مقالات مختارة

الشعب الفلسطيني جديرٌ بحمل قضيّته

طلال عوكل
الشعب الفلسطيني اليوم اليوم ملك نفسه حاضر بوجوده وهويّته ونضاله وأهدافه- الأناضول
الشعب الفلسطيني اليوم اليوم ملك نفسه حاضر بوجوده وهويّته ونضاله وأهدافه- الأناضول
لا تزال العقلية التي أوقعت الثورة العربية مطلع القرن العشرين في خديعة استراتيجية كبرى، هي العقلية السائدة والمسيطرة على العقل العربي عموماً.

بعض الدول العربية التي لم تخُض حروباً تحرُّرية، تجهل حقيقة الوسائل والأهداف الاستعمارية التي تتبدّل كما تبدّل الحرباء لونها، والتكيُّف مع البيئة التي توجد فيها.

فقط الشعوب التي عانت طويلاً تحت نير الاستعمار لفترات طويلة وخاضت ضدّه حروباً، ودفعت دماءً غزيرة ودموعاً وآلاماً هي التي تعرف حقيقة الأهداف البشعة والأنانية التي تقف خلف سياسات الاستعمار القديم والجديد.

من يُرِد معرفة حقيقة وبشاعة الاستعمار، الذي بنى إمبراطورياته وقوّته، على دماء وثروات الشعوب، عليه أن يسأل من خاضوا هذه التجربة.

فليسأل هؤلاء الشعب الفيتنامي أو الجزائري، أو الكوبي، وإن كانوا لا يرغبون في النبش في دفاتر التاريخ فليسألوا الشعب الفلسطيني الذي يخوض كفاحاً عنيداً ويدفع أثماناً باهظة منذ أكثر من مئة عام وحتى اللحظة.

ثمة أُمّة عربية، وفق أبسط المعايير وأعقدها، والشعب الفلسطيني ظلّ متمسكاً بانتمائه لأُمّته، بالرغم من كل ما تسبّبت وتتسبّب به الأنظمة العربية التي تظنّ أنّها مستقلّة وصاحبة قرارات سيادية فيما هي تخضع لسيطرة وهيمنة وإدارة الاستعمار.

في زمنٍ كهذا من غير المستغرب أن يخرج علينا بعض الأصوات التي يتزايد زعيقها لتبرئة السياسات القطرية من خلال شيطنة فلسطين والفلسطينيين.

نموذجٌ جديدٌ قديم يظهر اسمه «الجار الله»، وهو كاتب وصحافي كويتي يكتب مقالاً مليئاً بالافتراءات والأكاذيب على الشعب الفلسطيني وقيادته، ويستحضر اتهامات وروايات من وحي عقليته المريضة تقدم الشعب الفلسطيني وقياداته وثورته، على أنّه ناكرٌ للجميل ومتآمرٌ على من يقدّمون له المساعدة، مقالته بعنوان «اعقل وتوكّل» الموجّهة لوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم تمرّ فيه جملة واحدة لا تنطوي على اتهام للفلسطينيين، فيما تخلو مقالته كلّها من أيّ اتهام أو توصيف أو موقف من إسرائيل، أو الولايات المتحدة الأميركية، أو غيرها من الدول الاستعمارية الداعمة للكيان الصهيوني.

فضائح إسرائيل الاحتلالية العنصرية الفاشية ملأت الدنيا حتى داخل الكيان، لكن «الجار الله»، المعروف بأنّ رصيده القومي والوطني دون الصفر لا يرى أيّاً من هذه الفضائح.

كان حريّاً بكاتبٍ يحترم نفسه إن كان صاحب رأيٍ ونصيحة يُسديها، أن يشير إلى أنّ السعي خلف «التطبيع» مع إسرائيل، يعود بالأساس إلى رؤية تخدم المملكة العربية السعودية حتى لو كانت لا تخدم الفلسطينيين أو العرب، ولكنها عملية تتمّ مع دولة احتلال، وأطماع توسّعية، ودولة معادية للعرب والمسلمين، دولة عنصرية فاشية وإرهابية، ذلك أن السلام لا يتمّ بين دول صديقة.
يقع العرب مرّة تلو الأخرى، في شباك الخداع الصهيوني الأميركي الذي يقدم لهم وجبات مسمومة، يعتقدون أنّها ستملأ بطونهم دون أن يدركوا أنّهم يتناولون سموماً قاتلة في نهاية الأمر.

سيظلّ بعض العرب، يُطلقون صيحة «أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض»، ولكن بعد فوات الأوان.
العرب يعلنون توالياً التخلّي عن الشعب الفلسطيني وقضيّته، بعضهم بلا مبالاة، وبعضهم الآخر يتغطّى بوعود فارغة، وأموال، لا تساوي ثمن طفلٍ يُستشهد على أيدي المستوطنين أو الجيش الإسرائيلي.

السّاحة السياسية مفتوحة على فراغ، فلا مبادرة عربية للسلام، ولا أيّ مبادرة، لا عربية ولا دولية، فلقد سقطت كلّ المبادرات وكلّ الاتفاقيات وكلّ المواثيق والقرارات، التي تتعلّق بالقضية الفلسطينية.

لا يجوز في هذه الحالة أن يمنح الفلسطيني غطاءً أو موافقةً على أيّ عملية «تطبيع»، وقعت سابقاً، أو يمكن أن تقع في قادم الأشهر أو الأيّام.

إنّ في ذلك ظلماً شديداً للنفس وللشعب وللقضية، خاصّة أنّ الفلسطينيين أصحاب التجربة الطويلة مع الاحتلال وأربابه، قد أدركوا منذ زمنٍ وبالتجربة الملموسة أنّ لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل، أيّاً كان على رأسهما قد التزمتا يوماً بما تعهّدتا به أو وقّعتا عليه.

إسرائيل مستمرّة في التمسُّك بـ «سلامها الاقتصادي»، ومتمسّكة بأهدافها لحسم الصراع وفق روايتها، وأنّها تأخذ باليد اليسرى ما تقدّمه اليمنى في أيّ وقتٍ تشاء، ولا رقيبَ ولا حسيب.

الشعب الفلسطيني اليوم، ليس هو قبل ثمانين سنة، وهو وإن كان لا يخرج من جلدته العربية، ويُراهن على شعوبها، فإنّه اليوم ملك نفسه، حاضر بوجوده وهويّته، ونضاله وأهدافه.

نعم القضية الفلسطينية عادت إلى أهلها منذ أن انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقد نضج أهلها، ولا بأس إن كانوا في مقدّمة الصفوف وحدهم دون أحد خلفهم.

الشعب الفلسطيني الذي يوجد على أرضه صامداً، قادر على المواجهة ومستعدّ لدفع الثمن، وهو يتصلّب عوده، ويصرّ على مقاومته لتحقيق أهدافه، كلما تعرّض إلى خذلانٍ من الأشقّاء والأصدقاء.
لن تفلح كلّ «المصالحات» العربية الإسرائيلية حتى لو انهارت أنظمة أخرى عربية أو إسلامية أمام الضغوط الأميركية، والإغراءات الأنانية القطرية، لن تفلح كلّ هذه في أن تفتّ في عضد الفلسطيني.
قد لا يستطيع الفلسطينيون أن يمنعوا انهيار بعض السدود العربية ولكن نتمنّى ألا يقع العرب الرسميُّون في فخّ مصادقة العدو، ومعاداة الصديق والشقيق.

في هذا الزمان لا يريد الشعب الفلسطيني منهم شيئاً، فالفلسطيني يتكفّل بأعبائه وقضيّته ولكن عليهم أن يتذكّروا أنّ الزمان يتغيّر، وأن أعتى الإمبراطوريات قد انهارت ولو بعد مئات السنين، أمّا الشعوب فهي الباقية.

(الأيام الفلسطينية)
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الجمعة، 06-10-2023 04:10 م
'' ثقافة رجل في حي شعبي '' لو تحدث الناس فيما يعرفونه فقط .. لساد الهدوء أماكن كثيرة . 1 ـ (أول رئيس للبوسنة و الهرسك "علي عزت بيجوفيتش) القائد القدوة علي عزت بيجوفيتش رحمه الله تعالى عليه يقول : المرأة ليست أعلى و لا أدنى : لأنها بكل بساطة مختلفة عن الرجل ؛ لذلك تسقط المقارنات . و من تم يسقط تحديد الأعلى و الأدنى . لا معنى لسؤال أيهما أهم : الرئة أم القلب ؟ .. لأن كلا من العضوين لا يمكن أن يقوم بوظيفة الآخر . بل إنَّ الإختلاف بينهما يعطي قيمة خاصة لأحدهما بالنسبة للآخر .. 2 ـ (يقول : فلاديمير بوتين) هل تريدون أن تفرض على الأطفال في مدارسنا إنحرافات تؤدي إلى الإنحطاط و الإنقراض ؟ و أن يتم تعليمهم بأن هناك أنواعاً أخرى إلى جانب الرجل و المرأة ؟ و أن تعرض عليهم عمليات تغيير الجنس ؟ هذا الإنكار التام للإنسان ، و رفض الإيمان و القيم التقليدية ، و قمع الحرية هو دين شيطاني . 3 ـ (سينما شعب مع أرنولد شوارزنيجر المغوار) عصابة تختطف إبنته و لا يعرفون من يعبثون به يبقى في الواقع ظابط سابق في الجيش و عايش حياة هادئة مع بنته "فيلم كوماندو سنة 1985" وهو من نوع الحركة والمغامرات، تبدأ أحداث الفيلم بإظهار جندي القوات الخاصة المتقاعد جون ماتريكس مع إبنته وهم يعيشون في سعادة وفي عزلة، لكن كل الأمور تنقلب عندما يتم إختطاف إبنته جيني وهو ينقلب إلى وحش شرس لا يرحم من أجل إنقاذها. بعد قيادة العديد من المهام الخطيرة، يقضي العقيد جون ماتريكس، وهو من قدامى المحاربين، أيامًا سعيدة مع ابنته جيني البالغة من العمر 12 عامًا. لكن الجنرال آريوس، الدكتاتور المخلوع، اختطفها واتهم ماتريكس باغتيال الرئيس الحالي لفال فيردي. وهو ما ليس في خطط بطلنا .. الفيلم الثاني "حرارة حمراء1988" يتم إرسال إيفان دانكو، ضابط الشرطة الروسي، إلى شيكاغو لإعادة روستافيلي، تاجر المخدرات المسؤول عن وفاة زميله. وينتظر المجرم الذي وقع في أيدي الشرطة الأمريكية فور وصوله تسليمه. ولكن أثناء عملية النقل، يهرب، ويجب على دانكو، بحكم الظروف، أن يتعاون مع الشرطة المحلية للعثور على الهارب، ويتعاون مع آرت ريدزيك، ضابط الشرطة الغاضب الذي يعرف شيكاغو عن ظهر قلب. على الرغم من كل الخلافات بينهما، سيتعين على الرجلين العمل معًا لاستعادة المجرم ومنع صفقة مخدرات ضخمة. 4 ـ (فيلم نارفيك.. كيف أصبحت الخيانة بطولة؟) رغم إعلان مملكة النرويج حيادها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية فإن شظايا القتال الضاري في أوروبا أصابها في الحالين ءخاصة في الحرب العالمية الثانية وتم احتلالها بالفعل. لكن أحفاد الفايكنغ لم يتوقفوا عن المقاومة يوما حتى انتهت الحرب العالمية الثانية، ونالت شظايا الحرب من النرويج رغم موقفها بسبب المميزات النوعية التي تمتعت بها بعض موانئها التي كانت مثار طمع القوات الألمانية والبريطانية والفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت بلدة نارفيك الواقعة على بحر النرويج ذات أهمية قصوى، نظرا لحاجة الجيش الألماني إلى خام الحديد والاعتماد على ميناء البلدة الصغيرة في نقله. وأدركت بريطانيا أن قطع إمداد الحديد عن خصمها الألماني سيعد خطوة مهمة في طريق حسم الحرب، وفي الوقت نفسه أرسلت ألمانيا قواتها إلى البلدة الصغيرة، فتحولت نارفيك إلى ميدان لحرب ليست طرفا حقيقيا فيها. قاوم أهالي البلدة الاحتلال الألماني لها، وتلقت القوات الألمانية أولى هزائمها في الحرب العالمية الثانية على أيديهم عام 1940، لكن هذا النصر لم يستمر، إذ حولت القوات الألمانية