ثورة الأسرى في وجه المحتل

يستنفرُ الأسرى عند الساعة 10 ليلا ويبدؤون بإحداث حالة واسعة من الضجيج في سجون مختلفة



لا لشيءٍ بل لتنغيصِ حياةِ الأسيرِ الفلسطينيِّ داخلَ السجن، حملة مسعورة وإجراءات انتقامية يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضدَّ الأسرى في سجونِ الاحتلالِ، تدفع الأسرى لمواجهتها بخطواتٍ نضالية وأساليب إبداعية، فماذا تعرفونَ عن أساليبِ الأسرى الفلسطينيينَ لمواجهةِ استبدادِ مصلحةِ السجونِ الإسرائيلية؟

"إجراءاتٌ انتقامية"

أسبوعا تلوَ الآخر، والفلسطينيون في سجون الاحتلال يخوضون حربا ليست متكافئة بين أسير مكبل وسجان مسلح، مواجهة متصاعدة احتجاجا على إجراءات عقابية تنفذها ضدهم ما تسمى "مصلحة السجون"، بتعليمات من وزير الأمنِ القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، وكان هدفها وفق ما أعلنه بيان صادر عن مكتبه "التحقق من أنّ ظروف الأسرى لن تتحسن"، وفرض إجراءات، الغاية منها زيادة واقعِ الأسرى سوءا، وتعددت هذهِ الإجراءات لتشمل وفق وزارةِ شؤون الأسرى والمحررين:

إظهار أخبار متعلقة


 1- تقليص مدةِ الاستحمامِ بحيث تتراوح بين دقيقتينِ و4 دقائقَ فقط.
2- وقطع المياهِ الساخنةِ عن الحماماتِ الموجودةِ داخلَ الغرف.
3- وتزويد الأسرى بخبز رديء وخبز مجمد في سجون أخرى.
4- ومضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش باستخدام القنابل الصوتية والكلاب البوليسية.
ليدفعَ اختلال ميزان القوة الأسرى لخوض غمار المواجهة بأساليب جديدة، في محاولة منهم لافتكاك حقوقهم.

"الإرباكُ الليلي و"زي الشاباص"



في خطوة تعبر عن وحدة الفلسطينيين في نضالهم، استلهمَ الأسرى مصطلحَ الإرباكِ الليليِّ من تجربةِ مسيرات العودة وكسر الحصار في غزةَ عام 2018، فبينما يحتجّ الفلسطينيونَ على حدود القطاع ليلا بحرق إطارات السيارات والبالوناتِ الحارقة، يستنفر الأسرى عندَ الساعة 10 ليلا ويبدؤون بإحداث حالة واسعة من الضجيج والإزعاج في سجون مختلفة؛ عبر قرعِ أبواب الغرف والأقسام وأواني الطبخ، وإطلاق صيحات من التهليل والتكبير. وفي خطوة أخرى أبدعَ الأسرى وسيلة احتجاجية جديدة، تتمثلُ بارتداء ملابسِ السجن، أو كما يطلق عليهم "زي الشاباص"، ما يعني وفقَ منتصر الناعوق الناطق باسم وزارة شؤون الأسرى، أنَّ الأسرى مستعدونَ للتضحية بكل شيء من أجل حريتهم وكرامتهم.

إظهار أخبار متعلقة



الإضرابُ الجماعيُّ والفردي


الإضراب عن الطعام، أي امتناع المعتقل عن تناول أصناف وأشكال المواد الغذائية كافة، الموجودة في متناول المعتقلين، باستثناء الماء والملح. خطوة ابتكرها الأسرى الفلسطينيونَ عامَ 1969 في سجن الرملة، بعدَ إضراب الأسرى كافة عن الطعام، وكان الهدف من هذا الإضراب، تحسين كمية الطعام، وزيادة وقت الفسحة اليومية.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد خاضَ الأسرى 24 إضرابا جماعيا عن الطعامِ منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، نجحوا في تحقيق مكتسبات في أغلبها إلى جانب الإضرابات الجماعية، يخوض الأسرى إضرابات فردية؛ رفضا لاعتقالهم الإداريّ؛ أي الاعتقال دون تهمة.

ومن أبرز هذه الإضرابات؛ إضراب الأسير خليل عواودة الذي استمرّ لـ 172 يوما 2022، وإضراب الأسير هشام أبو هواش لمدة 141 يوما 2022؛ وإضراب الأسير الغضنفر أبو عطوان لمدة 65 يوما 2021.
التعليقات (0)