صحافة إسرائيلية

بروفيسور إسرائيلي يقرأ الصراع السني – الشيعي

صحافة اسرائيلية
صحافة اسرائيلية
يتناول  البروفيسور الاسرائيلي د. رؤوبين باركو مسألة النزاع السني الشيعي في المنطقة وتأثيراتها.

ويعتقد باركو بعد استشهاده بكتاب "المنهج الحركي للسيرة النبوية" للشيخ منير الغضبان، ان الخلافة الاسلامية قد انتقضت لتصبح دولا قومية مصنوعة، وأصبحت في المدة الاخيرة الوحدات الأساسية القبلية ومنها ستعود السيرة الاسلامية الى نجاحها. ويجتمع أمام أعيننا نشطاء ارهاب في الجيوب المختلفة في العالم بحسب الصيغة السحرية الاسلامية كما نرى حقا في قصة للشاعر غيته عن الساحر الذي حطم الكناس الذي هدد باغراق البركة.

هذه الخلافة تتنازعها جماعتان، كل منهما عدوة الأخرى؛ الشيعة الذين يعملون الآن مع جهاز هجومي قاعدته ايران التي تتسلح بسلاح نووي، والسنيون الذين قاعدتهم في الأساس هي السعودية التي هي الآن في استعداد لصد الإيرانيين.
وفي نبرة لا تخلو من التحريض يقول باركو إن "المسيحيين في منطقتنا الذين كانوا يحلمون بقومية تتجاوز الأديان أصبحوا يهربون. وتحول العراق وسوريا ولبنان (الى جانب اليمن والبحرين وأهداف انتشار ايرانية اخرى) الى ميادين القتال الرئيسة بين المسلمين الشيعة والسنيين".

ويعتقد باركو ان "الجهد الشيعي متصل من طهران الى بغداد فدمشق فبيروت. وبازائه أصبح العالم السني في الشرق الاوسط في حرج. إن الدول العربية السنية وفي مقدمتها السعودية تؤيد بالطبع السنيين في دول المواجهة، لكن منظمات متطرفة مثل القاعدة التي يكرهها الغرب تفعل ذلك ايضا وهذه المنظمات تُعرض الدول السنية لمعضلة تأييد بسبب الحاجة الى دعم امريكي غربي في مواجهة التهديد المركزي وهو ايران".

وفيما يلي نص المقال المنشور في صحيفة "اسرائيل اليوم" الأربعاء:

نشر أحد أفراد الاخوان المسلمين في سوريا، وهو الشيخ منير الغضبان، في 1983 كتابه "المنهج الحركي للسيرة النبوية". إن هذا المؤلف الآسر يتوقع المستقبل بواسطة الماضي. وقد كان هذا الكتاب بالنسبة للشيخ عبد الله عزام، الموجه الفلسطيني لابن لادن، علامة طريق اجماعية في صوغ مبدأ منظمة القاعدة و"الاخوان" في طريقهم الى تحويل العالم الى الاسلام.

وفي الملخص يصف الشيخ الغضبان اربع مراحل في سيرة النبي محمد لجمع القوة وبناء الدولة الاسلامية كانت مصحوبة بالقضاء على الوجود اليهودي والمسيحي في منطقتنا، ولما كان هذا التراث نابعا من الوحي الالهي فهو صيغة منتصرة. ويجب على المسلمين الذين تركوها فتحطموا أن يسيروا عليها لاستعادة عظمة الاسلام العالمية.

يرى هذا التصور أن الخلافة الاسلامية قد انتقضت لتصبح دولا قومية مصنوعة، وأصبحت في المدة الاخيرة الوحدات الأساسية القبلية ومنها ستعود السيرة الاسلامية الى نجاحها. ويجتمع أمام أعيننا نشطاء ارهاب في الجيوب المختلفة في العالم بحسب الصيغة السحرية الاسلامية كما نرى حقا في قصة للشاعر غيته عن الساحر الذي حطم الكناس الذي هدد باغراق البركة.

وبخلاف قصة غيته لا يوجد الى الآن ساحر يوقف السحر حتى ولا امريكا. في السحر الاسلامي السابق حدث خلل في القرن السابع حينما تنازع ورثة محمد وتم القضاء على الخليفة الرابعة علي وأبنائه، ومنذ ذلك الحين انقسم الاسلام الى قسمين: أنصار علي الذين يسمون الشيعة وهم موجودون في الأساس في ايران الفارسية وفي العراق وسوريا ولبنان. وفي المقابل السنيون الموجودون في منطقتنا في شبه الجزيرة العربية في الأساس وفي شمال افريقيا ومصر وسوريا والاردن والمناطق وشمال العراق ولبنان وتركيا.

في موازاة استرجاع القوة الاسلامية التي تقوم على تقليد "السحر" القديم، يعمل الآن "كناسان" عدو بعضهما لبعض على تحقيقه في صراع قاتل سيُبقي حاكما اسلاميا عالميا واحدا: الشيعة الذين يعملون الآن مع جهاز هجومي قاعدته ايران التي تتسلح بسلاح نووي، والسنيون الذين قاعدتهم في الأساس هي السعودية التي هي الآن في استعداد لصد الايرانيين. ويشير استعراض صورة الوضع في الشرق الاوسط الى الظواهر الآتية: إن المسيحيين في منطقتنا الذين كانوا يحلمون بقومية تتجاوز الأديان أصبحوا يهربون. وتحول العراق وسوريا ولبنان (الى جانب اليمن والبحرين وأهداف انتشار ايرانية اخرى) الى ميادين القتال الرئيسة بين المسلمين الشيعة والسنيين.

إن الجهد الشيعي متصل من طهران الى بغداد فدمشق فبيروت. وبازائه أصبح العالم السني في الشرق الاوسط في حرج. إن الدول العربية السنية وفي مقدمتها السعودية تؤيد بالطبع السنيين في دول المواجهة، لكن منظمات متطرفة مثل القاعدة التي يكرهها الغرب تفعل ذلك ايضا وهذه المنظمات تُعرض الدول السنية لمعضلة تأييد بسبب الحاجة الى دعم امريكي غربي في مواجهة التهديد المركزي وهو ايران.
 
إن الحيرة مع الامريكيين الذين يُصورون بأنهم خونة يتركون حلفاءهم السنيين أخذت تزداد. ففي حين لا يدعم الامريكيون السيسي المصري كما ينبغي، يميلون الى دعم اتفاق نووي مع ايران وتقوية حكم المالكي الشيعي في العراق وبقاء مكروههم الاسد العلوي في سوريا. وفي اثناء ذلك تزيد المنظمات الارهابية السنية في حدة المشكلة. فمنظمة القاعدة اتصلت بقبائل الأقلية السنية في الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار في شمال غرب العراق وأصبحت توقع خسائر فادحة بادارة المالكي الذي تدعمه ايران والامريكيون.
التعليقات (0)