ملفات وتقارير

الوجه الآخر للحرب على غزة.. اعتناق بعض المؤثرين الغربيين للإسلام

يواصل الاحتلال قصفه على قطاع غزة مستهدفا المدنيين- جيتي
يواصل الاحتلال قصفه على قطاع غزة مستهدفا المدنيين- جيتي
"رأينا كيف أن الإيمان لدى المسلمين يلعب دورًا رئيسيًا في منح سكان غزة القدرة على الصمود"، عبارة لشاب أمريكي نشر مقطع فيديو أعلن فيه عن اعتناقه الإسلام بعد أن شاهد مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. 

ظاهرة اعتناق الإسلام 
فيديو الشاب الأمريكي هو واحد من عشرات الفيديوهات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أثبتت أن فكرة اعتناق الإسلام بعد الحرب في غزة باتت ظاهرة  منتشرة في دول العالم الغربي. 

وبدا الشاب كغيره متأثرا من صمود أبناء  قطاع غزة على ما أصابهم من فقدان عائلاتهم ومنازلهم، ولا تتردد على ألسنتهم سوى كلمات تدل على إيمانهم بالقضاء والقدر مثل: "الحمد لله"، و"حسبي الله ونعم الوكيل"، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". 

ووثق الفيديو، انبهار الشاب بأهل غزة وشرح كيف أثّروا على تفكيره وجعلوه يفكر في اعتناق الإسلام بسبب قوة إيمانهم.


وقال الشاب في مقطع الفيديو، الذي حصد تفاعلًا كبيرًا على موقع "إكس"، إن هناك امرأة حملت ملصقا (في إحدى المظاهرات الداعمة لفلسطين) يقول: "لا يمكنك هزيمة شعب يعلم أن الموت ليس النهاية".

وأضاف: "رأينا كيف أن هذا الإيمان لدى المسلمين يلعب دورًا رئيسيًا في منح سكان غزة القدرة على الصمود".

وقال الشاب الأجنبي إن "هذا الصمود أستطيع وصفه بأنه مؤثر للغاية، حتى إن غير المسلمين أُلهِموا به".

عشرات النساء يعتنقن الإسلام في مسجد "ميدو هايتس" في ملبورن بأستراليا، والسبب هو صمود أهالي غزة وصبرهم وإيمانهم.


هزة وجودية وأخلاقية 
الكاتب والخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية يقول لـ عربي21 إنه: "دائما الحوادث الكبرى عندما ترتبط بمسائل أخلاقية و وجودية تحدث أثرا كبير،  ما شهدته غزة من جرائم إبادة جماعية وقتل للأطفال والنساء ومع انتشار فيديوهات ومناظر الدمار وصمود العائلات، جعلت المؤثرين يتابعون الأحداث ونتجت هزة وجودية وأخلاقية لديهم". 

ويرى أن "انتشار مقاطع للفلسطينيين وهم يشاهدون مقتل عائلاتهم ولا تتردد على ألسنتهم سوى الحمد لله و إنا لله وإنا إليه راجعون،  جعلت المؤثرين يبحثون عن سر الصبر والصمود وطرح تساؤلات بأن هذه الشعب محاصر من  سنوات وما زال مؤمنا وصابرا، هذه المقاطع هزت المسلمين ومن الطبيعي أن تهز الغرب وجعلتهم يبحثون في القرآن عن الأسباب ". 

ويضيف: "هناك نوعية من المؤثرين المرتبطين بأجهزة وأجندة معينة تكون دعائية، بينما نوعية أخرى يحتفظون بالاستقلالية وغير مرتبطين بمؤسسات، وهؤلاء هم من استيقظ لديهم الحس الوجودي والأخلاقي وجعلهم يقومون بالبحث عن سر صمود الفلسطينيين وإجراء عملية مراجعة وبحث ". 

ويتابع: "هناك جزء كبير من الغرب ينظر للقضية الفلسطينية أنها قضية إسلامية بينما الجيل الجديد من العلمانيين والملحدين ينظرون للقضية أن ما يتم هو احتلال واستيطان استعماري ". 

وأشار إلى أنه "لا يمكن تجريد القضية الفلسطينية من فكرة أنها إسلامية وخاصة أن الاحتلال أيضا يقحم الآيات التوراتية في حربه على القطاع، لذا فإنه يصعب فك الارتباط ما بين ما هو ديني وسياسي". 

بعد سنوات من الاتهامات والإسلاموفبيا 

دكتور الأديان بكلية الدراسات الفقهية في جامعة آل البيت، عامر الحافي، يقول لـ "عربي21" إن "صعوبة ومأساوية المشاهد جعلت الكثير من المؤثرين يدخلون الإسلام، فالغرب اليوم يعاني من الذنب لأنه جزء من المأساة التي يعيشها قطاع غزة، نتيجة دعمهم للاحتلال". 

ويضيف: "بعد أن غلبت النزعة المادية على الثقافة الغربية، الآن اكتشفوا أهمية الدين وكيف جعل   الإنسان الفلسطيني يصمد أمام الحرب، وقدم نموذج للمؤمن الذي يجسد الإيمان في حياته ليس بمجرد نصوص دينية، ورأوا التطبيق العملي للقيم الدينية الاسلامية على أرض الواقع". 

وبعد سنوات من الإسلاموفوبيا يقول الحافي إن الغرب "اكتشف أن ملياري مسلم الذين كانوا يتهمونهم بالإرهاب والرعب هم أكثر وداعا من الجميع، أبناءهم يقتلوا امامهم ولم يصدر منهم أي ردة فعل عنيفة،  لو كانوا ارهابيين لظهر ارهابهم اليوم ، هذه المواقف جعلت العالم كله يسأل كيف يمكن أن يقتل اطفالهم أمامهم ويتماسكون ولا ينحدروا للقتل أو العنف؟".  

ويضيف:" التعامل مع الأسير كشفت زيف الرواية الصهيونية التي عملت على تشويه حقيقة الإسلام، إذ تعامل الفلسطينيون مع الأسرى كضيوف بينما الأسرى الفلسطينيون الذين خرجوا من سجون الاحتلال تم التنكيل بهم ". 

إقبال غير مسبوق على الدخول في الإسلام 
ونشر الصحفي المصري أحمد منصور مقالا صحفيا قال فيه أن الاحتلال الإسرائيلي والغرب رغم إنفاقهم المليارات وتنظيم حملات كبيرة للتخويف من الدين وتشويه صورته وصناعة الإسلاموفوبيا، تمكن أهل غزة من مسح كل ذلك وكانوا سبباً في إعادة النظرة الإيجابية عن الدين.

ونقل منصور على لسان رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عبدالله بن منصور، أن فرنسا لم تشهد طيلة 40 عاماَ إقبالاً على الدخول في الإسلام كما حصل بعد حرب غزة حيث ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من 80 في اليوم إلى 400 في بعض الأحيان حالياً. 

وقال ابن منصور أنه "لا يقل عدد من يدخلون الإسلام بشكل يومي عن الثلاثمائة مسلم فرنسي جديد، وقال أحمد منص: ما يعني أن عدد ممن دخلوا الإسلام في فرنسا وحدها على أقل تقدير منذ اندلاع طوفان الأقصى وخلال ما يقرب من شهرين حوالي 20 ألف شخص أغلبهم من الشباب” وفق تحليل أحمد منصور.
التعليقات (0)