صحافة دولية

بوليتيكو: ترامب ألقى أغرب خطاب "حالة الاتحاد" في التاريخ

بوليتيكو: خطاب ترامب هو أغرب خطاب لحالة الاتحاد على الإطلاق- جيتي
بوليتيكو: خطاب ترامب هو أغرب خطاب لحالة الاتحاد على الإطلاق- جيتي

نشرت مجلة "بوليتيكو" مقالا للصحافي جون هاريس، يعلق فيه على خطاب حالة الاتحاد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يصفه بأنه خطاب خرق القواعد كلها.

 

ويقول هاريس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس دونالد ترامب مغرم في استخدام صيغ المبالغة، وبالتأكيد أبدع في استخدامها هذه المرة، فكان هذا أكثر خطابات حالة الاتحاد تحديا وتبجحا وتمثيلا مسرحيا، ومن الواضح أنه يميل نحو الدعاية الانتخابية، ومليء بالمبالغة والبهرجة الغريبة".

 

ويشير الكاتب إلى أن "الخطاب كان مربكا بحيث يصعب تصنيفه من خلال منظار التحليل السياسي التقليدي، وقد فقد هذا المنظار استخدامه خلال مرحلة ترامب، ويبدو أن الرئيس يحطمه تماما خلال خطابه الذي استمر 78 دقيقة لجمهوره في الكونغرس، حيت تجلى الولاء والازدراء لترامب بشكل واضح وبدرجة متساوية".

 

ويجد هاريس أن "ترامب فقد مقدرته على إحداث صدمة، لكنه لا يزال لديه بعض الحيل: فقد أظهر الخطاب أنه لا تزال لديه المقدرة على المفاجأة، وبالذات كان من الملاحظ على خطابه التضارب في الرسائل، فالطبيعي أن يواجه السياسيون الخيار بين التحشيد والإقناع، وأحد الخيارات هو تفعيل القاعدة الحزبية من خلال الخطاب الحاد ونكء القروح الثقافية والأيديولوجية، والخيار الآخر هو تمويه الخطوط الفاصلة باستخدام خطاب يروق للناخبين الذين لم يقتنعوا بعد لكن يمكن إقناعهم". 

 

ويستدرك الكاتب بأن "ترامب رفض الاختيار، وحفاظا على قناعته بأن المزيد يعطي مزيدا لروح الخطاب، فإنه فعل الأمرين".

 

ويقول هاريس: "كان اليمين حاضرا طبعا، فوعد ترامب بالدفاع عن حقوق امتلاك الأسلحة النارية، وبأن يحارب حقوق الإجهاض، ويفرض منعا على مستوى الولايات المتحدة على الإجهاض المتأخر، وكرر شجبه (للغرباء غير القانونيين)، وجدد وعده (بعدم السماح للاشتراكية بتدمير نظام الرعاية الصحية)، وكان هناك 8 إشارات للرب، وتوصية (بعدم نسيان أن أمريكا كانت دائما بلدا مسيحيا)".  

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "كانت هناك دعوة للصحافي اليميني راش ليمبوف، الذي أصيب حديثا بسرطان الرئة ليمنح مدالية رئاسية علقتها السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وأشاد الرئيس (بسنوات الإخلاص لبلدنا) التي قدمها ليمبوف وكأنه وولتر كرونكايت العصر وموحد الأمة بدلا من كونه أحد الصانعين الأصليين لنمط من المحافظين أدى إلى صعود ترامب إلى سدة الحكم".

ويستدرك هاريس بأن "خطابه كان حافلا بمد اليد خطابيا بهدف توسيع تحالف المصوتين لترامب في سنة الانتخابات هذه، فتحدث عما فعله للتقليل من الفقر والبطالة بين الأمريكيين الأفارقة والنساء، وبدا كأي ديمقراطي عندما قال: (سنحمي دائما رعايتكم الاجتماعية وعلاجكم)، وتحدث أيضا عن تمويل رعاية مرضى الزهايمر، كما سبق أن شجب الإجهاض بمناشدة للحصول على 50 مليار دولار لأبحاث حديثي الولادة".

 

وينوه الكاتب إلى أن "محاكمته لم تذكر، لكنها كانت حاضرة في جوانب ذلك المساء كلها، فرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي رفضت الترحيب بترامب بالكلمات التقليدية، فقالت إنه يسعدها ويشرفها أن تقدم الرئيس، ومدت يدها لتصافحه لكنه لم يصافحها".

 

ويفيد هاريس بأنه "في أهم محطات المساء قامت بيلوسي بتمزيق نسخة خطاب ترامب أمام كاميرات التلفزيون بمجرد إنهائه للخطاب، وقالت إن هذا (الشيء المهذب الذي يجب القيام به عند التفكير في البديل)، دون تحديد البديل، وقالت إن ما فعلته كان مناسبا نظرا لأن خطابه كان (برنامج انتخابات كاذبا)".  

 

ويشير الكاتب إلى أن "هذه الأمسية، بما فيها من أحداث متعلقة بالحملة الانتخابية لعام 2020، أبرزت المعضلة التي يواجها الديمقراطيون في الرد على ترامب، الذي تزامنت محاكمته مع أعلى تأييد لرئاسته (49% كما أظهر استطلاع غالوب، مجرد نقطتين عن تأييد الغالبية، وهو ما لم يستطيع تحقيقه منذ تسلم الرئاسة)".

