ملفات وتقارير

محللون يقرأون بنود المستوطنات ودولة فلسطينية وفق الصفقة

ردود دولية واسعة رافضة لخطة ترامب ونتنياهو- جيتي
ردود دولية واسعة رافضة لخطة ترامب ونتنياهو- جيتي

أعلن الرئيس الأمريكي، في مؤتمر شاركه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تفاصيل صفقة القرن، وقال إن الانتقال إلى حل الدولتين لن يشكل أي تهديد لأمن إسرائيل، وإن الفلسطينيين لديهم فرصة ربما تكون الأخيرة للحصول على دولة.


وتابع: "خطتي ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا هناك، لن يتم إخراج أي فلسطيني أو إسرائيلي من أرضه".

 

تجاهل للفلسطينيين

 

وأشار محللون إلى أن أخطر ما في الصفقة هو عمليا انتهاء حلم إقامة الدولة الفلسطينية، وأيضا عدم مشاركة الفلسطينيين ومناقشتهم في أثناء وضع هذه الصفقة أو الإعلان عنها.

 

كما أفادوا بأنه لم يتم الحديث عن إلغاء فكرة ضم المستوطنات والأغوار، وعدم وجود حدود ومتنفس للدولة الفلسطينية إن تم الاعتراف بها.

 

وقال المحلل السياسي الفلسطيني كامل حواش: "الطرف الفلسطيني لم يشارك في تطوير هذه الخطة، ولم يحضر مؤتمر الإعلان عنها، بالتالي هي كانت على مقاس إسرائيل".

 

وتابع حواش في حديث لـ"عربي21": "الأمر الثاني الخطير، الذي اعتبره نكبة ثانية، هو الإعلان عنها في مكان بعيد، كما حصل أول مرة في وعد بلفور، حينما أعلن عنه في بريطانيا".

 

وأضاف: "مطلوب من الفلسطينيين القبول بما قدمه ترامب دون مساءلة، حيث اعترف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على فلسطين التاريخية، أيضا سيكون هناك سيادة أمنية إسرائيلية على كل الأرض".

 

اقرأ أيضا: ترامب يعلن رسميا تفاصيل صفقة القرن (شاهد)

وأردف: "حتى لو قامت دولة فلسطينية لن يكون لها متنفس للخارج، إلا عن طريق رفح لمصر، أما بالنسبة للحدود مع الأردن وسوريا فلم يتم ذكرها في الصفقة".


من جهته، قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد: "هذا الإعلان لم يغير شيئا على الواقع؛ لأنه عمليا 83 في المئة من الضفة الغربية ضمت لإسرائيل، وباعتقادي أن هذه الصفقة هي لتسويف القضية أكثر وأكثر، بمعنى أن كل رئيس أمريكي يأتي ويعلن عن خطة جديدة تستنزف الكثير من الوقت، في ظل رفض فلسطيني، ومع عدم رغبة إسرائيلية في القبول بما يرد بهذه الخطط".


وتابع أبو عواد في حديث لـ"عربي21": "أتوقع أن يبقى الحال على ما هو عليه في الضفة الغربية، وسيكون هناك محاولات إسرائيلية لإعلان الضم، لكن عمليا الآن جميع القوانين الإسرائيلية مطبقة بكل المستوطنات، وهذا الأمر يجب الانتباه إليه؛ لأنه قبل عشر سنوات لم يكن موجودا".


وأضاف: "تعدّ هذه الصفقة إنجازا تاريخيا للإسرائيلين، وتكشف عن توافق الإدارة الأمريكية معها، أيضا سيطلق العنان لإسرائيل لتوسعة الاستيطان، بالتالي تحقيق حلمها الأكبر فيما يعرف بالقدس الكبرى، وكذلك التضييق على الفلسطينيين أكثر وأكثر، وحشرهم بالزاوية، وتركهم دون قدرة على مواجهة مثل هذه الصفقات، وإلزام الدول العربية بالتطبيع مع اسرائيل بمعزل عن القضية الفلسطينية".


وأشار أبو عواد إلى أن "أخطر ما تم التصريح عنه هو الحديث عن ضرورة تفكيك سلاح المقاومة بغزة، وترك الفلسطينيين بعاصمة خارج إطار القدس، وأيضا وجود جزء من العرب في هذه الاحتفالية، دون الالتفات إلى أن هذا فيه الكثير من الظلم للجانب الفلسطيني".


