ملفات وتقارير

وراء كل شهيد بذكرى الثورة قصة إنسانية

ليسوا مجرد أرقام.. هم شهداء بإذن الله - (فيسبوك)
ليسوا مجرد أرقام.. هم شهداء بإذن الله - (فيسبوك)
أسفر الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011 (السبت 25كانون الثاني/ يناير 2014) عن ارتقاء نحو 57 مصريا إلى السماء، شهداء بإذن الله، تعامل الإعلام المصري معهم على أنهم مجرد أرقام، بل تجاهل الإشارة إليهم، ومارس التعتيم الكامل بحقهم، بينما هم بشر، لكل منهم حلم وأسرة، ووراء كل منهم قصة إنسانية.

وقال مراقبون إن هؤلاء الشهداء خيرة أبناء هذا الجيل في مصر، لأنهم قدموا حياتهم ثمنا لتحقيق أحلام الشعب المصري في الحرية، والكرامة.

زينة الشباب.. وكاتب بياناته

القتيل الأول في ذلك اليوم كان الشاب "غريب محمد"، ويبلغ من العمر 37 عاما، ولقي مصرعه على إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الشرطة في أثناء تفريقها بالقوة المميتة تظاهرات احتجاجية خرجت بجوار مسجد القشيري في المنيا.

"زينة شباب العائلة".. هذا هو وصف "إبراهيم زلط" الذي أطلقه عليه شقيقه "علي زلط" المنتج بقناة "الجزيرة مباشر مصر" الفضائية، في نعيه له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مشيرا إلى أنه قبل التظاهرات بأربع وعشرين ساعة هاتف والدته كالعادة للاطمئنان عليها، وعلى أفراد الأسرة، ومازحها بقوله "هو أسرة زلط متى تقدم شهيد يشفع لها عند ربها"، لتأتيه الإجابة في اليوم التالي بوفاة نجله الأصغر.
  
"إبراهيم زلط"، خريج تجارة طنطا، وقد استشهد في أثناء مشاركته بمسيرة بشارع السودان في الدقي. وكان آخر ما كتبه على صفحته بـ"فيسبوك": "لأي شخص زعلان مني أو شايل مني: يا ريت تسامحني.. غدا نكمل الثورة، والأعمار بيد الله.. سامحني يا الله".

مسيرة هذا الشارع نفسها شهدت أيضا استشهاد "مصطفى الدوح" الطالب بالفرقة الرابعة في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة القاهرة، حيث أصيب برصاص قوات الانقلاب.

وروى عبدالرحمن رجب صديق "مصطفى" عبر فيسبوك أنهم عندما ذهبوا لاستخراج شهادة وفاة للشهيد من مستشفى الفاروق بالمعادى اقتحمت قوات خاصة المستشفى عليهم فجأة، مما اضطرهم إلى الفرار بالشوارع الجانيبة.

وهذا هو الشاب "محمد رفاعى محمود عيسى"، جاء من محافظة القليوبية، وقد وجدوه لدى استشهاده قد كتب بياناته كاملة (اسمه وعائلته ورقمها) على قميصه الداخلي، حتى يتم التعرف إليه حال استشهاده. وقد استشهد على إثر إصابته بطلق ناري حي في مذبحة "المطرية" التي ارتكبتها قوات الأمن لدى فض مسيرة المتظاهرين السلميين بهذا المكان.

وعلقت "سارة محمد" على (الفيديو الخاص به على موقع يوتيوب) بالقول: "صدق مع الله فى طلب الشهادة فصدقه الله".

ولم يكن الشهداء وحدهم من سطروا قصصا مؤثرة في يوم إحياء ذكرى يناير، بل إن عددا من الجرحى كانوا حديث النشطاء أمس، وخصوصا طالب الثانوية عمر هاني الذي أصيب بطلقة جرينوف أدت إلى بتر أصابعه وتفجير ركبته. وقد أنتشرت صورة إصابته المؤثرة انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر حاملا يده اليمني ذات الأصابع المبتورة بيده اليسرى، ناظرا إلى ركبته المتفجرة بحسرة، بعد ساعات من كتابته على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "‏يوم 25 يناير هيكون مصرع ناس كتير مننا، جدد النية، تب من كل الذنوب، شارك وأخلص النية لله".

اللحظات الأخيرة لسمية عبدالله 

وارتقت "سمية عبد الله منصور"، الطالبة بكلية الدراسات الاسلامية أولى شريعة بالإسكندرية، وتبلغ من العمر 19 عامًا، عقب إصابتها بطلقٍ ناري في الظهر بمنطقة السيوف في الإسكندرية، على إثر اعتداءات قوات الانقلاب على المتظاهرين بالرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع.

