صحافة دولية

مسلمو بريطانيا سيزيدون عن مسيحييها الملتزمين قريبا

بريطانيا تسمح بحرية تأسيس المدارس الإسلامية- أرشيفية
بريطانيا تسمح بحرية تأسيس المدارس الإسلامية- أرشيفية
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا أشار فيه دومنيك كيندي أن واحدا من كل عشرة أطفال في إنجلترا وويلز هو من المسلمين، وبني كيندي هذه النتيجة على تحليل المعلومات الواردة في إحصاء عام 2011.
ويرى التقرير أن "نسبة الأطفال المسلمين ممن هم تحت سن الخامسة تعتبر أعلى بمرتين من نسبة المسلمين في المجتمع بصورة عامة، في إشارة لمدى تأثير معدل الإنجاب على التركيبة السكانية في المملكة المتحدة.
وقال البروفيسور ديفيد فواس خبير الدراسات السكانية في جامعة إسيكس أن هناك إمكانية  لزيادة عدد المسلمين الملتزمين بدينهم على عدد المسيحيين الملتزمين، مضيفا "إنه أمر يمكن ان نتصوره".
وقد أصدر مكتب الإحصاءات الوطني تحليلا للأرقام يبين فيه التقسيمات الدينية والفئات العمرية، وهذه الأرقام التي اطلعت عليها صحيفة "التايمز" مأخوذة من الإحصاء العام لسنة 2011. وتبين الأرقام أن هناك 3.5 مليون طفل ما بين 0-4 سنوات منهم 320 ألف مسلم، أي بنسبة تزيد عن 9%؛ بينما لا تصل نسبة المسلمين من كل الأعمار إلى 5% من مجموع السكان.
وعلق البروفيسور ديفيد كولمان في جامعة أكسفورد على النسبة قائلا: "إنه رقم مذهل"، وأضاف "لقد كانت هناك هجرة كبيرة للمسلمين لفترة طويلة، فإضافة إلى الهجرة المستمرة من باكستان وبنغلاديش والهند كانت هناك هجرة من دول إفريقية ومن الشرق الأوسط. كما أن معدل الولادة بين المسلمين من أصول باكستانية ومن بنغلاديش لا تزال عالية مع أنها في انخفاض. وبالإضافة لذلك، فإن مستويات عدم الالتزام بالدين متدنية جدا بين المسلمين". ويبقى المسيحيون هم النسبة الأعلى في الأطفال ما بين 0-4 سنوات بعدد 1.5 مليون أي بنسبة 43%.
ولا يرى البروفيسور فواس أن المسلمين سيصبحوا أكثرية ولكنهم سيتركون أثرا في المجتمع حسب رأيه.
وذكرت وزارة التعليم أن هناك 136 مدرسة إسلامية منها 125 مدرسة خاصة. كما أن أول معرض للحم الحلال في بريطانيا أقيم في مركز إكسل في لندن جذب إليه 15000 زائرا. وهناك 1600 مسجد في بريطانيا.
ويقول ديل بارتون القسيس المسؤول عن كنيسة "سينت كلمنتس" في مدينة برادفورد: "هذه المنطقة كانت منطقة بريطانيين بيض من الطبقة العاملة قبل 50 عام. كلهم ذهبوا، بقيت حانتان بالكاد قادرتان على الصمود وهناك ناد للعمال والنادي الآخر أغلق. الحوانيت يملكها المسلمون ولا انتقد ذلك، وهم يفتحون في يوم عيد الميلاد".
وعلق ابراهيم مغرا السكرتير المساعد للمجلس الإسلامي في بريطانيا أن ازدياد عدد الأطفال المسلمين يعكس ثقة المسلمين في البلد مما يشجعهم على إنجاب أطفال وبناء عائلات هنا، ولكنه أشار "لا أريد من أبناء بلدي  الخوف من زيادة الأعداد". وقال "هذا الجيل هو جيل بريطاني ويشعر أفراده بالانتماء الكامل لهذا البلد، والموضوع لا علاقة له بتحول بريطانيا إلى بلد إسلامي ولكن المساحة التي تعطيها بريطانيا للمسلمين كي يمارسوا شعائر دينهم تؤدي إلى بناء الثقة لغالبية المسلمين، فبريطانيا بلد عظيم والانتماء له عظيم".
 ونقلت الصحيفة عن داني لوكوود محرر صحيفة "ذا برس" في باتلي – غرب يوركشاير قوله إن زيادة عدد المسلمين في حي كيركلس أدى لتحويل الحانات القديمة والمستشفيات والمدارس والبنايات المهملة إلى مساجد ومدارس ابتدائية إسلامية ومؤسسات إسلامية لخدمة حاجيات المسلمين، "وعندما تستطيع العائلات الاحتفاظ بأبنائها قريبا منها، فهناك تكريس واضح ويظهر من خلال الإنجاز المدرسي للأولاد؛ وهو أمر رائع". 
 ويقول كاتب التقرير إن تزايد أعداد الجيل المسلم الشاب ينعكس من خلال تنوع إثنيات الأولاد في المدارس، وقد أظهر تقرير أعده المجلس البلدي لمدينة بيرمنجهام وأشار إلى أن التلاميذ في المدارس يتحدثون بـ 108 لغة، والآلاف منهم يتحدثون بالبنغالية والأوردو والصومالية. وحذر فيليب لويس، مؤلف كتاب "شاب، بريطاني ومسلم" من لغة الأرقام التي تقول إن بين من كل عشرة أولاد بريطانيين ولد مسلم، مؤكدا على تنوع المسلمين الإثني حيث يضمون في لندن جاليات عربية وقبارصة أتراك غنية. وفي المناطق الحضرية في الشمال هناك واقع من الثنائية الثقافية من أبناء الطبقة العاملة من أصول كشميرية، ولا يوجد نفس التنوع المشاهد في لندن في مدن الشمال التي كانت مراكز لصناعة النسيج حسب الباحث.
التعليقات (0)

خبر عاجل