سياسة دولية

إسرائيل تتطلع للتعاون مع الخليج لمواجهة إيران

الدول الست الكبرى وإيران في جنيف (محموعة 5+1) - أ ف ب
الدول الست الكبرى وإيران في جنيف (محموعة 5+1) - أ ف ب


رغم انتقادها الشديد للاتفاق المؤقت الذي وقعته كل من بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي، إلا إن إسرائيل تنوي محاولة التأثير على الاتفاق النهائي، الذي من المفترض أن تبدأ المفاوضات حول صياغته بعد ستة أشهر، كما تتطلع لتنسيق خطواتها لمواجهة النووي الإيراني بالتعاون مع دول الخليج العربية..

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العالم "أصبح أكثر خطراً بعد التوقيع على الاتفاق"، مشيراً إلى أن ما أقدمت عليه الدول الكبرى كان " خطأً تاريخياً ".  ونوه نتنياهو الذي كان يتحدث لدى بدء الجلسة الأسبوعية لحكومته إلى أن الاتفاق يضمن بقاء كل مركبات البرنامج النووي تحت سيطرة إيران. وحذر نتنياهو من أن يؤدي رفع العقوبات الجزئي عن إيران إلى تشجيعها على استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي تراه مناسباً.


تعديلات على الاتفاق في الساعة الأخيرة


من ناحيته كشف وزير الشؤون الاستخبارية يوفال شطينتس النقاب عن إن إسرائيل نجحت في تعديل مسودة الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران قبل ساعات من انجازه، مشيراً إلى إن إسرائيل تمكنت من إملاء بعض التعديلات المهمة. 

 ونقلت الإذاعة العبرية الثانية صباح الأحد، عن شطينتس  قوله أن إسرائيل ستواصل مراقبة وتعقب البرنامج النووي الإيراني وتكثيف التنسيق مع القوى العالمية لضمان التخلص من القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل.

التأثير على الاتفاق النهائي

من ناحيته قال وزير المالية الإسرائيلي يئير لبيد إن إسرائيل مطالبة الآن بالعمل من أجل التأثير على مضامين الاتفاق النهائي الذي يفترض أن يتم التوصل إليه مع إيران بعد ستة أشهر.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، قال لبيد إن الدرس الذي يتوجب علينا تعلمه هو ضرورة العمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة من أجل أن نضمن أن يؤدي الاتفاق النهائي مع إيران إلى تجريدها تماماً من الإمكانيات التي تضمن حصولها على سلاح نووي.


التحذير من " القنابل القذرة "


وفي مسعى واضح لمواصلة الضغط على المجتمع الدولي حذر وزير الجيش في الكيان الإسرائيلي موشيه يعلون من قيام إيران بتصنيع " قنابل قذرة "، مستغلة سماح الاتفاق الأخير لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم.
ونقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الأحد عن يعلون قوله إن الإيرانيين بإمكانهم تسليم "القنابل القذرة" لعملائهم لاستخدامها ضد الغرب أو تزويدها للتنظيمات "الإرهابية".
وزعم يعلون إن "إسرائيل" والدول الغربية تعتبر أن حصول التنظيمات "الإرهابية" على "القنابل القذرة" خطراً إستراتيجياً يتوجب الحيلولة دون تحققه.

وأشار الصحيفة إلى أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية انفقت ملايين الدولارات في سعيها لفحص ما إذا كانت التنظيمات الجهادية قد حصلت بالفعل على مواد مشعة، تمكنها من إنتاج "القنابل القذرة".


البحث عن حلفاء جدد


من ناحيته  قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن الاستنتاج الذي توصلت إليه إسرائيل في أعقاب تفجر مشكلة النووي الإيراني هو ضرورة السعي للعثور على  حلفاء جدد، مشيراً إلى أن  تراجع مكانة الولايات المتحدة يقلص من قدرتها على الإسهام في تحقيق المصالح الإسرائيلية. وقال في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الأحد: "لقد دلت التجربة على أنه يتوجب الاعتماد على الولايات المتحدة فقط في تحقيق المصالح الإسرائيلية، بل يتوجب البحث عن حلفاء جدد بناءً على مصالح مشتركة، تقوم على "مبدأ خذ وهات".

وأوضح ليبرمان إن حقيقة مواجهة الولايات المتحدة لكثير من بؤر التوتر في العالم بات يقلص من التقاء المصالح بينها وبين إسرائيل، منوهاً إلى  أن وجود 57 دولة إسلامية في العالم يقلص من قدرة إسرائيل على المناورة في الساحة الدولية.

وأضاف ليبرمان: " يتوجب على إسرائيل عدم البحث عن تحالفات مع دول تحتاج مساعدات مالية من العالم الإسلامي، بل دول معنية بالاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في مجال التقنيات المتقدمة  والزراعة".
وشدد ليبرمان على ضرورة توظيف علاقات إسرائيل الدولية في التأثير على الدول التي تفاوض إيران من أجل اقناعها بإجبار إيران على الموافقة على اتفاق يشبه اتفاق نزع السلاح الكيماوي السوري، واصفا إياه بأنه "اتفاق مثالي" لأنه لم يضمن فقط التخلص من جميع السلاح الكيماوي، بل ضمن أيضاً التخلص منه خارج الحدود السورية.


التقاء مصالح مع الخليج


من ناحيته  قال وزير الشؤون الاستخبارية الإسرائيلي يوفال شطينتس أن هناك التقاء مصالح واضحا بين إسرائيل ودول الخليج الراغبة في منع إسرائيل من امتلاك السلاح النووي.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الأحد قال شطينتس إن "إسرائيل" مطالبة بالبحث عن وسائل للتنسيق مع دول الخليج دول أخرى من أجل بناء تحالف واسع لمواجهة الخطر الإيراني.
 وكان كل من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق البرفسور ألون ليفين والباحث يوفال بوسموت قد دعيا في مقال مشترك إلى وجوب توظيف مخاوف بعض دول الخليج من مخاطر المشروع النووي الإيراني في تحقيق مصالح إستراتيجية لإسرائيل.

وجاء في المقال الذي نشر في عدد شهر نوفمبر من مجلة "سيكور البحثية" أنه يتوجب  تجنيد دول الخليج للضغط على الغرب لاستخدام الخيار العسكري ضد طهران، وتحسين العلاقات مع تل أبيب، وإقناع الفلسطينيين بتقليص سقف مطالبهم السياسية والتعاون في إيجاد مخرج للأزمة السورية بما يتفق مع المصالح الإسرائيلية.

ويرى ليفين وبسموت أنه يتوجب على دول الخليج التحرك لممارسة الضغوط على الغرب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، على اعتبار أن قدرة دول الخليج على ممارسة الضغوط على الغرب أكبر من قدرة إسرائيل، سيما في ظل وجود إدارة الأمريكية تنأى بنفسها عن الفعل العسكري.
 
التعليقات (0)