ملفات وتقارير

إعجاز عسكري للمقاومة في غزة.. هل يصمد الاحتلال أمامها في الجنوب؟

المقاومة تتصدى لآليات الاحتلال في غزة وشمالها- الأناضول
المقاومة تتصدى لآليات الاحتلال في غزة وشمالها- الأناضول
كشفت التسجيلات التي بثتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقدرة عناصرها على الالتحام من "مسافة الصفر" مع قوات الاحتلال وآلياته المتوغلة في بعض مناطق شمال القطاع، بعضا من فصول المواجهة العسكرية القوية.

وبشكل شبه يومي، بثت المقاومة عبر قنواتها المختلفة مقاطع فيديو قصيرة، تظهر التحام عناصرها بأسلحة خفيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة، حيث وثق تفجير العديد من الدبابات والآليات العسكرية المختلفة والكمائن، والتي وصل بعضها لتوثيق عناصر المقاومة وهي تقاتل قوات الاحتلال من نقطة الصفر مع هذه الآليات ولصق الألغام بها وتفجيرها.

خسائر الاحتلال مرتفعة
وفي قراءته لأداء المقاومة في مواجهة توغل قوات الاحتلال في بعض المناطق في القطاع ضمن عملية "طوفان الأقصى"، قال الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات: "حتى نعرف قدرات المقاومة لا بد من إجراء مقارنة ما بين إمكانيات المقاومة بغزة المتواضعة وبين إمكانيات جيش الاحتلال اللامحدودة؛ من طائرات ومعدات قتالية؛ دبابات وجرافات وأسلحة فتاكة، إضافة لدعم بلا حدود من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، في ظل مقاومة محاصرة منذ 17 عاما؛ برا وجوا وبحرا".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مع كل ما سبق ذكره، وبعد مرور شهر تقريبا على ما يسمى بالحرب البرية، فإن المقاومة ما زالت صامدة وموجودة على الأرض وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، وهي تسيطر على الأرض وتمنع جيش الاحتلال من السيطرة على الأرض".

وأكد عريقات، أن "الجيش الإسرائيلي لم يحقق أيا من أهدافه حتى الآن، سوى أنه سيطر على بعض المستشفيات التي من بينها مجمع الشفاء الطبي، الذي كذبت إسرائيل حينما زعمت أنه غرفة عمليات وقيادة للمقاومة الفلسطينية، ولم تقدم أي دليل".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "الخسائر التي ألحقتها المقاومة بالجيش الإسرائيلي؛ سواء بالآليات أو الأرواح التي اعترفت بها إسرائيل وهي تكذب في هذا المجال، مرتفعة وتشير إلى أن عصب المقاومة ما زال سليما وهو الذي يقاتل الآن في أرض المعركة وهو الذي يتصدى لكل المشاريع الصهيونية".

وعن دلالة التحام رجال المقاومة مع جنود وآليات الاحتلال العسكرية من نقطة الصفر واقتحام بعض الأماكن التي تتمركز بها قوات الاحتلال وغير ذلك مما تظهره التسجيلات من مشاهد التصدي لقوات الاحتلال، ذكر الخبير العسكري، أن "من خطط لعملية طوفان الأقصى أظهر هذا الإعجاز العسكري سواء في التخطيط أو التدريب أو التنفيذ".

وأضاف الخبير: "لقد أظهرت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، أن هذا الفعل إعجاز عسكري.. عندما تمكن 1200 مقاوم فلسطيني من أن يهزموا 10 آلاف جندي إسرائيلي (قوام فرقة غزة في جيش الاحتلال)، وتمكنوا من السيطرة عليها لساعات طويلة".

وتابع بأن "جيش الاحتلال لم يتمكن من القيام بأي ردة فعل، كل هذا يؤكد أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب طويلة الأمد، وخططت على أساس أن هناك قدرات تدميرية لدى الجيش الإسرائيلي، ورغم الرد القاسي لهذا الجيش، إلا أن المقاومة ما زالت تتصدى له ولكل مخططاته".

التوغل بغزة ليس نزهة
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، وهو باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، أن "هناك شبه إجماع في وسط المحللين السياسيين والأكثر العسكريين الإسرائيليين، أن الحرب البرية التي خاضتها إسرائيل ضد المقاومة في شمال القطاع، وجهت بعنف غير متوقع من قبل المقاومة".

ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "العديد من المحللين الإسرائيليين، كتبوا أن الدخول إلى غزة لن يكون نزهة برية، كما ألمح بعضهم إلى أن حماس لم تستخدم كل مقدراتها العسكرية حتى الآن، وهذا يؤدي إلى الزيادة في صعوبة العملية أكثر فأكثر، ويضع العديد من العراقيل أمام إمكانية تحقيق الأهداف التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب، والتي على رأيها تدمير حماس أو القضاء على قدراتها العسكرية والسلطوية".

ونوه شحلت إلى أن "هناك حديثا في إسرائيل، عن أن هذه العملية العسكرية حتى لو استمرت فستكون أكثر تعقيدا، لأن ما يحدث في شمال القطاع لا يماثل ما يمكن أن يحدث في جنوبه، وهناك اعترافات إسرائيلية بأن قوة المقاومة الرئيسية توجد في جنوب القطاع بشكل أكبر، بما في ذلك ما يتعلق بالأنفاق".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف: "إذا كانت المعركة في الشمال لم تحسم برغم مرور نحو شهرين على بداية الحرب وأكثر  من شهر على العملية البرية (المتوقفة حاليا بسبب اتفاق التهدئة المؤقت مع بعض المناوشات)، فما بالك بالجنوب، والمؤكد أن من يقرأ ما بين السطور في التحليلات الإسرائيلية، يخرج بنتيجة مفادها، أن دخول إسرائيل لقطاع غزة في ما يتعلق حتى الآن بشمال القطاع ينطبق عليه المثل العربي "دخول الحمام ليس مثل الخروج منه"، وربما يكون الأمر أشد وأدهى في حال انتقال الحرب لجنوب القطاع".

وفجر السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب القسام،  عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
التعليقات (0)