس الثورى الذى لايعمل مثلكم فادرودوه....اخر كلام...محتاجين محمد على او قائد فورا وبسرعه جدا حتى لاتنام النس 9 سنوات اخري
مصري جدا
الأحد، 26-01-2020 08:43 م
إلى الفاضل المحترم ربيع اليمن ،،، الشعوب نتاج تربية وتكوين مؤسسات الدولة ،،، الشعوب لا تنبت شيطاني كما تقول في المثل المصري ،،، وشعب مصر الذي يعيش في جمهورية الخوف منذ حركة 1952 خرج عن بكرة أبيه خلال الثورة داعما ومناصرا وكان منه الشهداء والجرحى والسجناء ،، وخرج قبل الثورة في ظل أجواء القمع يقول نعم للتيار الإسلامي ونعم للاخوان في كل الانتخابات ،،، وخرج بعد انقلاب ال 3 من يوليو 2013 يقول نعم للشرعية ولا للانقلاب ،، قتل منه المئات ليسوا من الاخوان وسجن منه عشرات الآلاف ليسوا من الاخوان ،، وأعدم منه العشرات ليسوا من الاخوان ، يا عزيزي الشعوب لا تلام خاصة اذا وثقت بك وسارت خلفك ، لكن اللوم على متصات القيادة التي لم تحسن توظيف الحراك ،، هل تعلم ان غالبية الشعب المصري خرج في جمعة 16 اغسطس 2013 غضبا وداعما لشهداء رابعة والنهضة لكن القيادة كانت مرتبكة وكانت دون مستوي الحدث ، لا لأنها سيئة ،، لكن لأنها لم تكن جاهزة لهذا الحجم من الأحداث ،،، لا تقولوا الشعوب ،، ولكن ،د أحسنوا الأعداد والتخطيط والتنفيذ والشعوب حرة ورهن إشارة الأحرار ،د حفظك الله يا شعب مصر ،،
بهية
الأحد، 26-01-2020 08:14 م
مصر تضيع بمؤامرة دولية والشعب جاهز لكن القيادا ت مشتتة والخطاب ضعيف ومتناقد في نفس الوقت بيقدم تسعة وتسعون بالمئة ايجابية وواحد بالمئة سلبية والناس بتطمع دائما في مئة بالمئة وتحكر في الواحد وتتمسك بيه البديل أو المسار لا يجب وضعه أمأم أعين الناس لأن أيا يأتي كيفما كان سيجد صعوبات جمة وسيفشل اذا لم يتحد الكل لانقاذ مصر مصر فوق أي كان وعلى كل شعب مصر انقاذ بلده من الضياع كل القيادات يجب عليها مخاطبة الشعب مباشرة وليس بتويتات أو بيان ربما لا يصل الى العامة والتي رغم أي شيء تعتز برموزها والحمد لله فيه قنوات عديدة وعموما لم يطالب الشعب بحمل السلاح بل فقط بالتعبير الواضح عن رأيه جماعة والعصيان الكلي اذا لم تحترم وتطبق كل تطلعاته...
ربيع اليمن
الأحد، 26-01-2020 05:28 م
طبيعة الشعب المصري التي جُبلت على استقبال المحتلين عبر العصور !بالاحضان والزفة البلدي وعدم مقاومتة الا بمظاهرات القرويين و الطلاب .المصريين حُكموا من الاغراب من القرن7 قبل الميلاد الى القرن 20 الميلادي بوصول العسكر المصري عبيد (الملك فاروق) عبد المندوب السامي البريطاني في القاهرة.شعب مريح اوي.!!! هه قال الدكتور والفنان عزة ابوعوف الله يرحمة (اتحملوا مرسي 3 سنوات بدل ما تستنوا 30 سنة !تحققت نبوئتة للاسف.