صحافة إسرائيلية

تشكيك إسرائيلي بقدرة آيزنكوت على دخول الحلبة السياسية

قد يشكل آيزنكوت طوق نجاة لكل من يائير لابيد وبيني غانتس كونه الأقرب لمواقفهما السياسية- جيتي
قد يشكل آيزنكوت طوق نجاة لكل من يائير لابيد وبيني غانتس كونه الأقرب لمواقفهما السياسية- جيتي

مع استمرار الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية، وتعثر الحكومة الحالية، واحتمال انهيارها، ظهر فجأة اسم الجنرال غادي آيزنكوت القائد السابق لجيش الاحتلال لاحتمالية انخراطه في الحملة الانتخابية القادمة، وبداية "بازار" استقطابه من قبل الأحزاب الإسرائيلية التي تعاني فقرا مدقعا في القيادات التي تحظى بتأييد الجمهور الإسرائيلي.

صحيح أن آيزنكوت قد يشكل طوق نجاة لكل من يائير لابيد وبيني غانتس كونه الأقرب لمواقفهما السياسية، لكنه في الوقت ذاته، يفتقر للكاريزما التي ستمنحه مكانة متقدمة في مقاعد الكنيست، ومع ذلك فربما لن يكونوا وحدهم قادرين على هزيمة بنيامين نتنياهو الذي لا يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الجنرال المتقاعد.

باروخ لاشيم خبير السياسات الحزبية ذكر في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أنه "تم ذكر اسم آيزنكوت في الأيام الماضية باعتباره سيخوض الانتخابات المقبلة، وسط اتفاق بين المعلقين السياسيين على أنه رئيس أركان مهم، في كثير من الأحيان فضل المصلحة العامة على الشخصية، رغم أن العقود السابقة، وتحديدا منذ التسعينات، انخفضت قيمة رؤساء الأركان الذين لحقوا بركب السياسيين، بسبب إخفاقاتهم الحزبية والوزارية والحكومية، والكلام ينطبق على كل من الجنرالات إيهود باراك وأمنون شاحاك وشاؤول موفاز وموشيه يعلون وغابي أشكنازي وبيني غانتس".

وأضاف أن "عددا لا بأس به من الجنرالات لم يكن لديهم المظهر الجذاب والخطاب اللامع الضروري للغاية في الحملات الانتخابية رغم أدائهم العسكري، مما جعل فرصهم بأن يلعبوا أدوارًا مهمة في النظام السياسي تثور حولها شكوك كبيرة، لا سيما ونحن اليوم أمام ائتلاف حالي بعد عام من الحكم تتزايد حوله تأثيرات المعارضة، ويواجه تحديات متنامية مثل إقرار الموازنة، والحالة الأمنية في قطاع غزة، ومستقبل المواجهة مع إيران، لكن الفشل المدوي الحقيقي هو عدم قدرته على تقديم مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء أمام الرأي العام الإسرائيلي، مما سيجعل الأمر سهلاً للغاية على نتنياهو في حملته الانتخابية القادمة".

صحيح أن آيزنكوت قدم أداءً عسكريا يبدو تقريبا خاليا من الإخفاقات العملياتية، بل ينظر إليه على أنه امتداد للجنرالات المؤسسين لدولة الاحتلال أمثال موشيه ديان ورفائيل إيتان وأريئيل شارون، لكن العمل السياسي يختلف كلياً، مما يعني أن الأداء العسكري لا يمنحه بوليصة تأمين على اجتياز عقبات المشاكل السياسية والخلافات الحزبية والكولسات الحكومية، وبالتالي فقد يكون أمام سيناريو مخيف بالنسبة له يطوي فيه صفحة سجله العسكري أمام إخفاقات قد تكون بانتظاره داخل الحلبة السياسية.

في الوقت ذاته، فإن حالة الاستقطاب الإسرائيلي الداخلي، ورغبة كل حزب وشخصية بالحصول على أكبر عدد من مقاعد الكنيست، تجعلهم يخوضون "حرب الكل في الكل" دون أي اعتبارات للماضي العسكري أو النجاح العملياتي لهذا الجنرال أو ذاك، في ظل طغيان المصالح الذاتية على مصلحة الكيان، وما يعنيه ذلك من "الدوس" على الجميع، مقابل البقاء في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهو ما أكدته السنوات الأخيرة التي شهدت أربع جولات انتخابية خلال ثلاث سنوات فقط!

 

0
التعليقات (0)