سياسة دولية

الجزائر وفرنسا تعلنان إقامة شراكة شاملة بين البلدين

المحادثات شملت جميع المجالات انطلاقا من الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي - جيتي
المحادثات شملت جميع المجالات انطلاقا من الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي - جيتي

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن فتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد توتر شابها منذ سنوات واشتد قبل نحو 11 شهرا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك أعقب محادثات ثنائية وموسعة بين الطرفين في مستهل زيارة للرئيس الفرنسي تدوم 3 أيام.

وقال تبون في مؤتمر صحفي مشترك، إنه تطرق مع ماكرون إلى جل مواضيع التعاون الثنائي وسبل تعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين، ويضمن إعطاء دفعة نوعية للعلاقات، وذلك تكريسا للتوجه الجديد المتفق عليه المبني على إقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل الاحترام وتوازن المصالح بين البلدين.

وأكد الرئيس الجزائري أن المحادثات "البناءة" مع الرئيس الفرنسي شملت جميع المجالات انطلاقا من الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي.

من جانبه، قال ماكرون إن أبرز أهداف زيارته هو "التطلع المشترك إلى المستقبل"، مؤكدا أن البلدين قررا "النظر ومواجهة وفتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية".

وأَضاف: "نعيش لحظة فريدة، آمل أن تسمح لنا بالنظر للمسألة بتواضع وصدق، وليس لنا أن نتخلص من هذا الماضي، إنه أمر مستحيل، لأن الأمر يتعلق بأرواح، وأيضا بتاريخنا".

وتابع: "لكن أيضا مسؤوليتنا أن نتطلع للمستقبل من أجلنا ومن أجل شبابنا".

وأعلن ماكرون عن "إنشاء لجنة مشتركة تضم مؤرخين من البلدين لدراسة الأرشيفات حول الاستعمار وحرب الاستقلال"، مشيرا إلى أن البلدين لديهما ماض مشترك معقد ومؤلم.

 

اقرأ أيضا: ماكرون يصل الجزائر برفقة وفد يضم 90 شخصا بينهم 7 وزراء

هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.

وقد بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 ومتحرر من ثقل التاريخ، ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

لكن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عامًا من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.

ضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" عام 1957.

واستنكر "الجرائم التي لا مبرر لها" خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961.

لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم.

تفاقمت القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، اتهم فيها "النظام السياسي العسكري" الجزائري بإنشاء "ريع للذاكرة"، وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

4
التعليقات (4)
ابوعمر
الجمعة، 26-08-2022 05:04 م
الجزائر الرسمية تخضع مرة اخرى.......فرنسا كانت ومازالت وستبقى العدو الابدي للشعب الجزائري....على الجزائر الرسمية ارغام فرنسا وماكرونها على الاعتراف بجرائمهم وتقديم الاعتذار للشعب الجزائري...وتقديم التعويضات في كل الضحايا الجزائريين...الشهداء والجرحي والمختطفين.....
ابوعمر
الجمعة، 26-08-2022 09:09 ص
وتبقى فرنسا الرسمية والشعبية ايضا تتخذ من الجزائر المركب المريح الذي يفوق(بردعة)الحمار...
كريم
الجمعة، 26-08-2022 09:04 ص
تبون تجاهل كرامة الشهداء الجزائريين مليون ونصف شهيد لمصالح النظام وليس لمصالح الجزائر؟؟؟ ماكرون عدو الإسلام والمسلمين...
محمود
الجمعة، 26-08-2022 03:46 ص
من شهور كانت الجزائر بلا تاريخ حسب ماكرون !! هذه اهانه للطرفين ماكرون كيف يرضى لنفسه ان يقيم علاقه شراكه مع بلد شتمه بالامس اما تبون فكما يبدو انه تقبل الاهانه بصدر رحب !!! لو عرف من جاهد من اجل الاستقلال ما سيحصل فيما بعد لما حاربوا فرنسا