صحافة إسرائيلية

الاحتلال يراقب التوتر المتصاعد بين أمريكا وإيران في سوريا

يشن الإيرانيون هجمات متكررة كي يتبنى الرئيس بايدن نهج ترامب الذي أراد إجلاء جميع قواته من البلاد- جيتي
يشن الإيرانيون هجمات متكررة كي يتبنى الرئيس بايدن نهج ترامب الذي أراد إجلاء جميع قواته من البلاد- جيتي
تتابع المحافل الإسرائيلية ما تشهده الأراضي السورية من مهاجمة المجموعات المسلحة التابعة لإيران بشكل متكرر للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، الأمر الذي من شأنه رفع درجات الحرارة عبر الحدود، مع توقع إسرائيلي بتصعيد تدريجي للعلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن.

إيهود يعاري المستشرق اليهودي كشف أن "المجموعات المسلحة التابعة لإيران نفذت 83 هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة على القوات الأمريكية الصغيرة في شرق سوريا خلال العامين الماضيين وحتى الآن، مع أن عدد القوات لا يزيد عن ألف جندي أمريكي. في ثلاث حالات فقط جاءت ضربة أمريكية مضادة، أما في الجولة الأخيرة فقد قُتل 19 من المقاتلين العراقيين والسوريين، بعد مقتل متعاقد أمريكي في خدمة القيادة المركزية بصاروخ، مع أن المنظومة الدفاعية في القاعدة لم يتم تفعيلها، ولذلك يتوقع تصاعد هذه السخونة".

وأضاف في مقال بموقع "القناة 12" العبرية ترجمته "عربي21" أن "المتابعة الإسرائيلية لهذه التطورات كشفت عن منافسة أمريكية إيرانية للسيطرة على خمس أراضي سوريا الواقعة شرق نهر الفرات على طول الحدود مع العراق، مع أنه منذ 2015، دأب الأمريكيون على مساعدة القوات الكردية للحفاظ على حكم ذاتي، ويحاولون تخفيف التوترات بينها وبين القبائل العربية في منطقة دير الزور، ومنع داعش من السيطرة على منطقة تحتوي على حقول نفط مهمة، كما تتمركز قوة جوية متواضعة في قاعدة رميلان".

وأشار إلى أن "المعلومات الإسرائيلية المتوفرة تتحدث عن العثور على قوة صغيرة غربي الفرات، في مثلث التنف على الحدود الأردنية، وهناك قاموا بتدريب وحدات كوماندوز، وهي مليشيا محلية تساعدهم في الدفاع، لكن الحديث يدور عن استثمار بأقل ما يقال بعشر مرات مما يصرفه الرئيس الروسي بوتين على النظام السوري، ورغم ذلك فقد تمكنت الولايات المتحدة حتى الآن من تحقيق الاستقرار في موقع استراتيجي مؤثر للغاية، لكن هذا الواقع يثير غضب جميع اللاعبين الآخرين في الساحة، باستثناء إسرائيل".

وأكد أن "الروس يرسلون طائرات لمنطقتي التنف ووادي الفرات، فيما يحاول النظام في دمشق، دون جدوى، جرّ الأكراد للمصالحة لدقّ إسفين مع الأمريكيين، ويشن الإيرانيون هجمات متكررة كي يتبنى الرئيس بايدن نهج ترامب الذي أراد إجلاء جميع قواته من البلاد، أما القوة الأمريكية ذات الغطاء الجوي من القواعد البعيدة فهي عالقة مثل عظم في حناجر الحرس الثوري، الذي لا يطمح فقط لكسب أرباح آبار النفط، بل لتحقيق حلم قاسم سليماني بممر أرضي آمن من الحدود الإيرانية عبر العراق إلى سوريا، ثم لحزب الله وجبهة الجولان".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أن "ما يتوفر من معلومات إسرائيلية يشير لتزايد الإشارات على الأرض، وكذلك التصريحات العلنية، بأن إيران لا تنوي التراجع عن الضغط، وكالعادة أوضحوا أن المهاجمين ليست القوات الإيرانية، بل المجموعات المسلحة، ويحذرون من إلحاق الأذى بعناصر فيلق القدس على الأراضي السورية، ومن وجهة نظرهم لا مانع من الاستمرار طالما أنهم أنفسهم خارج القتال، بل يغيرون انتشار المليشيات لتحسين الدفاع ضد القصف الأمريكي، كما زادوا من وتيرة تهريب قوافل المعدات إليها".

وأشار إلى أن "التقييم الإسرائيلي لتصرف الأمريكيين يتمثل بالزيارات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ميلي وقائد سانتكوم الجنرال كوريلا، إلى جنودهم وضباطهم في سوريا، عقب نجاحهم بإحباط خطة تركيا لضرب شركائهم الأكراد في الشمال، لذلك يبدو أن الطرفين على استعداد لقبول مخاطر التصعيد، وفي ظل هذا الوضع تزيد الولايات المتحدة من قواتها في الساحة السورية، حيث تم دفع السرب الأول من قاذفات إيه 10 إلى المنطقة، وأمر حاملة الطائرات "جورج بوش" بالبقاء في شرق البحر المتوسط مع بوارج مرافقة لها".

الخلاصة الإسرائيلية تتمثل في تزامن هذه التحركات العسكرية مع مبادرة لعدد من الدول العربية، خاصة في منطقة الخليج العربي للتطبيع مع نظام الأسد، شريطة أن يعمل في المقابل على تقليص مليشيات إيران في بلاده، حتى انسحاب قواتها، ولئن اعتقد البعض أن مثل هذه الصفقة ممكنة، لكن المحافل الإسرائيلية تزعم أنه ليس من الواضح على الإطلاق أنه حتى لو أراد ذلك فإنه سيكون قادرًا عليه.
التعليقات (0)