صحافة دولية

ديلي تلغراف: العالم يعيد تأهيل بشار الأسد رغم كل ما أظهره من وحشية

الصحيفة قالت إن الأسد لم يكن مؤهلا لحكم سوريا ومع أول احتجاج أخرج وحشيته- واس
الصحيفة قالت إن الأسد لم يكن مؤهلا لحكم سوريا ومع أول احتجاج أخرج وحشيته- واس
قالت صحيفة ديلي تلغراف، إن الموقف الدولي من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بات من الواضح تحوله، بعد سلسلة التقاربات الأخيرة، وهو ما يطرح إلى أي مدى بات العالم مستعدا لتأهيل الأسد.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن الأسد، الذي يجري التقارب معه حاليا، كان طوال الحرب في سوريا، في قلب العنف الإجرامي، الذي مارسه نظامه ضد شعبه، إما عبر الإشراف على المجازر، أو باستخدام الأسلحة الكيماوية.

ولفتت إلى أن الأسد الذي لم يولد ديكتاتورا، وجاء إلى الحكم رغم أنه غير مؤهل له، بسبب موت شقيقه المرشح الأول باسل، ووفاة والده المفاجئة، فإنه أنجز مهمة ترويع شعبه بصورة جيدة، وقتل ما يقرب من نصف مليون سوري، وأجبر الملايين على مغادرة بيوتهم.

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت: "لم يكن هذا ليحدث، لأنه لم يكن مرشحا لدور الرئيس، فقد كان الدور لباسل، شقيقه الأكبر. وكان باسل بلاي بوي وصوره حزب البعث الحاكم على أنه الفارس الذهبي، الذي ارتقى إلى مقام محبوب ملاهي بيروت الليلية".

وتابعت: "بناء على أمر من والده قدم للأسد دورة أساسية في السياسة والمهارات الدبلوماسية والضرورة للسيطرة على سوريا المتشرذمة، ووضع لم يكن مؤهلا له وإن لفترة مؤقتة. وكما علق والده لأحد معارفه بأن سوريا غابة ولم يصبح بشار ذئبا بعد".

 وعندما وصل إلى الرئاسة عام 2000 تم الترحيب به كوجه للتغيير بعد 30 عاما من الحكم القمعي لوالده، وكانت الصورة التي قدمها بشار للعالم في المرحلة الأولى من حكمه هي أنه متعلم وحركي وهدفه هو تحديث البلد وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية راديكالية. وتحدث في خطابه الأول عن طموحه للتركيز على الاقتصاد والتعليم: "أجد من المهم دعوة كل مواطن للمشاركة في رحلة التنمية والتحديث لو كنا صادقين وجادين للحصول على النتائج المطلوبة وفي أقصر وقت". ففي فترة حكم والده الأسد كان أي تلميح للمعارضة يقابل بالسحق، فيما سيطرت على الاقتصاد شلة بعثية فاسدة. وكان بشار راغبا بتصوير نفسه على أنه الصورة المضادة لوالده.

وقال إنه حين قام بقمع حركة الإصلاح الناشئة وهمش من شكوا في صعوده السياسي، قرب إليه الموالين وعين شقيقه ماهر قائدا للفرقة المدفعية الرابعة. إلا أن العالم غض الطرف عن هذا، فمع تكثف غيوم الربيع العربي عام 2011، نشرت مجلة فوغ صورة شخصية عن أسماء تحت عنوان "وردة في الصحراء"، ووصفت فيها أسماء وزوجها وعائلتهما  بأنهم "ديمقراطيون"، زوجان يقضيان الإجازات في أوروبا ويعززان المسيحية ويشعران بالراحة مع النجوم الأمريكيين، وأهم طموح لهما هو جعل سوريا "أكثر الأماكن أمنا في الشرق الأوسط".

اظهار أخبار متعلقة


إلا أن أي مظهر احترام راكمته عائلة الأسد عبر شركات العلاقات العامة، تبخبر في الوقت الذي شعر فيه النظام بأنه مهدد بسبب الاحتجاجات المعادية للحكومة. وكانت الاضطرابات تغلي تحت السطح منذ تولي الأسد السلطة وعدم وفائه بوعوده، وبعد أيام من اندلاع الاحتجاجات في آذار/ مارس بجنوب سوريا كشف الأسد عن وحشية مرضية، وبناء على أوامره تم إنشاء جهاز أمني شرير باسم الخلية المركزية لإدارة الأزمة وتولت مهمة تحديد مراكز الاحتجاجات واستهدافها بالمذابح والقمع وعلى قاعدة واسعة.

وفي حادث معروف بحي التضامن بدمشق في نيسان/ إبريل 2013 حفرت القوات السورية خندقا في واحد من الشوارع الرئيسية وأعدمت 280 شخصا رميت جثثهم في قبر جماعي.

وفي الوقت الذي حاول فيه تقديم صورة رجل قوي يهاجم أعداءه إلا أن ضعفه انكشف عندما أصبح أكثر اعتمادا على إيران. وبعد موافقة طهران على إمداده بآلاف المقاتلين الشيعة الأجانب أصبح الجنرال قاسم سليماني المسؤول الرئيسي. وقال مسؤول استخباراتي أمريكي: "وصل الأمر إلى حد ذهاب سليماني إلى الأسد ليخبره بما يجري وعلى سبيل المجاملة". ثم ذهب سليماني إلى روسيا وأقنع فلاديمير بوتين بالتدخل ما أنقص من قدر الأسد أكثر.

وشددت الصحيفة على أنه رغم كل ما سلف من قمع ووحشية تجاه السوريين المعارضين، فإن الأسد لا يزال يحكم سوريا، وأعيد تأهليه لدرجة دعوته الشهر الماضي إلى القمة العربية في جدة.
التعليقات (1)
مصري
الخميس، 22-06-2023 01:44 م
نموذج بشار و السيسي و مبز و مبس هي الانواع المحببة عند الغرب