 

ويلفت هاريس إلى أنه عندما سأل ناخب في مدينة كاونسل بلافس في أيوا المرشح الجمهوري بيت باتيغيغ، كيف يقترح منافسة ترامب، فإنه قال: "سأرد عليه دون أن أصبح ما نتصارع عليه".

 

وينوه الكاتب إلى أن متحدثة باسم عمدة نيويورك السابق والمرشح الرئاسي الحالي مايك بلومبيرغ، قالت في عطلة نهاية الأسبوع ذاتها، فيما يبدو أنه تصريح مجهز، إن ترامب "يكذب في كل شيء: شعره المزيف وسمنته المفرطة واللون الذي يرشه على بشرته".

 

ويقول هاريس إن "الديمقراطيين استسلموا لحقيقة أن ترامب لن يخرج من الرئاسة عن طريق محاكمته، حيث يتوقع أن تتم تبرئته يوم الأربعاء (تمت تبرئته)، لكن خطابه أبرز أيضا بأنه لن يكون من السهل التخلص منه من خلال صندوق الاقتراع".

 

ويشير الكاتب إلى أنهم "يتخيلون أنفسهم في مؤتمر حزبي، وليس في مجلس النواب، حيث يتم التعبير عن الحزبية بالتصفيق أو عدمه، فقام الجمهوريون باستقبال ترامب بالهتاف (أربع سنوات أخرى)".

 

ويجد هاريس أنه "ربما يكون أكبر عقبة أمام ذلك هو شعور ترامب بعظمة نفسه: فحتى الناخب المتعاطف لا يمكنه الاستنتاج من تغريدات ترامب بأنه يهتم بشؤون الناخبين أكثر مما يهتم بأموره الفارغة وثأره الشخصي".

 

ويؤكد هاريس أن "ترامب أثبت أنه عندما يتحدث في مناسبات مهمة، وعندما يكون هناك مستعدا بشكل جيد، بأن بإمكانه تقديم حجج متماسكة حول ما قدمه للأمريكيين، وتضمن سرده للأرقام حول الاقتصاد شجبا (للسياسة الاقتصادية الفاشلة للإدارة السابقة)، التي كان التعافي الحالي قد بدأ خلالها، وقال إننا بصفتنا أمة (نتقدم بتفاؤل غير مقيد ونرفع مواطنينا من كل عرق ولون ودين وعقيدة إلى مكانة عالية)".

ويرى الكاتب أن "الخطاب عكس استراتيجية الانتخابات الأولية بشكل شبه مموه، ودخل ترامب في حديثه عن السياسة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية من خلال تفاخره بعكس سياسات أوباما في مجال التطبيع مع الديكتاتورية في كوبا، وقيادة تحالف دولي ضد (الديكتاتور الاشتراكي في فنزويلا نيكولاس مادورو)، وتم استقبال الزعيم الذي تعترف به أمريكا على أنه شرعي في فنزويلا خوان غويدو في الصالة، وهي إحدى المناسبات التي قامت فيها بيلوسي والديمقراطيون بالتصفيق". 

 

ويقول هاريس: "المجتمعان الكوبي والفنزويلي مهمان في الانتخابات المفصلية في ولاية فلوريدا، وعندما ادعى ترامب بأن إدارته نجحت في التقليل من الوفيات الأفيونية ذكر بنسلفانيا وميتشيغان وويسكونسين، حيث يعد الاستراتيجيون في الحزبين أنها الولايات التي تعد مفصلية في نتيجة الانتخابات". 

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "كان في الصالة جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس، وكان أحد أهم الأصوات للرئيس في محاولة إعادة انتخابه، ودفع باتجاه الحصول على أصوات الأمريكيين الأفارقة، ويعتقد أن الرجال بالذات لديهم قابلية للاستماع لدعوة ترامب، فتحدث ترامب عن (الفرص المتكافئة)، وقال: (أفتخر أيضا بأننا حققنا رقما قياسيا في التمويل الدائم للكليات والجامعات السوداء تاريخيا)".

 

وينوه هاريس إلى أن "ترامب حيا تضحيات عائلات الجنود المنتشرين في الخارج، واستقبل إيمي وليامز زوجة تاونزاند وليامز، الذي يخدم في أفغانستان، في الصالة وحياها، وقال لها إن هناك مفاجأة خاصة لها، فقد عاد زوجها من مكان خدمته ووصل حينها إلى الصالة وقام باحتضانها". 

 

ويبين الكاتب أنه "لذلك يرى بعض الديمقراطيين أن إثارة ترامب للجدل وتسويق نفسه أنهكا البلد، ما يجعل هناك فرصة للتغيير".

 

ويختم هاريس مقاله بالقول: "لكن يبدو أن حدس ترامب صحيح بأن أسلوب التشويش يمكنه جلب ما يكفي من المؤيدين لتعويض الناس الذين تنفرهم، فخطاب يوم الثلاثاء يذكرنا بأن انتخابات 2020 مثل انتخابات 2016، سيكون الفارق فيها ضئيلا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)