سياسة تركية

أردوغان منزعج.. لماذا تم تهميش تركيا من "ممر بايدن"؟

أردوغان شدد على أنه لن يكون هناك ممر بدون تركيا- جيتي
أردوغان شدد على أنه لن يكون هناك ممر بدون تركيا- جيتي
أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن الممر الاقتصادي الذي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، انزعاجا تركيا، فيما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أنه لن يكون هناك ممر بدون بلاده، ما يثير التساؤلات حول تأثير الممر الجديد على تركيا.

وأكد الرئيس التركي، أن بلاده هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

من جهته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن ممري الطاقة والنقل لا يمكن أن يكونا فعالين ومستدامين في المنطقة دون مشاركة تركيا، مشيرا إلى أن بلاده منفتحة على أي خطة تشجع التعاون في نقطة تلتقي فيها ثلاث قارات.

ويأتي طرح "ممر بايدن" في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى أن تكون مركزا حيويا للنقل، عبر مشروع "طريق التنمية" عبر العراق، وتفعيل "الممر الأوسط" الذي يمتد عبر آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وتركيا ليربط بين آسيا وأوروبا عبر البر.

ويذكرنا "ممر بايدن" بمشروع خط أنابيب "إيست ميد" لنقل الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا، والمعروف بتكلفته التي تفوق 5- 6 مرات تكلفة الخط القبرصي التركي، وكان هدفه الوحيد تهميش تركيا، وقد توقف بعد انسحاب الولايات المتحدة من دعمه.

اظهار أخبار متعلقة


الخبير التركي مراد يتكين، ذكر في مقال أن أردوغان منزعج من "ممر بايدن"، لأنه سيسهم في تغيير قواعد اللعبة، في الوقت الذي يطرح فيه الرئيس التركي ممر النقل الإماراتي القطري العراقي إلى أوروبا عبر تركيا، والذي لا يعتبر بديلا لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

Image1_9202315143224286269234.jpg

ورأى أن تركيا تم إبعادها من المشروع الممتد من الهند إلى أوروبا، أسوة باستبعادها من مشروع المقاتلة "أف35"، بسبب شراء أنقرة للمنظومة الصاروخية "أس400" من روسيا.

وعند النظر إلى الخريطة، فإنه من الممكن ربط الطريق من ميناء حيفا إلى ميناء مرسين مع ميزة الحماية الإضافية التي توفرها قاعدة الناتو في إنجرليك، ومن ثم أوروبا بمسافة حدودية وتكاليف أقل بكثير.

الخبير الأمني التركي "مته سوهتا أوغلو"، قال لـ"عربي21"، إنه من الواضح أنه يتم عدم مشاورة أنقرة بشأن المشاريع الدولية، وفي هذا المشروع تم استبعادها بالفعل.

وأضاف، أن خريطة العالم مليئة بالطرق والقطارات وخطوط الأنابيب التي تتبع طرقا مكلفة وطويلة نسبيا، وليس الطرق المباشرة التي تكلفتها أقل، والسبب في ذلك التفضيلات الجيوسياسية والرغبة في تجاوز بعض البلدان.

وشدد على أن هذه المشاريع تسهم في تقسيم دول المنطقة سياسيا، وعلى إثرها سيتم إعادة إنشاء التحالفات، وتاريخيا فإن شبكة المصالح الاقتصادية لها دور بذلك.

واتفق سوهتا أوغلو مع الكاتب يتكين، بشأن ممر النقل الإماراتي القطري العراقي إلى أوروبا عبر تركيا، بأنه لا يمكن أين يكون بديلا لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

اظهار أخبار متعلقة


وعلى الرغم من إعلان تركيا عن إنشاء مركز للغاز الطبيعي منذ نحو عام، إلا أن اليونان أعلنت منطقة "دادا أغاتش" لتكون مركزا للغاز الأمر الذي لقي قبولا غربيا، ناهيك عن التقارب بين تركيا وروسيا الذي يتم انتقاده، وهي أسباب تسهم في إبعاد أنقرة عن مشروع الممر الاقتصادي.

