سياسة عربية

شباب المجاهدين الصومالية تتباهي بتحويل برمنجهام لساحة تجنيد

حركة الشباب الصومالية
حركة الشباب الصومالية

ذكرت صحيفة "ديلي ستار" في عددها الصادر الاثنين أن "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" أصدرت شريط فيديو جديدا تتباهى فيه بتحويل بيرمنغهام، ثاني أكبر مدينة في بريطانيا، إلى ساحة للتجنيد.

وقالت الصحيفة إن الحركة سمّت في شريط الفيديو الذي استغرق ساعة كاملة، المدن والبلدات البريطانية كمصدر لمقاتليها، وحثّت فيه "الإرهابيين المحتملين على استخدام السكاكين البسيطة من المتاجر حين لا يملكون القدرة على الوصول إلى المتفجرات".

وأضافت الصحيفة أن الحركة حثّت المسلمين في شريط الفيديو على "القتال في الصومال أو شن حرب أسمتها هجوم ووليتش: العين بالعين، وأشادت بقتل الجندي البريطاني، لي ريغبي، في منطقة ووليتش الواقعة جنوب شرق العاصمة البريطانية لندن على يد اثنين من المتطرفين الإسلاميين في أيار/مايو الماضي، واعتبرته واقعاً جديداً ومرعباً".

ولفتت الصحيفة إلى أن حركة الشباب الصومالية ترتبط بتنظيم "القاعدة"، ومسؤولة عن الهجوم على مركز التسوق (ويستغيت) بنيروبي في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي أدى إلى مقتل نحو 79 شخصاً، استخدمت موقعي فيسيوك وتويتر لتجنيد المتطرفين.

ونسبت إلى، رافائيلو بانوتشي، الخبير في شؤون "الإرهاب" والباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن المتخصص في الدراسات الأمنية والدفاعية، قوله "ليس هناك شك في أن متطرفين من بيرمنغهام سافروا إلى الخارج للجهاد، وهذا الشريط يبين أن الصومال هي واحدة من وجهاتهم".

وأضاف بانوتشي أن مدينة بيرمنغهام يعيش فيها  "خليط حقيقي من المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وتقوم حركة الشباب الصومالية باجتذاب المجندين الذين ليسوا بالضرورة من الصومال أو حتى من أصول افريقية ومن دول مثل باكستان".

ويتناقض الشريط مع التحليل الذي نشرته صحيفة "أوبزيرفر" يوم الأحد عن الأزمة الداخلية التي تعاني منها حركة الشباب، وجاء في التحليل أن حركة الشباب تعيش حالة من الإنقسام والإقتتال الداخلي، فيما يتم استهداف المقاتلين الأجانب الذين تطوعوا في صفوفها بناء على أوامر من قائدها أحمد غودان (36 عاما). ونقلت صحيفة "أوبزيرفر" قصة عبدالحميد داعار الذي كان يعيش في تورنتو عندما  بدأ رحلته للجهاد في الصومال وهو في عمر 23 عاماً. ومع أن داعار كان يحلم بالسفر ويشعر بالبهجة أن حلمه تحقق إلا أنه بدأ يرى اصدقاءه يتساقطون ويُقتل الواحد بعد الآخر، وأخذ هو نفسه يشعر بالخوف أنه سيموت مثلهم. وظل في هذه الأثناء يرفض مناشدات أمه وإخوته للعودة وترك الحركة حتى أذعن أخيراً وعاد. ويقول داعار إن غودان والمعروف أيضاً بمختار أبو الزبير، إن الأخير بدأ يشعر بوجود "أعداء في كل مكان، وأخذ يوجه اتهامات للمقاتلين بالتجسس بشكل لم يعد أحد يشعر بالأمن"، وعلى الرغم من ترك الكثير من المقاتلين للحركة وموت آخرين إلا أنها لا تزال تواصل عملياتها مشيراً إلى عملية نيروبي الأخيرة، وأكد داعار أن هناك عمليات أخرى قد تنفذ في بلدان أخرى لأن هذا ما يريده "أبو الزبير، فهذه هي مهمته، وظللنا نقول إنه سيواصل مهمته حتى تقتله طائرة بدون طيار".

