صحافة إسرائيلية

الصحافة الإسرائيلية تستذكر تاريخ شارون..عبقري وسفاح!

جدعون ليفي: شارون كان مجرم حرب بجميع المعايير الدولية (أرشيفية) - أ ف ب
جدعون ليفي: شارون كان مجرم حرب بجميع المعايير الدولية (أرشيفية) - أ ف ب
تركزت معالجات الصحافة الإسرائيلية الصادرة اليوم على وفاة رئيس الوزراء الأسبق آرائيل شارون، وبدا واضحاً الإشادة بمناقبه، بالرغم من إقرار بعض التحليلات والآراء بإقترافه للجرائم.

الكاتب شالوم يروشالمي قال في مقالته التي نشرتها صحيفة معاريف اليوم إنّ شارون كان "عبقرياً وسخياً ووحشياً"، مشيراً إلى أنه:"كان عبقريا عسكريا، يمكن أن تدرس حياته، بل وتدرس في كل كلية  عسكرية".

وتنقل الصحيفة عن الابن المتبنى لشارون، روني سحايق، قوله: "لقد نجح شارون في التغلب على العرب وكذا على اليهود الذين عارضوه من الداخل". 

أمّا شلومو أفنيري فقد امتدح شارون بمقالته في صحيفة هآرتس واصفاً أياه بـ"ديغول"،مشيراً إلى أن حياته "تعبر بقدر غير قليل عن التحولات التي مرت بها دولة اسرائيل. فكما تحول عضو (الهاغاناة) الشاب من قرية ميلل الى قائد مجيد والى جرافة مشروع الاستيطان والى رمز الاعتماد على القوة الاسرائيلي، كما تجلى ذلك بقراره على بدء حرب لبنان الاولى – تحولت اسرائيل ايضا من داود الذي يواجه جوليات الى قوة عسكرية اقليمية. بعد ذلك أدرك شارون – واسرائيل مثله ايضا – حدود القوة والأخطار الكامنة فيها".

ولفت إلى أن شارون "أدهش رفاقه في الليكود قُبيل الانفصال عن غزة بقوله إن استمرار السيطرة الاسرائيلية على المناطق سيء لا للعرب فقط بل لليهود ايضا – كان واضحا أن الواقعية والرؤية اليقظة للواقع لم تتغلبا فقط على ايديولوجية مشروع الاستيطان بل على الانتشاء بالقوة الذي ميز اسرائيل بعد 1967". 

"هآرتس"، جاءت افتتاحيتها معنونة بـ "إرث شارون"، معتبرة أنه "جسد أكثر من أي شخص آخر نزعة القوة والزعرنة الاسرائيلية". 

وأضافت الصحيفة "في انجازاته مثلما في اخفاقاته، كان شارون يجري الحكم لنفسه، يستخف بالمسؤولين عنه ويكذب في تقاريره". 

وعلقت الصحيفة على من أسمتهم "خليفتا شارون، ايهود اولمرت وبنيامين نتنياهو" متهمة إياهما بأنّهما "خرجا عن الخط الذي وضعه شارون". 

من جانبه قال ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت أنّ "الآثار التي خلفها شارون ضخمة"، مشيراً إلى أنه "لم يؤمن باتفاقات سلام ولم يكن يختلف بذلك عن كثيرين من أبناء جيله الذين نشأوا على السيف وصعب عليهم أن يقبلوا أي فلسطيني بصفة شريك. وآمن باجراءات من طرف واحد، فقد كانت تلائم طبيعته الفعالة وهدأت مخاوفه من حل خارجي، حل مفروض. 

بالمقابل اعترف الكاتب جدعون ليفي في مقالته التي نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم بأنّ  شارون "كان مجرم حرب بحسب جميع المعايير الدولية الرائجة".

وذكر ليفي انّ "ثمة جرائم حرب من قبية الى بيروت. ولم يغير شارون المتأخر ذوقه غير الاخلاقي لكنه أدرك بطريقته هو وهي طريقة القوة أن لذلك حدوداً". 

وأضاف "ربما جعلته امريكا جورج بوش يصحو وربما عرف أكثر من آخرين ما يجري في الجيش الاسرائيلي الذي تحول الى جيش شرطة واحتلال في جزء عظيم من عملياته يطارد الاولاد الصغار". 

وانتقد الكاتب عدم تعلّم اليمين الإسرائيلي لدرس شارون قائلاً"مهما تكن بواعثه فان صحوته كان يجب أن تعم اليمين الاسرائيلي درسا لكن ذلك لم يحدث".

وأكد أنّ "هذا هو فشل شارون غير الوحيد لأن أشجع الجميع لم ينجح في أن يورث أخلافه خوفه بل بالعكس، فالذين خلفوه يسيرون في طريق شارون الاول ويتجاهلون تراث شارون الثاني تجاهلا تاما".

ونوّه ليفي إلى أنّه "ربما أعوزته بضع سنوات قيادة اخرى كي يُثبت صحوته التي ربما بلغت ذروتها الممكنة (والنفسية) في الانفصال".

واستدرك قائلاً "لكن بعد أن غاب شارون في رقدته عادت اسرائيل لترقد هي ايضا وعادت لتسير في طريق شارون السابق المؤمن بالقوة والقاسي والعسكري".
       
التعليقات (1)
صفاء
الأربعاء، 15-01-2014 07:29 ص
يكفى مذبحة صابرا و شاتيلا .. إلى حيث يسكن فرعون و هامان و قارون يا شارون .. أنت و من هم على شاكلتك .