صحافة دولية

موقع إيطالي: ماذا يعني غزو طرابلس لبعض القوى العالمية؟

"لوزبوفو": وجدت حكومة الوفاق نفسها معزولة بشكل متزايد في الفترة الأخيرة بسبب الموقف الغامض لإيطاليا وحلفائها الآخرين- جيتي
"لوزبوفو": وجدت حكومة الوفاق نفسها معزولة بشكل متزايد في الفترة الأخيرة بسبب الموقف الغامض لإيطاليا وحلفائها الآخرين- جيتي

نشر موقع "لوزبوفو" الإيطالي تقريرا، تناول فيه الحديث عن الحرب المشتعلة في ليبيا، ودور الجهات الأجنبية في تأجيج نيرانها.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن فرنسا وإيطاليا تتقاتلان منذ سنوات؛ من أجل السيطرة على النفط الليبي، وسيفتح تقدم حفتر نحو طرابلس نقطة تجارة نحو أوروبا.

أفاد الموقع بأن مؤتمر برلين الذي عقد يوم الأحد 19 كانون الثاني/ يناير للبحث عن حل دبلوماسي للحرب في ليبيا، شهد حضور 18 وفدا، بما في ذلك روسيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وتركيا. وكان الغرض من المؤتمر هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل متواصل.

إلى جانب وضع حد للنزاع، توصلت الوفود الحاضرة في المؤتمر إلى اتفاق بشأن وثيقة من 55 بندا، تتضمن بدء عملية سياسية، للتوصل إلى حكومة وحدة وطنية، ووقف الهجمات على محطات النفط، وحظر الأسلحة. قبِل السراج وحفتر مراقبة الهدنة، وعيّن الخصمان الأعضاء العشرة (خمسة من كل جانب) في اللجنة العسكرية المشتركة. تتمثل مهام هذه اللجنة في مراقبة تقدم الهدنة، وتحديد خطوط انتشار القوات.


الحرب في ليبيا

 

اندلعت الحرب في ليبيا منذ سنة 2014 بين قوات حكومة السراج الواقع مقرها في طرابلس وقوات الجنرال حفتر، العسكري المسن الذي يقدم نفسه قائدا للجيش الوطني الليبي. وتتمركز حكومته في طبرق وتسيطر على الشرق وجزء من جنوب البلاد، وهي المنطقة المعروفة باسم إقليم برقة. ويحظى حفتر بدعم من روسيا وفرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة، في حين تحظى حكومة السراج بالاعتراف الدولي.

بعد ما يقرب من ست سنوات من القتال للسيطرة على البلاد، مثّل إعلان تدخل تركيا لدعم السراج في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2019 نقطة تحول في الصراع. وفي الثاني من كانون الثاني/ يناير، وقعت الموافقة على هذا الاقتراح من قبل البرلمان التركي، بعد ضغوط قوية من أردوغان.

وكان الرئيس التركي قد أعلن أنه "سيدعم حكومة السراج، ويتجنب حدوث كارثة إنسانية". لم يتضح بعد ما إذا كان الجيش التركي سيساعد ببساطة في تدريب القوات الحكومية أم سيتدخل فعليا في الصراع. كما أرسلت تركيا مركبات وأسلحة ومعدات لأنواع مختلفة من العمليات العسكرية.

أفاد الموقع بأن الصراع دخل مرحلته الأكثر عنفا ابتداء من نيسان/ أبريل 2019، عندما هاجمت قوات الجنرال حفتر طرابلس. كان الهدف من ذلك متمثلا في السيطرة على العاصمة، وبالتالي على كل ليبيا، وطرد رئيس الوزراء السراج، ولكن قوات الحكومة المعترف بها دوليا منعته. أصبحت الأمور صعبة بالنسبة لقوات السراج بعد تدخل روسيا دعما لحفتر بإرسال المرتزقة والطائرات دون طيار، ما جعل الصراع أكثر دموية.

وفي الأشهر الأخيرة، خاطرت القوات الحكومية مرارا وتكرارا بفقد السيطرة على العاصمة والمناطق الغربية تحت حمايتها. بعد تسعة أشهر من القتال، تشرد 160 ألف شخص، وتوفي أكثر من ألفي شخص.

التدخل الدولي في الصراع الليبي


أوضح الموقع أنه بعد تسع سنوات من الفوضى، ازداد الصراع حدة على نحو يدعو للقلق، وازداد معه حجم الصراع الدولي على الأراضي الليبية. لطالما كان لبعض الدول دور مهم في الصراع الليبي. وأصبح وجودها في الأشهر الأخيرة بارزا بشكل متزايد؛ نظرا للمصالح الاقتصادية والإستراتيجية المرتبطة بالدولة الواقعة في شمال أفريقيا. لطالما لعب النفط دورا أساسيا في الجغرافيا السياسية لليبيا، خاصة مع سعي شركة توتال الفرنسية للحصول على آبار النفط التابعة لشركة إيني الإيطالية.

الأهمية المتزايدة لروسيا وتركيا


بيّن الموقع أن روسيا وتركيا تلعبان دورا أساسيا في الحرب الليبية، بعد أن حلاّ محل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من حيث وزن الخيارات السياسية في الأشهر الأخيرة. وتعود أسباب تدخل تركيا في الحرب الليبية إلى رغبتها في توسيع نفوذها، وإلى أسباب أخرى مرتبطة بالاتفاقيات المتعلقة بسياسات الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية بين ليبيا وتركيا، الموقعة في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كانت محل انتقادات شديدة من قبل العديد من الدول، التي اتهمت تركيا بانتهاك الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا. وأمام أهمية الدور الذي يلعبانه، لاحت مخاوف من إمكانية أن يتسبب التدخل الروسي التركي في تقسيم ليبيا إلى منطقتين.

وبعد أشهر من المفاوضات، قررت روسيا وتركيا إجراء اتفاقية هدنة، لكن إثر القمة التي انعقدت في موسكو يوم 13 كانون الثاني/ يناير، رفض الجنرال حفتر توقيع اتفاقية سلام مع الدولتين، بعد أن حثته الإمارات على مواصلة القتال دون قبول شروط وقف إطلاق النار. لم يكن قرار حفتر بعدم توقيع الاتفاقية مفاجئا؛ إذ إن اتفاقية وقف إطلاق النار تستند على أسس هشة.

دور إيطاليا


وفي الختام، أشار الموقع إلى أن إيطاليا فقدت الكثير من القوة التي كانت تتمتع بها في ليبيا. وتدعم الحكومة الإيطالية السراج، مثلها مثل العديد من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فقد وجدت حكومة الوفاق الوطني نفسها معزولة بشكل متزايد في الفترة الأخيرة، وتحديدا بسبب الموقف الغامض لإيطاليا وحلفائها الآخرين.

 

اقرأ أيضا: حكومة "الوفاق" الليبية تتعهد بدحر قوات حفتر



التعليقات (0)