حقوق وحريات

سكان مخيم اليرموك المحاصر يروون معاناتهم من الجوع

أول قافلة مساعدات تصل إلى مخيم اليرموك بدمشق - الأناضول
أول قافلة مساعدات تصل إلى مخيم اليرموك بدمشق - الأناضول
مع استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، والذي يحاصره النظام السوري منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تجمع العشرات من السكان في شارع "راما" داخل المخيم بانتظار تلقي المساعدات، وهم يروون معاناتهم المؤلمة مع الحصار والجوع.

و"راما" من أخطر شوارع المخيم، حيث يتعرض بشكل شبه يومي للقصف من قبل قوات النظام، وتدور فيه اشتباكات مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي بعض الفصائل الفلسطينية المتحالفة معها من جهة، ومقاتلي المعارضة السورية من جهة أخرى.

وتجمع الأهالي في الشارع، وهو الأقرب لمدخل المخيم والمهجور منذ أكثر من عام، بعد الاعلان عن اتفاق هدنة بين المتقاتلين.

وبعد انتظار طال لأكثر من يومين، اضطر الأهالي إلى المغادرة صفر اليدين بسبب عدم وصول المساعدات التي كان من المفترض أن ترسلها اللجنة الشعبية الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين "أونروا".

وناشدت إحدى النساء العالم "فتح طريق المخيم ورفع الحصار الجائر عنه، وعدم الاكتفاء بإدخال المساعدات"، فالمدنيون المحاصرون فيه "ليس لهم أي علاقة بأي طرف"، على حد قولها.

ومضت قائلة: "نحن والشعب المحاصر هنا نأكل أكل الدواب والحمير والبقر".

وطالبت جمعيات الرفق بالحيوان بالالتفاف إلى أمور المدنيين في المخيم بعد أن أهملتهم جمعيات حقوق الإنسان غير المهتمة بشأنهم. 

وروت سيدة أخرى كيف أن طفلها البالغ ثلاث سنوات من العمر توفي بسبب الجوع، معتبرة أن إدخال المساعدات "هو تسلية بالشعب".

فيما وصف رجل مسن، جلس على الأرض ومن حوله عدد من سكان المخيم، حياة الأهالي بـ"حياة الكلاب".

وتابع بقوله إن "اليهود أرحم علينا من هكذا نظام والدول العربية تأكل وتشرب وأهل المخيم والمنطقة الجنوبية محاصرون يموتون جوعاً ولا أحد يتطلع (يهتم) بهم".

بينما وقف محمد مالك فاعور، الرجل العاجز مع ابنه الصغير، قرب عربة صغيرة جمع عليها ما تيسر له من فضلات طعام من حاويات النفايات.

فاعور، الأب لولد وست بنات، قال: "ما آكله أنا وعائلتي عبارة عن بقايا القمامة، من مخلل وغيره من المواد الملوثة"، وأضاف أن منزله تم تدميره جراء القصف".

وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك، منذ سبتمبر/ أيلول 2013؛ بدعوى وجود مسلحين معارضين فيه، وتُمنَع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من دخول المخيم لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية والأدوية، وفق مصادر حقوقية معارضة للنظام.

واليرموك هو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين، وفق إحصاءات غير رسمية.

لكن عددا كبيرا من سكان المخيم نزحوا باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من قصف قوات النظام المستمر عليه منذ أشهر.
التعليقات (0)