هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز. ري" الروسي، تقريرا تحدث فيه عن محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة، ممارسة نفوذها على التسوية السياسية في سوريا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن سلطات أبو ظبي تسعى لتنظيم اجتماع عن بعد للجنة صياغة الدستور السوري، التي تضم عددا من الأعضاء الموالين للإمارات.
وأفاد الموقع بأن هذه الخطوة الإماراتية التي كشفها موقع "الوسيلة"، تؤكد رغبة أبو ظبي في التدخل في الملف السوري على المستويات السياسية والدستورية والمالية، وقد تواجه معارضة من تركيا التي تملك بدورها نفوذا كبيرا داخل لجنة صياغة الدستور.
وبحسب الموقع، فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يتبنى فكرة عقد هذا الاجتماع الجديد للجنة الدستورية عبر الإنترنت، رغم صعوبة الأمر، بالنظر إلى العدد الكبير من الأعضاء.
ومن المتوقع أن تصر الإمارات على مثل هذه الخطوة، خصوصا في ظل التقارب الواضح في الوقت الحالي بينها وبين النظام السوري.
اقرأ أيضا : موقع تركي: تحركات شمال سوريا بدفع إماراتي بعد تطورات ليبيا
ويلفت التقرير إلى أن الإمارات ستواجه صعوبات لتمرير مخططها، على اعتبار أن عددا كبيرا من أعضاء لجنة صياغة الدستور لهم علاقات وثيقة بتركيا، التي تعتبرها الإمارات خصمها الإقليمي الرئيسي.
وبحسب بعض المصادر الموثوقة فإن الجانب الروسي لا يعارض مبادرة الإمارات بشأن الاجتماع، خاصة وأن موسكو ترغب في إزالة أي عقبات للتسوية السياسية السورية.
وأضاف الموقع أن تركيا "تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن الإمارات تسعى سرا لحث الحكومة السورية على استئناف الحملة العسكرية في إدلب من أجل تشتيت انتباه أنقرة عن الصراع الليبي".
وحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام قطرية، فإنه قبل وقت قصير من المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في الخامس من آذار/ مارس في موسكو، وصل نائب الأمين العام في المجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي علي الشامسي إلى دمشق.
وخلال الزيارة، حاول الشامسي إقناع الأسد بشن هجوم على أحد مواقع المعارضة في منطقة خفض التصعيد الخاضعة لسيطرة تركيا.
وطلب الأسد 5 مليارات دولار مقابل تلبية الطلب الإماراتي، وقد اتفق الطرفان على 3 مليارات دولار، لكن من الصعب الجزم بقدرة دمشق على شن عمليات هجومية في إدلب، دون قبول موسكو بذلك.
وشدد الموقع على أن دمشق وأبو ظبي "تتعاونان بشكل مكثف على المستوى العسكري في ما يتعلق بالملف الليبي".
ففي خضم عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وحكومة طبرق الموالية للمشير خليفة حفتر، وتبادل البعثات الدبلوماسية، ظهرت عدة تقارير حول تدفق مسلحين سوريين موالين لنظام بشار الأسد إلى ليبيا لتعويض الخسائر في صفوف قوات حفتر.
وأوضح الموقع أن حفتر الذي أصبح الشخصية المفضلة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، يواصل هجماته على طرابلس، مزودا بأسلحة من الإمارات والسعودية.
وخلص الموقع إلى أن انتشار فيروس كورونا يخلق وضعا مناسبا لدمشق للتفاعل مع الإمارات، التي كانت تمثل خصما لها في وقت سابق.
ويمكن أن يكون الغطاء لمثل هذا التقارب بين النظام السوري وأبو ظبي، هو التعاون الإنساني، بينما الهدف الحقيقي هو محاولة كل دولة إعادة تشكيل مجال نفوذها.