المحلل السياسي التركي أومر توغاي يوجال، رأى في حديث لـ"عربي21"، أن إدارة بايدن التي لديها مواقف عدائية مع تركيا من قبل، تقلل من احتمالية إدراج تركيا في هذا المشروع مستقبلا.

وأوضح أن المشروع الأمريكي الذي يريد استبدال الصين بالهند ويجلب الزخم الاقتصادي إلى أوروبا، لديه أجندة معادية لبكين ويستبعد أنقرة.

وأشار إلى أن صناع القرار في الولايات المتحدة، على الرغم من أن الطريق الأنسب هو عبر تركيا، يقودون مشروعا يصعب تحقيقه مع الأخذ بعين الاعتبار تكلفته والمشاكل المحيطة به، مستبعدا أن يتم تنفيذه.

وأضاف أن إدراج "إسرائيل" واليونان وقبرص اليونانية بدلا من تركيا في المشروع، هدفه المساهمة في تطبيع تل أبيب مع دول المنطقة، ودعم الأطروحات اليونانية ضد تركيا، وتوجيه ضربة للاستثمارات الصينية في أثينا.

واستبعد الخبير التركي يوجال، تسبب مشروع الممر الاقتصادي لبايدن، أي ضرر لتركيا، مشيرا إلى أن تكلفته دون تركيا ستكون عالية، وسيقل تأثيره لأن بناءه سيحتاج وقتا طويلا.

وتابع بأنه بالتزامن مع الزمن الطويل لبناء ممر مشروع بايدن، فإن الكثير من الدول سترغب بزيادة ممرات النقل المتعددة الخاصة بها حتى تقلل اعتمادها على دولة أو قوة عظمى.
التعليقات (3)
salem
الأحد، 17-09-2023 05:45 م
يذكرني هذا السايكوباتي الشوفيني بالنصراني الفرانكومصرئيلي الإسلامفوبي المجنس حسام مسيحة أوميت أوزداغ عربوفوبي فاشونازي عنصري يجب طرده من تركيا لإنه دخيل وغريب وأجنبي مجنس
اسامة
السبت، 16-09-2023 03:07 م
امريكا كمثل الشيطان .. اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك .. هذا المشروع الخرافي ان شرع في انشائه .. سيدخل دول دوامة وعداوات غير مبررة على الاطلاق .. والدول التي يشملها هذا المشروع ليست دول مثالية الانتاج .. والشيء الذي غاب ويغيب عن بعض الناس ان اي دولة في هذا العالم .. تستطيع ببساطة اعتراض وتعطيل اي مشروع لا يوافق هواها وبالذات اذا كانت جغرافيا تستطيع التأثير فيه كأيران ومصر والعراق وتركيا .. لا سيما وهو يتعارض مع بعض مخططاتهم فما بالك بدول كبار جدا يشكل تحديا لهم .. كالصين مثلا .. ميزانية هذا المشروع خرافية .. والمساهمة فيه ستعطل نموها بشكل قد يغير مسار الحياة فيها ..
صلاح الدين الأيوبي
السبت، 16-09-2023 12:04 ص
سيتم إنشاء ممر بايدن حتى لو كلفهم أموال طائلة. ففيه يتم تهميش مصر وتركيا وهذا هو المطلوب صهيونياً، متى كانت التكلفة المادية أو الزمنية هي الأساس في تلك القرارات، يا خبراء الخيبة مشروع الكيان الصهيوني تكلف تريليونات الدولارات وبدأ إنشاءه في القرن قبل الماضي ولازال قيد الإنشاء والتوسع والتطوير، وانظروا مشروع سد النهضة حتى تتيقنوا أن عدوكم لا يرى الأمور بنفس قصر نظركم المحدود. التهوين من الأخطار هو العنوان لفشل أي أمة. إذن اطمئنوا وناموا قريري العين بأن تركيا محفوظة في القرآن. بالتوفيق بإذن الله.