سياسة دولية

كيف تهدد الأزمة الأوكرانية الروسية الشرق الأوسط؟

التصعيد بين روسيا وأكرانيا يهدد بخفض مخزونات القمح إلى النصف - جيتي
التصعيد بين روسيا وأكرانيا يهدد بخفض مخزونات القمح إلى النصف - جيتي

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تحذير النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني أمين دشاباروفا من إمكانية فقدان إسرائيل جزءا من وارداتها الزراعية في حال نشوب نزاع مسلح بين روسيا وأوكرانيا.

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن التصعيد المحتمل بين روسيا وأوكرانيا يهدد بخفض حجم مخزونات القمح إلى النصف في العديد من الدول. وحسب دشاباروفا، فإن نشوب مواجهة مسلحة بين أوكرانيا وروسيا من شأنه أن يقلص حجم إمدادات الحبوب نحو إسرائيل والعديد من دول الشرق الأوسط.

وعقب المحادثات التي جمعته مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، قال دشاباروفا: "لكم أن تتخيلوا كيف يمكن أن يؤثر انخفاض مخزونات القمح إلى النصف على إسرائيل".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت محادثات مع وزير خارجيته يائير لابيد وضباط جهاز الأمن العام وأعضاء مجلس الأمن القومي حول التطورات الأخيرة في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية. وقد أعلمت إسرائيل السلك الدبلوماسي بضرورة الانتقال إلى حالة الطوارئ داعية رعاياها إلى مغادرة "منطقة الخطر" بشكل فوري.

 

اقرأ أيضا: "يديعوت": خوف تل أبيب من موسكو منعها من نقل أسلحة لكييف

 أزمة الغذاء


وأشار الموقع إلى أن أوكرانيا أصبحت لاعبا رئيسيا في سوق المواد الغذائية خلال السنوات الأخيرة، حيث تغطي الإمدادات الأوكرانية حوالي 50 بالمئة من حاجيات "إسرائيل" من القمح وغيرها من الحبوب، حيث يتعدى إجمالي حجم الواردات الزراعية الأوكرانية قيمة 400 مليون دولار سنويا، مع العلم أن صناعة المواد الغذائية وتربية الماشية وصناعة الألبان في إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على كييف.


وقال المؤرخ شمعون بريمان إن "احتدام الصراع بين روسيا وأوكرانيا يهدد هذه الصناعات، وبالتالي الإسرائيليين"، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على مصر، التي يغطي القمح الأوكراني 24 بالمئة من حاجياتها، وعلى لبنان الذي يؤمن القمح الأوكراني نصف وارداته من القمح.

من جانبه، يقول هشام أبو الدهب، عضو شعبة الحبوب بالغرفة التجارية في القاهرة، إن اندلاع نزاع عسكري بين روسيا وأوكرانيا سيخلق أزمة غذاء في مصر، لا سيما أن روسيا وأوكرانيا تغطيّان معظم الواردات المصرية من القمح.

ورأى موقع "نيوز ري" أن انقطاع الإمدادات الأوكرانية يهدد الاستقرار الغذائي لبعض البلدان في العالم العربي، وقد يساهم مثل هذا الوضع في خلق مشاكل اجتماعية قد ترمي بالفئات الهشة إلى أحضان الجماعات المتطرفة.

ولفت إلى أن المواجهة المحتملة بين روسيا وأوكرانيا تهدد بتقويض صادرات المنتجات الزراعية نحو إسرائيل، وصادرات المعادن أيضًا باعتبار أن الموانئ الرئيسية مثل أوديسا وماريوبول معرضة للهجمات.

أزمة محتملة في الشرق الأوسط


وأورد موقع "نيوز ري" أن إسرائيل تعمل بشكل دائم على تحقيق التوازن بين روسيا والغرب. وفي حين تعتبر الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل، يعتمد تواجد طيران الجيش الإسرائيلي في السماء السورية على علاقات الجانب الإسرائيلي مع نظيره الروسي.

وكشفت مصادر موقع "بريكينغ ديفينس" الأمريكي المختص في الشؤون العسكرية أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تخشى طلب الإدارة الأمريكية الانضمام إليها في فرض عقوبات على روسيا وقطع قنوات الاتصال المهمة في حال تصعيد النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

 

ويخشى كبار المسؤولين العسكريين من أن مساندة الجانب الأمريكي في قراراته قد يحول دون تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملياته داخل الأراضي السورية.

في هذا الصدد، يقول رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إفرايم إنبار، إن الجانب الإيراني يتابع عن كثب تطورات ملف الأزمة الروسية الأوكرانية ومن المرجح أن يستغل الوضع لتأجيل المفاوضات بشأن الاتفاق النووي أو فرض شروط تراعي مصالحه في محادثات فيينا. وحسب إنبار، فإن نجاح إيران في فرض شروطها يجعل بنيتها التحتية عرضة للقصف الإسرائيلي، مما يهدد بإشعال فتيل الحرب في الشرق الأوسط.

التعليقات (2)
سالم
الثلاثاء، 15-02-2022 09:37 م
رحمة الله على الرئيس مرسي الذي وعد بالاكتفاء من القمح خلال 4 سنوات
أنا لا اقبل بهذا التحليل (التهديد) وأتمنى وقوع الحرب في اقرب وقت
الثلاثاء، 15-02-2022 09:03 م
أنا لا اقبل بهذا التحليل (التهديد) وأتمنى وقوع الحرب في اقرب وقت حتى تطحن هذه القوى وتقضي على بعضها بعضا حتى لو كان على حساب لقمة خبزي (القمح). كفاكم تخويفا للناس يا جرائد العرب، كفاكم نشرا للهلع والذغر كما فعلتم ومازلتم في كورونا وخصوصا قناة الجزيرة وهي جزء من الآلة الاعلامية الكبيرة لنشر الذعر والخوف وحرف الرأي العام للناس عن حقيقة الأمور ونشر مواد سخيفة لا تمت للشرق الأوسط في شئ بحجة التصوبت على الأخبار التي يريدها الناس ذرا للرماد في العيون.