صحافة دولية

تلغراف: كرة القدم تكشف عن حجم الإستقطاب في مصر

أحمد عبد الظاهر لاعب الاهلي المصري يرفع شعار رابعة - الأناضول
أحمد عبد الظاهر لاعب الاهلي المصري يرفع شعار رابعة - الأناضول


باتت الرياضة تؤثر على السياسة في مصر وتعبر عن الإستقطاب السياسي الحاصل فيها خاصة بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز (يوليو) الماضي. هذا ما تراه صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية التي تناولت  الجدل الذي أثاره لاعب نادي الأهلي الذي رفع شعار رابعة بعد تسجيله في مباراة كأس الأندية الإفريقية. فبدلا من أن توحد الكرة المصريين في وقت يحتاجون فيه إلى الإتحاد كشفت حركة اللاعب الأهلاوي عن انقسام عميق داخل المجتمع المصري، بين قطاعات واسعة من الشعب والمؤسسة السياسية المدعومة من العسكر. 
وعمقت الإجراءات التي اتخذها النادي ضد لاعبه أحمد عبدالظاهر من الأزمة. ويعتبر عبدالظاهر واحداً من  اثنين من كبار لاعبي الفريق ممن يدعمون قضية الإخوان المسلمون ويعارضون التحرك العسكري ضد حكومة الرئيس مرسي. وقد اختار عبدالظاهر رفع شعار رابعة عندما سجل هدف الفوز ضد فريق أورلاندو بايريتس، الجنوب أفريقي. وبات شعار اليد المرفوعة بأربع أصابع تعبيرا عن  الاستنكار لمذابح الأمن المصري ضد المعتصمين في رابعة، حيث قتل أكثر من ألف متظاهر وجرح ألوف أخرون في أب (أغسطس) الماضي عندما داهم الأمن مخيماتهم السلمية. وقد اختار المتظاهرون بالشرعية الشعار ليكون علامة على اعتصاماتهم وتظاهراتهم في كل أنحاء مصر والعالم. 
ولاحظت الصحيفة أن حركة عبدالظاهر بدا وكأنها مرت بدون تعليق مع أن كاميرات التلفاز قد التقطتها. ويبدو أن وزير الرياضة طاهر أبو زيد لم يكن راغبا بإفساد فرحة الجماهير بالفوز، ولهذا قال بعد ذلك أن " فوز الأهلي بالبطولة هي أكبر من شارة عبد الظاهر"،  وأضاف "هذه لا تهم ما يهم هو فوز الأهلي". وكما تشير الصحيف فبحلول يوم الإثنين يبدو أن أبو زيد وأسياده قد غيروا موقفهم، خاصة ان  حادثة عبدالظاهر ليست الأولى فقبلها بأيام صدر بمنع بطل مصر للكونغ- فو من المباريات الدولية وجرد من ميداليته بعد أن  رفع شعار رابعة في أثناء تلقيه ميدالية الفوز في موسكو. 
ويقول كاتب التقرير أن السلطات الكروية ترفض استخدام الشعارات السياسية او التجارية في الملاعب خاصة عندما يتم تسجيل أهداف. ومن هنا طالب أبو زيد النادي الأهلي  باتخاذ خطوات ضد اللاعب. وطالب أبو زيد بتحقيق في تصرف اللاعب، حيث قال أنه ينتظر من النادي التحرك. وتقول الصحيفة أن مطالب الوزير لقيت معارضة داخل النادي، وقرار  إدارته بتعليق مشاركة عبدالظاهر بمباراة غير مهمة ضمن التأهل لكاس العالم كان نوعا من التنازل لحل الأزمة. وانتشرت تقارير على الإنترنت تتحدث عن تهديدات مسؤولين في النادي من بينهم رئيس إدارته هادي خشبة بالإستقالة حالة أذعن النادي للضغوط السياسية ومعاقبة عبدالظاهر. 
ويرى التقرير ان الحادث الأخير يناقض تأكيدات السلطات المدعومة من العسكر والتي تقول أن كل الشعب متحد ضد الأخوان المسلمون، بل في الحقيقة فإن المجتمع المصري لا يزال يعيش حالة من الاستقطاب. وتقول الصحيفة أن تخفيف القيود التي كانت مفروضة على الإخوان خلال حكم حسني مبارك الطويل تعني أن للإخوان مؤيدين من الشخصيات العامة في مصر. ومن أهم الأمثلة محمد أبو تريكة الذي يعتبر "ديفيد بيكام" المصري، وكابتن الأهلي والفريق الوطني، ولم يمسه أحد حتى في ظل الهستيريا المضادة للإخوان التي تعيشها مصر. وهناك مع ذلك ثرثرات ضده في مواقع الإتصال الإجتماعي  على الرغم من تسجيله الهدف الأول للنادي، ولكنه لم يظهر بعد الفوز ليتسلم الكأس من وزير الرياضة.
0
التعليقات (0)