ملفات وتقارير

نشاط عمران خان مؤشر على خيبة أمل باكستانية من السعودية

عمران خان 9/2019 جيتي
عمران خان 9/2019 جيتي

خطف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأضواء منذ بداية الشهر الحالي بنشاط دولي محموم يشكل مؤشرا بالغ الأهمية على توتر العلاقات بين اسلام أباد والرياض، وذلك بعد أن شعرت باكستان بأنها تلقت طعنة في الظهر تمثلت في رفض السعودية مناقشة قضية كشمير في اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي أواخر العام الماضي. 

 

وكانت باكستان قد تغيبت عن قمة "كوالالمبور" الاسلامية في أواخر كانون أول/ ديسمبر الماضي بضغوط من السعودية التي تبين أنها كانت تحاول إفشال انعقاد هذه القمة خارج إطار منظمة التعاون الاسلامي التي تهيمن عليها الرياض، حيث كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل علني أن غياب باكستان جاء نتيجة ضغوط سعودية تمثلت بوعود نقدية إضافة الى تهديد بترحيل أربعة ملايين عامل باكستاني من المملكة بما قد يشكل أزمة للحكومة في إسلام أباد. 

 

ونقلت وكالة "رويترز" في ذلك الحين عن اثنين من المسؤولين في إسلام أباد تأكيدهم أن غياب باكستان، وهي ثاني أكبر دولة اسلامية في العالم، قمة "كوالالمبور" جاء بسبب الضغوط السعودية، فيما كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أخيرا بالوثائق أن السعودية كانت قد وضعت خطة لإفشال القمة الاسلامية التي عقدت في العاصمة الماليزية يوم العشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر 2019. 

 

إقرأ أيضا: عمران خان يزور قطر للقاء الأمير تميم وبحث القضايا الإقليمية

 

لكنَّ المشهد سرعان ما تغير بعد أسابيع قليلة من انتهاء القمة الاسلامية، بحسب ما رصدت "عربي21"، حيث بدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حراكا دوليا منذ بداية شباط/ فبراير الحالي، أي بعد أقل من شهرين على انتهاء قمة "كوالالمبور" شكل ضربة واضحة للنفوذ السعودي وعبر بشكل واضح عن خيبة الأمل من الرياض وتراجعا عن الاستجابة لضغوطها. 

 

ويصل خان اليوم الخميس الى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية للاجتماع مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك على الرغم من الحصار المستمر على قطر والذي تفرضه أربع دول عربية على رأسها السعودية، كما تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة على انهيار محادثات سرية لانهاء أزمة الخليج وعودة الهجوم الذي تشنه وسائل الاعلام في السعودية والامارات ومصر على قطر.

 

وتأتي زيارة خان الى الدوحة بعد أقل من أسبوعين على الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسلام آباد، وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين عودة عن الضغوط السعودية ورسالة واضحة المعالم الى الرياض وأبوظبي مفادها أن باكستان لن تكون ضمن المحور المعادي لتركيا وقطر. 

 

إقرأ أيضا: رفض سعودي لطلب باكستان نقاش كشمير بـ"التعاون الإسلامي"

 

وكان خان قد بدأ نشاطه الشهر الحالي بزيارة الى ماليزيا، حيث التقى في كوالالمبور برئيس الوزراء مهاتير محمد وأعرب بشكل واضح عن أسفه لتغيبه عن القمة التي انعقدت أواخر العام الماضي، كما قال إن ما أشيع عن تلك القمة كان خطأ، في اشارة الى ما حاولت الترويج له وسائل الاعلام السعودية والاماراتية من أجل التنفير من القمة.

 

وبزيارته للدوحة اليوم الخميس فإن خان يكون قد التقى خلال فبراير الحالي قادة الدول الثلاث التي شاركت في قمة "كوالالمبور" وعاد الى التقارب معهم متجاهلا الموقف السعودي المناهض لهذه الدول الثلاث وللقمة الاسلامية التي عقدوها. 

 

ويقول محللون إن الحراك السياسي والدبلوماسي النشط لخان يُعبر عن خيبة الأمل الباكستانية من السعودية التي رفضت أن تناقش قضية "كشمير" في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي، كما رفضت أي تحرك للمنظمة في هذه القضية، فضلا عن أن باكستان ترصد تقاربا كبيرا بين السعودية والامارات من جهة وبين الهند من جهة ثانية، وهو ما يشكل تهديدا للأمن القومي الباكستاني، كما يشكل تهديدا للمسلمين في الهند الذين يواجهون هجمات عنصرية يومية، كما يواجهون قانون جنسية عنصريا يريد القضاء على وجودهم.

التعليقات (2)
من سدني
الجمعة، 28-02-2020 12:15 ص
سياسات ال سعود وعيال زايد وكلابهم هي بيد تل ابيب وهناك يجتمع حاخامات الصهاينه ومن هناك تصدر الأوامر الى عبيدها في السعوديه والخليج عموماً فما على اهل السياسه الا التصدي لرأس الافعى في تل ابيب وبعدها تسقط الأذناب في السعوديه والإمارات وباقي الدول المحتله من عصاباتها القذره.
بسام
الخميس، 27-02-2020 05:21 م
بنهاية الأمر ستزداد خلافات الدول الاسلامية بشكل يؤدي لحروب مباشرة و غير مباشرة بين بعضهم.....و هذا مصير الشعوب التي ترضى ان يحكمها السفاحين و الصعاليك