ضم المستوطنات


وهدد الاسرائيليون سابقا بضم المستوطنات، على الرغم من أنه كان هناك أقاويل عن إخلاء بعض المستوطنات غير الشرعية، ومع الكشف عن الصفقة لم يتم الحديث بشكل موسع عنها، فهل سيتم ضمها فعلا؟ وما تأثير ذلك على حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟


حول هذا الموضوع، أكد أبو عواد أنه في ظل رضا بعض العرب عن هذه الصفقة قد يؤدي ذلك للقفز عن القضية الفلسطينية، وربما نشهد مشاهد أكثر سوءا في المرحلة المقبلة، كالإعلان عن ضم كل مناطق (ج)، أي 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وبعض أجزاء من مناطق (ب)، وربما كل الضفة طالما هناك يمين متطرف يرى أنه لا مشكلة بذلك".


وأوضح بأنه "لا يوجد دولة فلسطينية، ولن توافق إسرائيل عليها، وفي ظل الواقع الجغرافي الحالي يستحيل الحديث عن دولة فلسطينية، بل سيكون هناك حديث عن كانتونات مقطعة الأوصال، وبالتالي هذا الحديث عن دولة فلسطينية هو للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة إغراء الفلسطينيين".


بدوره، قال المحلل السياسي كامل حواش: "يجب علينا أن نكون حذرين، حتى نرى جميع بنود الخطة والخارطة التي سيتم وضعها على أساسها، على الرغم من أن ترامب غرد بتغريدة أظهر فيها كيف ستكون الأراضي الفلسطينية مقطعة وموصلة، لكن هناك أيضا موضوع بناء منطقة صناعية جنوب شرق غزة، وستكون هناك منطقة سكنية وزراعية".

 

اقرأ أيضا: ردود فعل عربية ودولية رافضة لصفقة القرن بعد إعلان ترامب لها

وأضاف: "أما من ناحية مسألة ضم المستوطنات، ترامب قال: لن يكون هناك ترحيل لفلسطيني أو إسرائيلي، بما معناه أن كل المستوطنات ستظل قائمة، مع أن البعض تحدث بأن غير الشرعي منها سيتم تفريغه، ولكن لن يكون هناك تفريغ لها، وأيضا لن يكون هناك تهجير للفلسطينين، بحسب قول ترامب".

 

وتابع: "أيضا نتنياهو تحدث عن ضم المستوطنات منذ اليوم الأول لإعطاء ترامب الضوء الأخضر له، بالتالي ما سيبقى للفلسطينيين مجرد فتات، أي التجمعات السكانية الكبيرة، لكن مثلا غور الأردن، المهم من الناحية الاستراتجية للفلسطينيين، سيكون مسحوبا منهم، حيث لن يكون هناك أي تماس بين فلسطين والأردن".

 

نهاية حل الدولتين

 

وتطرح تساؤلات عن بقاء إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، في ظل تأكيد ترامب ونتنياهو على أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وحديث الأخير عن أنها أرض يهودية ومهمة لليهود.

 

يعبر حواش حول هذه التساؤلات عن اعتقاده بأنه "سيتم وقف الحديث عن حل الدولتين، خاصة أن بعض الدول الكبرى كبريطانيا أبدت تعاطيها مع خطة ترامب، حيث عندها سيتم توجيه سؤال للفلسطينيين لماذا لا تقبلون أو تنظرون بما عرض عليكم فالفرصة لن تتكرر مرة أخرى، لذلك برأيي لن تقوم دولة فلسطينية مستقلة، ولن يكون لها سيادة".


وأضاف: "أعتقد أنه آن الأوان لهذا الوهم أن ينتهي، وأن يعلن الفلسطينيون انتهاء أوسلو، لأن ما تم الحديث عنه اليوم لا علاقة له بها، إنما هو ما تم فرضه من نتنياهو عن طريق ترامب، وأن يبدأ الحديث عن أن الفلسطينيين يريدون حقوقهم كاملة، وعدم النظر لحل الدولتين من قبل الفلسطينيين يحرج إسرائيل؛ لأن هذا يعني أنها دولة ابارتيد".


وأشار إلى أن الحل بالمطالبة بالحقوق داخل فلسطين التاريخية.

 

وحول إمكانية عودة الحديث عن دولة ثنائية القومية قال حواش: "هذا ما ترفضه إسرائيل، إلا إذا قبل الفلسطينيون بفتات دولة، عندها ستقول إسرائيل كيف تقولون عنا إننا دولة ثنائية القومية، فهناك دولة فلسطينية".

 

وختم حديثه بالقول: "القرار الحاسم الذي يجب أن يتخذه الفلسطينيون هو هل يقبلون بالحصول على الفتات، وأن تكون حقوقهم منقوصة، أم يطالبون بحق كل فلسطيني بالعيش على كل أرض فلسطينية".

التعليقات (0)

خبر عاجل