سياسة عربية

نشطاء: الإستفتاء قلب مصر "رقصا" على عقب

نساء مصريات يرقصن امام إحدى مراكز الاقتراع - ا ف ب
نساء مصريات يرقصن امام إحدى مراكز الاقتراع - ا ف ب
كان رقص السيدات أمام لجان الاقتراع أحد أبرز المشاهد التي لفتت الإنتباه خلال عملية التصويت في الإستفتاء على التعديلات الدستورية الذي شهدته مصر الثلاثاء والأربعاء، حتى أنه تحول إلى ظاهرة عامة.

وتبادل مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي المئات من مقاطع الفيديو التي تظهر مؤيدات للدستور ولترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة يرقصن أمام اللجان بشكل غير مسبوق في تاريخ الانتخابات بمصر، وهو ما أثار إعجاب البعض بينما أغضب آخرين.

الراقصات يروجن للدستور

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها الأربعاء إن الجيش استخدم الراقصات مثل الراقصة "سما المصري" في إقناع المصريين بالموافقة على الدستور.

وظهرت "المصري" على قنوات التليفزيون ترقص وهي مرتدية علم مصر، وتغني مشيرة بإصبعها إلى الدستور، قائلة: "هنقول نعم ونقول نعمين..  دستورنا حلو وفلة وزين".

وكانت الفنانة المصرية صابرين قد أعربت عن إعجابها بمشاهد رقص السيدات أمام لجان الاقتراع بعد تصويتهن على التعديلات الدستورية، وقالت إنه يجسد الإسلام الجميل الذي نريده في مصر.

وكان الرقص والغناء هما السمة الأساسية لاستقبال المؤيدين للاستفتاء لهذا اليوم، حيث استعان مؤيدو الإنقلاب في معظم اللجان بأجهزة الموسيقى "دي جيه" التي تذيع الأغاني المؤيدة للجيش والسيسي وهي التي رقص على أنغامها السيدات.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، فيديو يظهر سيدة كبيرة ترقص باحتراف داخل إحدى لجان الاستفتاء على الدستور على نغمات أغنية "تسلم الأيادي"، وسط تصفيق من عشرات السيدات وتفاعلهن معها.

إغاظة الإخوان

وقال مراقبون إن تلك الظاهرة - التي تزايدت أمام لجان الاستفتاء في المناطق العشوائية بالقاهرة الكبرى والدلتا - تستحق الدراسة.
وقال مؤيدون للإنقلاب إن رقص السيدات كان تعبيرا عن السعادة لنجاح الاستفتاء بعد التهديدات المتكررة طوال الأسابيع الماضية بإفشاله، فيما قال آخرون إنه جاء بهدف إغاظة رافضو الإنقلاب وعلى رأسهم الإخوان المسلمون.

وهاجم فريق آخر الظاهرة، وقال إنها تعبر عن إسفاف وضحالة في التفكير، ولا تعكس الثقافة والأخلاق المصرية، بينما ذهب البعض إلى إتهام تلك السيدات بأنهم مأجورات للفت الانتباه وجذب المواطنين إلى لجان الاقتراع التي عانت من ضعف الإقبال على التصويت.

وأظهر مقطع فيديو رجل وابنته يعبران عن فرحتهما بعدما صوتا بـ"نعم" على الدستور فوقفا في الشارع يرقصان معا، على مرأى من الجميع، فيما رصد نشطاء صور لفتيات يرقصن داخل اللجان مع أحد أفراد الشرطة الكلفة بالتأمين.

وفي لجنة أخرى وقفت سيدة ترقص في الشارع احتفالا بالدستور، وسرعان ما انتقلت العدوى بعدها لعشرات المصوتات ليرقصن معها رقصا جماعيا على أنغام الموسيقى.

مرقصتش فاللجنة أبطلت صوتها

وانتابت حالة من السخرية نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، بعد انتشار ظاهرة الرقص أمام اللجان، فتبادلوا آلاف التعليقات والصور الفكاهية التي تتهكم على تلك الظاهرة.

وقال أحدهم "واحدة ست في لجنة من اللجان قالت نعم بس مارقصتش فاللجنة أبطلت صوتها".

وتناقل النشطاء مقطع فيديو لمشاهد أجرى اتصالا هاتفيا بقناة الفراعين وقال للمذيعة إن زوجته لم ترقص له إطلاقا منذ أن تزوجا قبل
25 عاما لكنها رقصت أمام اللجنة علشان الدستور وأنه سعيد بذلك"، وعلق أحدهم على ذلك بقوله "يا فرحة أمك بيك".

وتهكم آخر قائلا إن "المؤتمر الصحفي للإعلان عن نتيجة الاستفتاء سيذاع حصريا على قناة التت" في إشارة إلى القناة الفضائية المتخصصة في الرقص الشرقي. 

وقال الناشط السياسي هيثم أبوخليل "آخر الكلام، طالبوا بفصل الدين عن السياسة لماذا لم يطالبوا الآن بفصل الرقص عن السياسة، يا سادة خلط الرقص بالسياسة حيجيب للشعب النقطة"، والنقطة هي كلمة عامية مصرية تطلق على الأموال التي تقذف على الراقصات أثناء رقصهن في الأفراح كنوع من الهدية.

وسخر ناشط من الظاهرة بقوله "سيذكر التاريخ أن إستفتاء 2014 قلب مصر "رقصا" على عقب.

واختتم الناشط شريف سعد التعليقات الساخرة بقوله "مرت علي لحظات رعب وأنا واقف منتظرا أمي السيدة الوقورة خارج اللجنة خوفا من تخرج وترقص في الشارع هي الأخرى".
التعليقات (0)