سياسة عربية

السودان: ضابط مخابرات يوقف برنامجا استضاف إصلاحيا!

 غازي صلاح الدين زعيم التيار الإصلاحي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان
غازي صلاح الدين زعيم التيار الإصلاحي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان

 قال معد ومقدم برامج تلفزيونية سوداني، اليوم الثلاثاء، إن السلطات السودانية أوقفت برنامجه بفضائية "أم درمان" المستقلة على خلفية استضافته لزعيم التيار الإصلاحي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، غازي صلاح الدين، الذي أعلن انشقاقه وتأسيسه حزباً جديداً قبل أيام.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أكد عبد الباقي الظافر، معد ومقدم برنامج (صالة تحرير) الذي يعرض يومياً على فضائية أم درمان، "أن ضابطاً بجهاز الأمن والمخابرات اتصل هاتفياً بمدير الفضائية حسين خوجلي، بعد أقل من ساعة من انتهاء عرض البرنامج وأخبره شفهياً بإيقاف عرضه نهائياً، ومنعي من الظهور في أي برنامج آخر على الفضائية"، على حد قوله.

وأضاف الظافر الذي يشغل أيضاً منصب مستشار التحرير في صحيفة "الأهرام اليوم" السودانية، ويحظى برنامجه الحواري بنسبة مشاهدة عالية أن "الضابط هدد بإغلاق الفضائية نهائياً في حال تم بث البرنامج مجدداً أو سمح لي بالظهور في برنامج آخر"، حسب تعبيره.

وأعلن زعيم التيار الإصلاحي غازي صلاح الدين قبل أيام انشقاقه وتأسيسه لحزب جديد كرد على توصية من المكتب القيادي بالحزب بفصله بجانب اثنين آخرين وتجميد عضوية 9 من تياره بسبب مذكرة رفعوها للرئيس عمر البشير نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي تطالب بإصلاحات لتدارك الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وقتها وخلّفت عشرات القتلى.

ومن أبرز مطالب المذكرة الوقف الفوري للإجراءات الاقتصادية المتبعة التي أشعلت الاحتجاجات، وتشكيل آلية وفاق وطني والتحقيق في مقتل المحتجين وإطلاق الحريات العامة.ولم يستجب البشير للمذكرة، بل هدد بمحاسبة الموقعين عليها بوصفها "خروجاً عن المؤسسية ونوعا من الوصاية على الحزب، وتدعم القوى المعادية داخلياً وخارجياً والساعية لإسقاط النظام".

ولم تعلّق السلطات السودانية، على ادعاءات معد ومقدم البرنامج. واندلعت بالسودان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي أقوى احتجاجات شعبية منذ وصول الرئيس عمر البشير إلى السلطة في 1989
بسبب خطة حكومية شملت رفع الدعم عن الوقود ما ترتب عليه زيادة في الأسعار تتراوح ما بين 65 – 95 % وخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة 30 %.وخلفت الاحتجاجات التي استمرت نحو أسبوعين 70 قتيلاً، بحسب الإحصائيات الرسمية، و200 قتيل، بحسب إحصائية منظمة العفو الدولية، وهو رقم قريب من الذي أورده تحالف المعارضة الذي اتهم الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين.وتنفي السلطات اتهام المعارضة وتلقي باللائمة على عناصر تابعة للحركات المتمردة قالت إنها اندست وسط المحتجين.
التعليقات (0)