صحافة إسرائيلية

هل نجح الاحتلال في استراتيجية "المعركة بين الحروب" بسوريا؟

تشن المقاتلات السورية غارات على أهداف في سوريا- جيتي
تشن المقاتلات السورية غارات على أهداف في سوريا- جيتي

تدخل دولة الاحتلال في هذه الآونة السنة الخامسة لإطلاق استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي شرعت بتنفيذها في الأجواء السورية، لاستهداف المواقع الإيرانية وقوافل الأسلحة المتجهة إلى حزب الله، وسط ضوء أخضر أمريكي، وغض طرف روسي، وعجز سوري وإيراني عن وقفها.


بعد خمس سنوات، واصل الاحتلال الإسرائيلي إلحاق الضرر بقدرات إيران والحزب، ولكن دون إشعال الحرب الشاملة، وتستمر في حملة إبعاد إيران من حدودها مع هضبة الجولان، وتسعى لنقل هذه الأساليب للعمل ضد حماس في قطاع غزة، دون التأكد من نجاحها هناك، في ظل اختلاف الظروف الميدانية والسياسية بين غزة سوريا.


نير دفوري الخبير العسكري ذكر في مقاله بموقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "قاعدة القوات الجوية في منطقة "رمات دافيد" تشهد استعداد الطيارين في قمرة القيادة بانتظار الضوء الأخضر للإقلاع، وتخرج بالعادة ثماني طائرات مقاتلة من طراز إف16، وهي محملة بالوقود والأسلحة، وتختفي في الظلام، وعلى تحليق منخفض، وعبر مرتفعات الجولان، بعيدا عن العديد من أنظمة الرادار السورية المنتشرة في المنطقة، يتم تنفيذ الغارات الجوية باتجاه المواقع المستهدفة".


وأضاف أن "مثل هذه الغارات تحدث كل أسبوع تقريبا منذ خمس سنوات، ضمن حملة كاملة لم تنته بعد، اسمها "المعركة بين الحروب-مبام"، وتتركز في هجمات إسرائيلية ضد إيران وسوريا وحزب الله وحماس، وتشمل سلسلة من العمليات السرية، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة، والغارات الجوية، والحرب الإلكترونية، والعمليات الخاصة، ومفادها تنفيذ جملة من الإجراءات المتتالية ضد الخصم، دون اندلاع حرب شاملة".

 

اقرأ أيضا: روسيا تطالب "إسرائيل" بوقف ضرباتها على سوريا

تتحدث المحافل الإسرائيلية أنه خلال 2017، وصلت معلومات بأن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قرر وضع 100 ألف مقاتل شيعي على حدود الجولان، وأن الإيرانيين في طريقهم للسيطرة على سوريا، لأن الأسد في حينه سيطر فقط على 60 بالمئة من الأراضي السورية، وطالما أن سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بحرية عمل في المنطقة عموما، فقد نشأت حالة من التفاهمات الضمنية مع روسيا لإخراج النفوذ الإيراني من سوريا، لأن موسكو تريد التفرد، والسيطرة على الموانئ والمطارات، والوصول للمعادن، بمعنى آخر نفوذ إقليمي وطريقة لكسب المال، مقابل أن تستمر إسرائيل بالعمل في سوريا.


وتكشف أن وزارتي الحرب في موسكو وتل أبيب نشأ نظام فعال لعدم التصعيد، وهناك اتصال هاتفي يومي يمنع الاحتكاكات غير الضرورية، ويسمح للقوات الجوية الإسرائيلية بمواصلة العمل في المنطقة، وهكذا تسمح روسيا لإسرائيل بالتصرف، وفي الوقت ذاته يساعد الضباط الروس الجيش السوري في الدفاع عن بلادهم بالبطاريات المضادة للطائرات التي تزودهم بها.


في جبهة أخرى، تركزت "المعركة بين الحروب" على منع تقدم حزب الله والمليشيات الشيعية في سوريا، ووقف بناء قوات حزب الله تحت رعاية الجيش السوري في الجولان، فضلا عن وقف تحرك جديد لتوجيه الأسلحة إلى قطاع غزة، وقد شهدت ليلة واحدة شن سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية، وهاجمت عشرات الطائرات المقاتلة أكثر من 50 هدفا في جميع أنحاء سوريا، ليس فقط ضد تهريب الأسلحة لحزب الله، ولكن ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا. 


من الواضح أن هناك عدة أجهزة أمنية وعسكرية إسرائيلية تشارك في هذه الغارات، بدءا بفيلق القيادة والسيطرة، ومرافق جمع المعلومات الاستخبارية، وخزانات الصواريخ، ووحدات القيادة والتحكم، والأنظمة المضادة للطائرات، لاستهداف ترسانة ضخمة من الأسلحة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا، بعضها ملاصق لمنشآت عسكرية روسية، وأي خطأ ملاحي أو على بعد أمتار قليلة، فمن المفترض أن تسقط قنبلة تشعل الشرق الأوسط، وكل ذلك بهدف إقناع المضيف "السوري" بعدم استضافة "إيران والحزب".


ليس من شك في أن أحد أهداف استراتيجية "المعركة بين الحروب" الضغط على الأسد الذي يعاني جيشه من أضرار جسيمة من سلاح الجو الإسرائيلي؛ لأن بطارياته المضادة للطائرات تطلق النار على طائرات سلاح الجو، وتم تدمير 30 من أحدث البطاريات المضادة للطائرات من طراز SA-17 وSA-2، فضلا عن استهداف مواقع غير تقليدية مثل مجمع السارس قرب حمص الخاص بتطوير غاز الأعصاب.


بقراءة إجمالية لنتيجة هذه الحملة الإسرائيلية، تزعم أوساطها العسكرية أن الجيش شهد تحسنا في منع تهريب الأسلحة من إيران إلى الحزب مرورا بسوريا، وإغلاق 70 بالمئة من طرق نقلها: بحرا وجوا وبرا، وبلغة الأرقام، فقد شهد 2021 تنفيذ سلاح الجو لعشرات الهجمات، ليس فقط في سوريا، التي تشهد غارات أسبوعية، بل بتنفيذ عمليات بحرية في البحرين الأحمر والمتوسط، وبجانب الجيش، دأب الموساد جنبا إلى جنب على جمع معلومات استخبارية دقيقة، لمعرفة طرق تهريب الأسلحة، شرط ضمان ألا تنزلق الأمور إلى حرب واسعة في الجبهة الشمالية.

التعليقات (0)