ويعتبر داعار واحداً من عدد من المتطوعين الأجانب أو من الصوماليين الذين يعيشون في المهجر ممن تركوا حركة الشباب التي تمر بمرحلة صعبة. ومنذ أن ترك شرق إفريقا تنقل داعار ما بين أمستردام وروما ولن يذهب إلى بريطانيا أو الولايات المتحدة حتى لا ينتهي في سجن أو ما يشبه "غوانتانامو".

 وتقول الصحيفة إن الهروب من الحركة والإنقسام الداخلي يحدث في وقت تواجه فيه الحركة حملة سيقوم بها الاتحاد الإفريقي، ذلك أنها تحتاج إلى دعم من القبائل وجنود تحضيراً للمعركة. وعلى الرغم من الدعاية الإعلامية الواسعة التي حصلت عليها الحركة بعد عملية "ويستغيت" في نيروبي، والتكهنات البريطانية حول دور ما أطلق عليها اسم "الأرملة البيضاء" زوجة أحد منفذي هجوم  لندن في 7/7/2005  وقدرة رجالها على التواصل وبلغة انكليزية جيدة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إلا أن هذه الدعاية لم تكن بدون ثمن فقد جلبت معها انتباه  الغرب، فمحاولة القوات الأمريكية الخاصة "سيل" قتل أو اختطاف عبدالقادر محمد عبدالقادر (عكرمة) وإن فشلت لكن الولايات المتحدة نجحت لاحقا باغتيال  ابراهيم عبدي من خلال طائرة بدون طيار. وأدى الخوف من خطر حركة الشباب بالغرب لمزيد من التعهدات من مثل تعزيز مهمة قوات الإتحاد الإفريقي وتوسيع برامج تدريب القوات الصومالية كي تكون قادرة على مكافحة الإرهاب، وكذا توسيع الدعم لدول الساحل خاصة أن هناك صلة لاحظتها الأجهزة الأمنية الغربية بين حركة الشباب والجماعات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وبوكو حرام النيجيرية.

ولاحظ تقرير أعده المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الكيفية التي أثرت فيها الصراعات الداخلية على وضع حركة الشباب، حيث فقدت الحركة عدداً من قادتها، ومنهم  شيخ حسن طاهر عويس، الذي كان ينظر إليه كراع للحركة لكنه ابتعد عن التيار المتشدد فيها، وهو الآن في عهدة الحكومة الصومالية، فيما قتل مؤسس الجماعة وهو إبراهيم الأفغاني بداية هذا العام، وهرب المتحدث باسم الحركة وهو مختار روبو الى قبيلته الراهنوين. وقالت تقارير إن من بين الضحايا زعيمان أجنبيان وهما عمر الحمامي، مواطن أمريكي، وحبيب الغاني أو أسامة البريطاني. وكان حمامي وهو مواطن من الباما الأمريكية قد حث حركة الشباب على التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي. وفي أخر رسالة  له على "توتير" جاء فيها أن "أبو الزبير أصبح مجنونا وبدأ حرباً أهلية" داخل الحركة.

وفي الوقت الذي تعهد فيه أبو الزبير بنشر راية الجهاد في العالم، إلا أن هناك شكوكاً حول قدرة حركته التي يقدّر عدد مقاتليها بما بين 10-12 ألف مقاتل. وفي الوقت الذي فقد فيه أبو الزبير عدداً من قادته إلا انه لا يزال يحتفظ  بولاء رئيس الجهاز الأمني "أمنيات" ماهاد محمد علي (كاراتيه). وقد أدت خسارة الحركة لمساحات من الأراضي إلى فقدانها عائدات مالية ضخمة من تجارة الفحم الحجري. وقد اسعاذات عنها بالقرصنة وتجارة العاج والمخدرات التي  تدر عليها عائدات بقيمة مليون دولار سنويا.

 

التعليقات (0)