سياسة دولية

خرق للهدنة بين قيرغيزستان وطاجيكستان رغم لقاء الرئيسين

ذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية بأن عنصرًا من حرس الحدود الطاجيكيي قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون- جيتي
ذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية بأن عنصرًا من حرس الحدود الطاجيكيي قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون- جيتي

انهارت الهدنة بين قيرغيزستان، وطاجيكستان، بعد ساعات من الاتفاق على وقف إطلاق النار، الجمعة، عقب قصف متبادل أوقع نحو 30 جريحا.

 

وصباح الجمعة، عقد رئيسا البلدين القرغيزي صدر جباروف، ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن، لقاءا على هامش مشاركتهما في قمة شنغهاي بمدينة سمرقند الأوزبكية، واتفاقهما على وقف إطلاق النار، وسحب قواتهما من خط التماس الحدودي.

 

وفي بيان مشترك، قال الزعيمان إنهما اتفقا على تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب اندلاع الاشتباكات على الحدود.

 

إلا أن القوات المسلحة للبلدين تبادلتا الاتهام بخرق الهدنة بعد ساعات من بيان الرئيسين.

 

وكان جهاز حرس الحدود في قيرغيزستان قال في بيان إن "رئيسي لجنتي الأمن القومي في قيرغيزستان وطاجيكستان كامتشي بيك تاشييف وسايمومين ياتيموف توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش".

 

 لكن سرعان ما اتهم جهاز حرس الحدود القرغيزي الجيش الطاجيكي بـ"إطلاق النار مجددا" على مواقعه الحدودية. ورد الجانب الطاجيكي بالتنديد في بيان بـ"النيران التي أطلقت من الطرف القرغيزي" باتّجاه "ثلاث قرى في طاجيكستان".


وكانت قيرغيزستان قد اتّهمت الجمعة طاجيكستان بقصف مدينة حدودية بالأسلحة الثقيلة، في تصعيد أوقع أكثر من 30 جريحا، في حين دعت روسيا إلى "تدابير عاجلة" لوضع حد للتأزم.

 

فيما ذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية بأن عنصرًا من حرس الحدود الطاجيكي قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون.

وعادة ما تشهد الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان اشتباكات دامية. فالجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان منخرطتان في نزاع حدودي منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تشكل تصعيدا كبيرا.

وبحسب بشكيك، قصفت القوات الطاجيكية الجمعة مدينة باتكين الحدودية الواقعة في جنوب غرب قيرغيزستان، في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وأعلنت قوات حرس الحدود القرغيزية في بيان "تعرّض محيط مطار باتكين و(مناطق) في ضواحي المدينة للقصف بواسطة راجمات صاروخية"، مشيرة إلى "تدمير بنى تحتية مدنية".

وأعلنت وزارة الصحة القرغيزية أن 31 شخصًا نُقلوا إلى المستشفى الجمعة، وفق حصيلة جديدة.

وبحسب السلطات الإقليمية تعرّض أربعة عسكريين على الأقل لـ"إصابات من جراء أسلحة نارية".

وأفادت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قيرغيزستان عن "اشتباكات كثيفة" و"عنيفة" دارت في المنطقة الحدودية، متّهمة طاجيكستان بـ"قصف الأراضي القرغيزية بكل ترسانتها المتاحة" وبمواصلة نشر "آليات ثقيلة".

وأفادت باستخدام طاجيكستان "مدرّعات ثقيلة وراجمات صاروخية وطائرات". وقالت اللجنة إن "الجانب القرغيزي يرد كل الهجمات الأرضية والجوية ما يمنع الاستيلاء على أي أراض".

 

تهجير قرى

وأشارت وزارة حالات الطوارئ في قرغيزستان إلى أن سكان قرى حدودية عديدة فروا من المنطقة التي تشهد معارك، وأعلنت فتح مراكز إيواء.

من جانبها، اتّهمت طاجيكستان القوات القرغيزستانية بفتح النار في وقت مبكر الجمعة على مواقع طاجيكية، بدون ذكر سقوط ضحايا لديها حتى الساعة.

وأسفرت اشتباكات بين البلدين مطلع الأسبوع عن قتيلين في صفوف حرس الحدود الطاجيكيين وإصابات لدى الجانبين.

ويتنازع البلدان بشأن نحو نصف الحدود التي تمتدّ على 970 كيلومترًا بينهما وسُجل تقدم بطيء في ما يتعلق بترسيم الحدود في السنوات الأخيرة. 

وشهد العام 2021 عددًا غير مسبوق من الاشتباكات بين الجانبين خلفت أكثر من 50 قتيلاً وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الصراع.

ويحكم إمام علي رحمن البالغ 69 عاما طاجيكستان منذ ثلاثين عاما، ما يجعله صاحب أطول فترة حكم في المنطقة.

أما جباروف فتولى رئاسة قرغيزستان في 21 كانون الثاني/يناير 2021، وهو شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء بالوكالة بعد تنحي سورونباي جينبيكوف على خلفية احتجاجات ضد حكومته.

 

0
التعليقات (0)