سياسة عربية

لبنان يخشى تحول أماكن سكن السوريين لمخيمات

لاجئون سوريون - الفرنسية
لاجئون سوريون - الفرنسية
على مشارف بلدة عرسال اللبنانية الجبلية تنتشر خيام بيضاء تحمل إسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تهزها رياح الشتاء بينما يركض بعض الأطفال أمام المراحيض وصنابير المياه.
وعلى الرغم من أن هذا الموقع يمثل مخيما للاجئين في جميع نواحيه لكن مسؤولين يقولون إنه ينبغي تجنب وصفه بذلك.
يأوي الموقع نحو 350 شخصا فروا من الحرب الأهلية في سوريا وهو أول موقع تديره الأمم المتحدة رسميا يؤسس من أجل السوريين الفارين الى لبنان ومزود بمياه شرب ودورات مياه وبعض الخدمات الأخرى.
لكن في مؤشر على فرط الحساسيات تجاه ما يتعلق باللاجئين في لبنان تبذل السلطات كل ما في وسعها لاستبعاد فكرة أنه موقع مستقر للإقامة لفترة طويلة.
وقال عامل إغاثة يرافق الصحفيين في جولة لتفقد الموقع اليوم الجمعة "هذا ليس مخيما إنه موقع ترانزيت مؤقت".
ويزداد قلق دول المنطقة من الأعداد الضخمة للسورين الذين يصلون إلى أراضيها ويستنزفون مواردها ويثيرون توترات محلية.
غير أن اللبنانيين لديهم أسبابهم الخاصة التي تدعوهم للقلق في ضوء تاريخهم الطويل الزاخر بالمشكلات مع اللاجئين فضلا عن المناخ الطائفي المحتقن في لبنان.
وكان آلاف الفلسطينيين فروا إلى لبنان عام 1948 وأقاموا فيه مخيمات وخاض معظمهم الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما. وقاتل الجيش اللبناني مسلحين متمركزين في أحد المخيمات الفلسطينية عام 2007.
وليس من شأن أي تلميح بأن السوريين قد يقيمون هناك إلا أن يؤجج هذه المخاوف إذ يلقي بعض المسؤولين اللبنانين اللوم على اللاجئين بخصوص ارتفاع معدلات الجريمة.
وقال مدير مشروع (الاستجابة للحالة السورية) في وزارة الشؤون الاجتماعية مكرم ملاعب إن النظام السياسي اللبناني ذو طابع طائفي مما يدفع إلى توخي الحذر عند تقييم جدوى تلك المخيمات.
وأضاف أن هناك أسبابا أمنية أيضا حيث يمكن أن يقيم مسلحون في هذه المخيمات.
وشهد لبنان بالفعل اشتباكات بين مقاتلين يؤيدون طرفي الحرب الأهلية السورية. ويخشى المسؤولون من أن يحول مقاتلو المعارضة السوريين مراكز اللاجئين إلى مخيمات متكاملة مما يزيد من انجرار لبنان إلى الصراع.
وحتى إنشاء هذا المخيم انتقل اللاجئون السوريون إلى مبان تحت الانشاء أو منازل أصدقائهم أو خيام ووحدات إيواء مؤقتة.
ويظهر تميز الموقع الجديد عند مقارنته بالمخيمات البدائية لما يتمتع به من أرض ممهدة وخيام موحدة فيما يقول سكانه إنهم يحصلون على مياه شرب ووجبات مناسبة بل إن دورات المياه بها أدوات للتنظيف.
وقال ملاعب إن لبنان ما زال يتبع سياسة عدم إنشاء المخيمات ولكن هذا استثناء.
وأضاف أنه كان من المتوقع نقل اللاجئين إلى أماكن ضيافة أخرى في لبنان مثل المباني المهجورة أو غير المكتملة في غضون أسبوعين من وصولهم.
ولكنه قال إنه ليس هناك مواعيد محددة فيما قال لاجئون لرويترز اليوم الجمعة إنه ليس لديهم خطة للمغادرة.
وقال عبيدة الزهوري (15 عاما) إنه وصل مع خمسة من أفراد أسرته قبل أسبوعين بعد أن بدأت الطائرات المقاتلة التابعة للحكومة السورية في قصف المكان الذي كان يقيم فيه ببلدة يبرود السورية.
وأضاف الزهوري الذي يرتدي سترة جلدية تحميه من البرد "لا نعلم ما هي الخطوة التالية، هناك 70 أسرة هنا في المخيم ولم يخرج أحد".
وقالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي إن المفوضية حددت الأراضي وخصصت الأموال اللازمة لبناء 17 موقعاً مماثلاً في لبنان.
وأضافت "المسألة لا تتعلق باستعداد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. بل تتعلق بتوقيت إعطاء الحكومة الضوء الأخضر".
التعليقات (0)