سياسة دولية

MEE: أصوات المسلمين بانتخابات أيوا الأمريكية قد تكون حاسمة

إلهان عمر مع أحد الممثلين عن الولاية- ميدل إيست آي
إلهان عمر مع أحد الممثلين عن الولاية- ميدل إيست آي

نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريرا تحدث فيه عن تأثير الناخبين العرب والمسلمين في تحديد الفائز في الانتخابات التمهيدية الرئاسية القادمة في ولاية آيوا.

وأشار الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إلى أن ولاية آيوا الزراعية التي ذاع صيتها لخصب أرضها وجودة قمحها تعتبر موطنًا لبعض أقدم المجتمعات العربية والإسلامية من المهاجرين الوافدين من ربوع لبنان وسوريا، وهي ولاية يشهد تاريخها بتشييد أول بيت عبادة للمسلمين في أمريكا منذ أواخر القرن التاسع عشر. 

وأورد الموقع أنه في الدورات الانتخابية السابقة، اضطلعت هذه المدينة بدور حاسم في اختيار المراتب الثلاث الأولى التي فاز بها ديمقراطيون وهم آل غور وباراك أوباما وهيلاري كلينتون. أما بخصوص الموسم الانتخابيّ الحاليّ، فتُنظم بآيوا أول مناظرة انتخابية تمهيدية.

إشراك المسلمين

يسعى مرشحان عن الحزب الديمقراطي وهما اليزابيث وارين والسيناتور بيرني ساندرز إلى الفوز بأغلب نصاب أصوات الجالية العربية المقيمة هناك. وتجدر الإشارة إلى أنهما يمثلان القاعدة التقدمية اليسارية للحزب الديمقراطي وأن نشطاء حملتهما في سعي دؤوب إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الأصوات العربية والإسلامية. وسيقع تنظيم اجتماعات في خمسة مساجد انطلاقا من يوم الاثنين القادم.

وأورد الموقع في هذا الصدد أن القضية الفلسطينية تعتبر أولوية بالنسبة للناخبين العرب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ومن الجلي أن كلا المرشحين يبديان تعاطفا مع القضية. فمن جهتها، أوردت وارين أنها ستضمن عدم ضخ أية مساعدات أمريكية لصالح إسرائيل بما يتنافى مع مصالح الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعهد ساندرز باستغلال مساعدة واشنطن لإسرائيل كوسيلة ضغط لوقف الاستيطان وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

"أصحاب القرار"

واستشهد موقع ميدل إيست آي بما أورده سامي شيتز مدير اتصال الدوائر الانتخابية لحملة ساندرز، وهو ابن مهاجرة سورية وأب ينحدر من فئة متوسطة حيث أكد أن عقد المؤتمرات الحزبية الذي يستقطب قواعد جماهيرية واسعة من الجالية العربية المسلمة سيجعل منهم "أصحاب القرار" في هذا الشأن.

وذكّر شيتيز بمناهضة ساندرز لحرب العراق ومساعيه في دعم قرار للكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي قادتها السعودية في اليمن، والتي اعترض عليها ترامب في العام الماضي. كما أكد أن هذا المرشح يعمل بخطى ثابتة لدعم الفلسطينيين، مستحضرا موقفه أمام الملايين حين نادى بضرورة احترام حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو موقف يشكّل سابقة في البيت الأبيض.

وأضاف الموقع أنه منذ سنة 2016 دعم العديد من العرب ساندرز في الانتخابات التمهيدية لولاية ميشيغان، الذي حقق فوزا ساحقا على حساب  نظيرته هيلاري كلينتون. والجدير بالذكر أن معظم الأصوات تركزت في الأحياء التي تقطنها أغلبية عربية في مدن مثل ديربورن. أما سنة 2020، فقد قدمت كل من رشيدة طليب وإلهان عمر، عضوتا الكونغرس المسلمتان في أمريكا الدعم لساندرز. وفي الواقع، تقومان الآن بحملة لصالح ساندرز في ولاية آيوا.

كما أكد الموقع أنه بغض النظر عن الدين أو العرق، يتشارك الأمريكيون جميعهم المخاوف الاقتصادية ذاتها إلا أن السياسة الخارجية كانت فعالة بشكل خاص في إشراك العرب الأميركيين في الانتخابات التمهيدية. يتضمن برنامج الحزب الديمقراطي في ولاية آيوا منهجا استشرافيا بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

نقل الموقع شهادة أبي عيسى، وهو أحد الناشطين السوريين أنصار ساندرز وحامل للجنسية الأمريكية ويرأس لجنة الشؤون الدولية الفرعية في لجنة البرنامج للحزب الديمقراطي في مدينة آيوا، معللا دعمه بأن مرشحه يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية ويسعى إلى ضمان المساواة في الحقوق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. رغم ذلك، مازالت التحديات قائمة لتنظيم أولويات المجتمع قبل الانتخابات حيث ينشغل معظم الناس بمطالب الحياة اليومية ورغم الإحباط الذي يغلب على العرب المسلمين جراء الهجمات المتعصبة.

مسجد الأم

عرّج الموقع الضوء على مثال مدينة سيدار رابيدز، التي تقع على بعد ساعة تقريبًا شمال ولاية آيوا حيث  شُيّد أوّل مسجد. وشدّد طه الطويل، وهو إمام بهذا المسجد، على أنه رغم السعي إلى تحييد المساجد في سيدار رابيدز وتجنب السياسة احتراما للفصل بين الكنيسة والدولة إلا أنه لا يمكن تجاهل تحمس المسلمين للمؤتمرات الحزبية.

 

فلم يكن بوسعهم قبلا سوى الدعاء للدولة بصلاح شأنها، أما اليوم فيبدو أن النشطاء من العرب والمسلمين في ولاية آيوا ومع اقتراب منافسة يوم الاثنين، قد زادت آمالهم بأن يصبح مجتمعهم قوة معترفا بها في السياسة الانتخابية للدولة.

كما أورد الكاتب شهادة مريم عامر، وهي ناشطة أمريكية مسلمة في سيدار رابيدز، حيث تصف الحملات التي تسعى إلى كسب أصوات المسلمين بإرسال موظفين ومتطوعين للتحدث إلى الناس وتوزيع منشورات خارج المساجد، ناهيك عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في توعية الشباب لتعزيز نسبة المشاركين. أما فيما يتعلق بالفئات العمرية الأخرى وخاصة كبار السن، فتتكثف الجهود من خلال الأحاديث واللقاءات  المباشرة.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل