سياسة دولية

محلل عسكري إسرائيلي: حماس ما زالت تسيطر على قطاع غزة

قال هرئيل إن التقارير عن "مقتل" مئات من مقاتلي حماس ليست مؤكدة بما فيه الكفاية- جيتي
قال هرئيل إن التقارير عن "مقتل" مئات من مقاتلي حماس ليست مؤكدة بما فيه الكفاية- جيتي
شكك محلل عسكري إسرائيلي بالأعداد التي يذكرها الجيش حول عدد "قتلى" المقاومة الفلسطينية في غزة، مؤكدا أن حركة حماس ما زالت تسيطر على القطاع بعد شهر من القصف المكثف.

وقال عاموس هرئيل، الأحد، إنه على الرغم من الهجمات الإسرائيلية "العنيفة" والمتواصلة على غزة منذ ثلاثين يوما، فإن قيادة حركة "حماس" لا تزال تسيطر على القطاع.

جاء ذلك في تحليل بعنوان: "على الرغم من الهجمات الإسرائيلية العنيفة، لا تزال قيادة حماس تسيطر على غزة"، للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية.

وأشار هارئيل إلى أنه "في قطاع غزة، تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، بعد محاصرة مدينة غزة فعليا".

وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيك التقطيع، ويتقدم ببطء وبشكل منهجي، مصحوبا بكميات هائلة من القوة النارية، بما في ذلك من الجو".

اظهار أخبار متعلقة


هارئيل، زعم أنه "غالبا ما تستمر الغارات الجوية دقائق معدودة فقط، وفقا لمتطلبات القوات البرية وبهامش ضئيل للخطأ".

وخلافا لبيانات الجيش الإسرائيلي، قال إنه "لا يزال أحد الجوانب الضعيفة يتعلق بالقدرة على قتل العديد من مقاتلي حماس في المعارك البرية".

واعتبر أن ضباطا (إسرائيليين) يعتقدون أن التقارير عن مقتل مئات من مقاتلي حماس "ليست مؤكدة بما فيه الكفاية".

وأوضح أن "الصعوبة تكمن بين عوامل أخرى، في تعريف المهمة، إذ وصفت الحكومة والجيش الإسرائيلي المهمة بأنها تدمير حكم حماس وحرمانها من قدراتها العسكرية".

وقال هارئيل: "هذا هدف ذو مسار غير واضح تماما (...) يقول القادة وجنود الاحتياط، الذين شاركوا في العمليات السابقة في غزة، إنه لا توجد مقارنة بين شدة الدمار هذه المرة وتلك التي شهدتها جولات القتال السابقة".

واستطرد: "في بيت حانون (شمال شرقي قطاع غزة)، حيث تعمل قوات الاحتياط، سوّيت أحياء بأكملها بالأرض بالكامل خلال المعارك".

وشدد على أن "الجيش الإسرائيلي في حالة حرب حقيقية، ولا يقوم فقط بعملية محدودة".

تكتيك حماس
هارئيل، قال إن "حماس تعتمد على شبكة أنفاقها الدفاعية، حيث ترسل مقاتليها عبر فتحات لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، ونشر العبوات الناسفة بالقرب من العربات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي. وتستخدم أيضا طائرات دون طيار هجومية".

وأضاف: "هذا قد يؤدي إلى عدة مشاكل، فقد أدخل الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة إلى شمال القطاع، وتحرك بأعداد كبيرة من المركبات المدرعة، وهذا في الحرب ضد قوات العصابات المختبئة تحت الأرض، يوفر للعدو العديد من الأهداف".

وتابع المحلل الإسرائيلي: "كثير من المواجهات تجري بمبادرة من قوات حماس. عندما تحدد قوة برية عدوًا قريبًا، فإنها عادةً ما تستدعي بسرعة القوات الجوية لتحييده، ولكن هناك تكاليف من جانبنا أيضًا".

ولفت إلى أنه "في الوقت الحالي، وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، لا يوجد تأثير كبير واضح على قيادة حماس وسيطرتها، التي لا تزال تعمل".

وقال "وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون التركيز على هدم الأنفاق الدفاعية. لم يتم حفر بعضها بعمق كبير ويمكن تدميرها من الجو دون صعوبة كبيرة".

واستدرك: "يعتمد هذا بشكل أساسي على نوعية المعلومات الاستخبارية التي تقدمها المخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)".

صبر واشنطن
وحذر هارئيل من أنه "بين السطور، يمكن للمرء أن يشعر بأن صبر الولايات المتحدة على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بدأ يتضاءل، نظرا لطول أمد القتال".

وقال: "دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إسرائيل إلى السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى غزة، محذرا من كارثة إنسانية هناك، وأشار إلى أن وقف القتال سيساعد في جهود إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".

ولكنه أضاف: "عارض محاوروه (بلينكن) الإسرائيليون أي وقف لإطلاق النار يستثني إطلاق سراح جميع الرهائن، وأوضحوا أن العملية العسكرية مستمرة بكامل قوتها وأنه لن يسمح بدخول الوقود إلى غزة".

اظهار أخبار متعلقة


وفي وقت سابق الأحد، التقى بلينكن، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة رام الله، بالضفة الغربية، حيث أكد الأخير "الرفض القاطع" لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج غزة أو الضفة أو القدس.

وكان بلينكن، اجتمع بوزراء خارجية قطر والإمارات والسعودية ومصر والأردن وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، في العاصمة الأردنية عمان، السبت، ضمن زيارة بدأها ضمن جهود إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.

وفي 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلات برية في غزة، وأعلن منذ ذلك الحين مقتل 30 عسكريا وإصابة ما لا يقل عن 260 آخرين.

التعليقات (0)