صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يقرأون زيارة غانتس لتركيا ولقاءه أردوغان

أردوغان التقى وزير جيش الاحتلال- الأناضول
أردوغان التقى وزير جيش الاحتلال- الأناضول

بعد يوم واحد فقط على زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى تركيا، التي وصفها الاحتلال بأنها "تاريخية"، ولقاءاته مع نظيره وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وبطريقة غير مخطط لها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً، اعتبرت الأوساط الإسرائيلية أنها تحمل تطورات مثيرة للاهتمام. 


في الوقت ذاته، ورغم حدوث تحسن كبير في العلاقات بين إسرائيل وتركيا في 2021، فقد كان من المتوقع أن يتوخى الجانبان الحذر بشأن تجديد العلاقات الأمنية في ضوء حقيقة أنه في العقد الماضي كان لديهما مصالح أمنية مشتركة أقلّ مقارنة حتى التسعينيات من القرن الماضي، لكن من الواضح أن الأزمة في علاقاتهما، خاصة منذ حادثة أسطول الحرية عام 2010 قبالة شواطئ غزة، ساهمت في الشكوك المتبادلة بين الطرفين. 


غاليا ليند نشتراوس، ورامي دانيال الخبيران في الشؤون التركية بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أشارا إلى أنه "بعكس الشخصيات الإسرائيلية الأخرى التي زارت تركيا، أو اجتمعت مع كبار المسؤولين الأتراك منذ بداية التطبيع الحالي بينهما، فإن غانتس شخصية معروفة بوضوح لدى نظرائه الأتراك، سواء بسبب منصبه الحالي وزيرا للحرب، أو بسبب مناصبه السابقة، لا سيما قيادته للجيش الإسرائيلي، في وقت هاجمت فيه تركيا ذات الجيش الذي اتهمته بارتكاب أعمال إجرامية ضد الفلسطينيين بطريقة قاسية، لا سيما في حرب 2014 على قطاع غزة".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يستقبل غانتس بأنقرة.. اتفاق لتحسين العلاقات

وأضافا في تعليق لهما على الزيارة ترجمته "عربي21" أنه "من وجهة النظر هذه، يمثل اجتماع غانتس وأردوغان فهماً متبادلاً لفوائد التطبيع، واستعداد كلا الجانبين للتحلي بالمرونة من أجل تعزيزه، ويمكن أيضًا تقدير أن أحد أسباب الاهتمام المتجدد من كلا الجانبين بالتعاون الأمني هو الخوف من زيادة النفوذ الإيراني في كل من شمال العراق وشمال شرق سوريا، وكذلك فيما يتعلق بالدعم التركي والإسرائيلي لأذربيجان، وهو تعاون يُنظر إليه على أنه تهديد في نظر طهران".


وأوضحا أن "إسرائيل عملت طوال سنوات الأزمة في العلاقات مع تركيا على تطوير علاقاتها مع اليونان وقبرص، وكذلك في الجانب الأمني، وفي هذا الصدد، فإن حقيقة أن غانتس ألغى رحلته إلى اليونان الأسبوع الماضي للمشاركة في حفل افتتاح مدرسة طيران دولية لديها، تديرها شركة "ألبيت" الإسرائيلية التسلحية، لا تتفق مع السلوك الإسرائيلي السابق، لكن من الممكن تفسير التغييرات في الجداول في ضوء القيود الناشئة عن الموعد المقبل للانتخابات في إسرائيل، أو لعلها زيارة تركيا".


صحيح أن نتائج زيارة غانتس إلى تركيا قد تتجسد في الأيام القادمة، لكن من الواضح أنها أذابت الجليد في علاقاتهما، في ظل سعي دوائر صنع القرار فيهما لمحاولة إخراج العلاقة من أدنى مستوى لها، من خلال العمل على تكثيف عملهما، والتعامل مع عدة قنوات سياسية وأمنية.


اللافت أنه رغم تدهور العلاقات السياسية الإسرائيلية التركية، فقد تنامت تجارتهما المتبادلة في السنوات الأخيرة، وتميزت بفائض تركي، وتم تصدير ثلثي التجارة المتبادلة من تركيا لإسرائيل، وفي 2019 زارها نصف مليون سائح إسرائيلي، وهو رقم مشابه للرقم المسجل قبل أحداث سفينة مرمرة في 2010، وخلال فترة الأزمة الاقتصادية في تركيا، ازدادت أهمية وقيمة العلاقات الإسرائيلية بنظر الأتراك، ويعتبر الإسرائيليون أنه يمكن اعتبار العلاقات التجارية بين أنقرة وتل أبيب مكونًا مهمًا في علاقاتهما، ما حال دون انقطاع تام بينهما طوال سنوات أزمتهما، وقد تكون بمثابة أساس لتحسين علاقاتهما.


في الوقت ذاته، ظهرت أذربيجان بشكل واضح في مباحثات زيارة غانتس إلى أنقرة، التي تعتبر باكو الشريك الأقرب لها، ويسمي الشعبان نفسيهما "أمة واحدة، دولتان"، أما دولة الاحتلال فإنها تعتبر أذربيجان حليفها الاستراتيجي في الحرب ضد إيران، وموردا مهما للطاقة، وبناءً على هذه المصالح، تمكنت باكو من تطوير علاقات ممتازة مع أنقرة وتل أبيب، أما فيما يتعلق بالموقف من تواجد حماس في تركيا، فلم تخرج مزيد من المعلومات، حتى الآن، حول ما اتفق الجانبان بشأنه، أو اختلفا عليه.

 

التعليقات (0)