صحافة دولية

موقع أسترالي: ماذا يريد بوتين من الإمارات والسعودية؟

من غير المرجح أن تؤتي جهود بوتين ثمارها من حيث إغراء الإمارات والسعودية بالانجراف نحو روسيا
من غير المرجح أن تؤتي جهود بوتين ثمارها من حيث إغراء الإمارات والسعودية بالانجراف نحو روسيا
‌نشر موقع "آسبي ستراتيجيست" الأسترالي تقريرًا يتناول دور الإمارات والسعودية في تحقيق استراتيجيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط، من خلال التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي، والذي يسعى بوتين من خلاله لتوسيع تأثير روسيا في المنطقة.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن بوتين زار الإمارات والسعودية الأسبوع الماضي في محاولة لتوسيع العلاقات مع الدولتين الغنيتين بالنفط وإظهار أنه ليس معزولاً كما يصوره الغرب.

وأوضح الموقع أن زيارته إلى الدولتين الخليجيتين كانت المرة الثانية التي يغامر فيها بالخروج من روسيا، منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جريمة حرب مزعومة تتمثل في الترحيل والنقل غير القانوني للأطفال الأوكرانيين.

ومثل روسيا، فإن الإمارات والسعودية ليستا أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ولذلك وجد بوتين أنه من الآمن زيارة هذين البلدين، تمامًا كما فعل عندما زار الصين في تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث جاءت مغامرته على خلفية تطورين إقليميين مهمين.

اظهار أخبار متعلقة


وأشار الموقع إلى أن التطور الأول هو استياء الدول العربية المتزايد من الولايات المتحدة لعدم قيامها بما يكفي لوقف حرب غزة، والرغبة في إعادة التوازن إلى العلاقات مع واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن، الذي لم يقبلوه مثل أسلافه، وكان بوتين حريصًا على إظهار أنه لا يزال زعيمًا جوهريًّا على المسرح العالمي، على الرغم من كل مشاكل سياسته الداخلية والخارجية بسبب حربه في أوكرانيا والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا.

وتابع الموقع بأن بوتين سارع إلى تبني موقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تمثل 57 دولة إسلامية من خلال الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ساعيًا إلى توسيع العلاقات مع المجال العربي في مواجهة النفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة. وذلك رغم علاقاته الجيدة السابقة مع "إسرائيل" والتفاهم غير الرسمي للسماح لها بالعمل بحرية في سماء سوريا لاستهداف قواعد إيران وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

وأكد الموقع أن التطور الآخر هو انخفاض أسعار النفط، فمنذ تموز/ يوليو الماضي، يحاول تحالف الدول العربية المنتجة للنفط وروسيا، المعروف باسم "أوبك بلس"، رفع سعر خام برنت إلى حوالي 100 دولار للبرميل، وقد لعبت السعودية وروسيا أدوارًا رئيسية في هذا الجهد، حيث خفضا إنتاجهما النفطي بمقدار مليون و600 ألف برميل يوميًا، على التوالي.

ومع ذلك، فإن سعر خام برنت اليوم يحوم حول 75 دولارا للبرميل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وزيادة التركيز على مصادر الطاقة المتجددة في معظم العالم المتقدم.

وأفاد الموقع بأنه في حين تستطيع السعودية والإمارات التعامل مع انخفاض الأسعار، نظرًا لقيمة صناديق الثروة السيادية لكل منهما التي تتراوح بين 776 و853 مليار دولار أمريكي، فإن بوتين في حاجة ماسة إلى المزيد من الإيرادات لتمويل حربه في أوكرانيا والحد من ردود الفعل المحلية الناجمة عن التكلفة المتزايدة للحرب والتدهور الاقتصادي الداخلي، وقد كان حريصًا على إبرام صفقات نفطية وتجارية خلال زياراته للسعودية والإمارات بغرض زيادة الإيرادات.

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف الموقع أن كلًا من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد والزعيم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان كانا مهتمين مثل بوتين بالتعاون ضمن "أوبك بلس" للحفاظ على مستوى إنتاج النفط الذي يتناسب مع ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى رغبتهما في استغلال زيارة بوتين لإرسال رسالة قوية إلى واشنطن بشأن طريقة تعاملها مع أزمة غزة.

ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن تؤتي جهود بوتين ثمارها من حيث إغراء الإمارات والسعودية بالانجراف نحو روسيا؛ حيث تتمتع الدولتان، مثل العديد من نظيراتهما العربية في المنطقة، بعلاقات مالية وتكنولوجية واقتصادية وتجارية واستثمارية وأمنية راسخة مع الولايات المتحدة، وروسيا ليست بأي حال من الأحوال في وضع يسمح لها بالعمل كبديل ذي مصداقية.. ورغم استياء أبوظبي والرياض من واشنطن، فإنهما لم يقدما حتى الآن أي تعبير عملي عن استيائهما، واقتصرت اعتراضاتهما غالبًا على المستوى الخطابي. لكن هذا لا يعني أنهم لا يرغبون في اللعب بورقة روسيا أو الصين من وقت لآخر لتفادي ضغوط واشنطن بشأن قضايا حقوق الإنسان أو المشاعر المعادية لـ"إسرائيل".

التعليقات (0)