البلدة والميناء إلى كومة من التراب والحطام. ويأتي فيلم "نارفيك.. "الهزيمة الأولى لهتلر" للمخرج إريك سكجولدبيارغ ءوالذي يعرض حاليا على شاشة نتفليكسء ليوثق تلك المقاومة في إطار قصة إنسانية تظهر بشاعة الحرب وصعوبة الاختيارات التي يضطر إليها الشخص حين يجد نفسه بين النار والدماء. يرسم صناع فيلم "نارفيك" مثلثا مكونا من 3 رؤوس هي الجد والأب والحفيد، وبينما يدافع الجميع عن البلدة فإنهم يدافعون عن المستقبل الذي يعتبر الطفل رمزا له. وهنا يتماهى المعنى الذي يطرحه العمل بشكل مباشر حول امرأة عرف عنها التعامل مع المحتل الألماني واعتبرت خائنة مع معنى الدفاع عن المستقبل المتمثل في الابن، خاصة أن الإنجليز والألمان يقصفون بعضهم البعض في المدينة في المشهد قبل الأخير من العمل، مما يؤكد أن الطرفين يخوضان حربهما بصرف النظر عن مصير نارفيك وأهلها، وأن على هؤلاء الأهل أن يحموا أنفسهم دون النظر إلى تحالفات زائفة. 5 ـ (صباح ومساء) قصة بسيطة عن السؤال الأهم معنى الحياة بين يوم ولادة الطفل "يوهانس" في قرية صيادين نرويجية، وآخر يوم في حياة الصياد العجوز "يوهانس" هناك حياة عادية يسردها "يون فوسه" ببساطة خادعة، فنعيش تفاصيلها الصغيرة التي تبقى في ذهن الإنسان وإحساسه عندما ينطفئ كل شيء، حتى الوعي... تنقسم الرواية إلى جزئين، الجزء الأول هو ولادة بطل الرواية "يوهانس" وما يحمله والده الصياد البسيط من مشاعر حيال هذه اللحظة العادية في تكررها، المميزة في فحواها، لحظة الميلاد، إحساسه بزوجته وطفله، وحتى القابلة العجوز التي تساعد الزوجة على الولادة، ربطه لحياته بهذه اللحظة بالماضي، بالحاضر في نسق شعري بسيط وموحي... أما الجزء الثاني فهو اليوم الأخير في حياة "يوهانس"، العجوز، الطيب، العنيد. علاقته الدافئة مع زوجته الراحلة وعلاقته المؤثرة بصديق عمره "بيتر"، يظهر في النص عشق الكاتب للبحر والصيد والتفاصيل الصغيرة.... تُرجمَت هذه الرواية إلى أكثر من عشر لغات كما جرى تحويلها إلى عمل أوبرالي حيث يعدّ مؤلفها "يون فوسة" أهم الكُتاب النرويجيين المعاصرين، وقد أطلقت عليه الصحافة لقب "إبسن الجديد". 6 ـ (رواية وحي أنثى: مسلم عبد الرحمن التميمي) أتعلمين أنني اليوم علمت كيف تكون الأربع وعشرون ساعة؟ أنام بضع ساعات ثم أستيقظ مرعوباً خشية أني نمت ورحلت قبل لقاءك بيوم.أستيقظ مرعوبا خوفاً من نومة فوتت علي موعد اللقاء. لم أنم في حياتي أكثر من ثماني ساعات، ولكنها الليلة كانت أطول ست ساعات متقطعة. أكره النوم لأنه يسرقني من لذة انتظارك. اليوم علمت العلاقة بين الزمن والعمر،فكلاهما محسوب للجميع بالتساوي ولكنه محسوس لنا بشكل مختلف، ليست ساعة انتظار الحبيب كساعة انتظار النوم. وليس العمر بجانب الحبيب كالعمر على قارعة الطريق. 7 ـ (قف ممنوع المرور) المغامرا ت المضحكة لثنائي المواعدة لمحترفي حيلة : شرعت الإمارات العربية المتحدة، بتنفيذ مشروع "77" لإقامة نشاط ثقافي مشترك مع عدة مدن في دولة الاحتلال، الذي يشمل سبع مدن في كل من إسرائيل والإمارات، لمدة سبعة أيام، في المشروع "الفنكوش" تحت رعاية سيارة شرطة أمريكية تتجول في شوارع دبي وقفت الشرطة الاماراتية سيارة شرطة أمريكية تسير في احدى ضواحي دبي. وبعد ضبط السيارة، تبين أن صاحبها قرر ادخال تعديلات على سيارته لتصبح في هيئة سيارات الشرطة الأمريكية. ونقلت صحيفة الامارات اليوم عن قال مدير الإدارة العامة للمرور اللواء مهندس محمد سيف الزفين، إن السيارة تعد من النوع الكلاسيكي الذي يحرص الهواة على اقتنائه من طراز "شيفروليه امبالاساس" . وأضاف الزفين أن صاحب السيارة الاماراتي كان يسير بها في شارع جميرا حين رصدتها دوريات الشرطة.