وروى "عبد الله صلاح" اللحظات الأخيرة لاستشهاد "سمية" كشاهد عيان فقال إنه في أثناء هجوم قوات البحرية والداخلية على المتظاهرين السلميين.."رأيت مجموعة من الأخوات تجري فوقفت وأشرت إليهم بأن يدخلوا من شارع جانبي، وكانت آخر واحدة فيهم "سمية" التي وقفت من كثرة التعب، فقلت لها: "تعالي من هنا ماتخافيش، ومشيت بجانبها، وقبل ما تدخل الشارع الجانبي صرخت وسقطت علي الأرض.. ضربوها برصاصة دخلت من ظهرها، وطلعت من بطنها.. حملناها ودخلنا أحد البيوت لكن كانت كتبت من الفائزين في ثوان..سمية أحسن مني بكتير علشان كده الرصاصة تركتني وأصابتها.. سمية ما زال دمها علي ملابسي.. الرصاص يختار أحسن مَن فينا".

"مصطفى نزيه" طالب فى بكالوريوس هندسة شبرا رابعة ميكانيكا، استشهد فـي منطقة السوق الصغير بقليوب إثر اعتداء قوات الأمن على الفاعليات الاحتجاجية بالمنطقة. 

قال عنه أحد زملائه :"مصطفى متفوق وخدوم جدا.. لدرجة أنه بييجى على نفسه أيام الامتحانات علشان يشرح لنا أى حاجة مش فاهمينها، وعهدناه دائما فى المسجد محبا للخير وللغير، ولا يختلف عليه إثنان فى الكلية".

كما استشهد الطالب أسامة علي، ويبلغ من العمر14 عاما، بطلق ناري في البطن، على إثر اعتداء قوات الداخلية المكلفة بتأمين منزل المستشار "حسين قنديل" قاضي اليمين بمحاكمة الرئيس مرسي، إذ قاموا بالاعتداء على وقفة احتجاجية لحركة "شباب ضد الانقلاب" أمام القرية الأولمبية، وكان من آثارها قتل الشهيد.

وزة والسعداوي وحلمي

ومن الشهداء كذلك في ذلك اليوم الشاب "سيد وزة"، عضو حركة 6 أبريل الذي استشهد لدى اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين السلميين بمنطقة وسط القاهرة. 

وقالت الحركة فى بيان لها إنه في أثناء تحرك مسيرتها من أمام مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، تدخلت قوات الأمن، وأطلقت عليهم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، مما أسفر عن إصابة عدد من أعضائها بالخرطوش، والقبض على أعضاء آخرين، فيما توفى عضو الحركة سيد وزة "على إثر إصابته بطلق حى بالصدر. 

وارتقى الشهيد أحمد السعداوي من جرَّاء إصابته بطلقٍ ناري بالرئة عقب قيام شرطة الانقلاب بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين بمنطقة السيوف في الإسكندرية.

كما استشهد "محمد حلمى" بالفرقة الأولى بهندسة إتصالات حلوان - 20 عاما - من قبل قوات الأمن بطلقتين في الظهر في أثناء تغطيته أحداث ميدان المطرية. وكان يقوم بتغطية مظاهرات الزيتون المناهضة للانقلاب طوال الشهور الماضية عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

تقديرات مبدئية لعدد الشهداء

وقال "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، في بيان له، إن قوات الأمن قتلت أكثر من 50 محتجًا خلال تصديها لمظاهرات السبت التي خرجت في الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير. 

وقال إمام يوسف، القيادي في التحالف: "هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع"، محملا "السلطات الانقلابية" مسؤولية استخدام "الرصاص الحي في استهداف متظاهرين سلميين في شوارع مصر المحتجة".

ووثق أحد الباحثين بمؤسسة الكرامة لحقوق ا?نسان، وهي منظمة دولية سويسرية، 57 حالة وفاة، نشر أسماءها وصورها كاملة على حسابه في "تويتر".

فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية أن حصيلة الاشتباكات بالمحافظات بلغت  29حالة وفاة بمحافظات المنيا والجيزة والقاهرة والإسكندرية، وأن عدد المصابين بلغ 167 مصابًا بإصابات مختلفة. 

وزف اتحاد طلاب جامعة الأزهر "إلى جنان الخلد شهداء الجامعة، وعددهم خمسة، قال إن منهم من لم يتجاوز العشرين من العمر، لكنهم أبوا إلا أن تكون دماؤهم وقوداً يضىء نبراس طريق الحرية، وهم: سمية عبدالله الطالبة بكلية الدراسات الاسلامية أولى شريعة بالإسكندرية، وعبد الله مصطفى الطالب بكلية الزراعة بالمطرية، وإسلام فتحي بكلية الزراعة، واستشهد في العتبة، وعمار محمد، بكلية التجارة، واستشهد في الألف مسكن، ومحمد محمود الطالب بكلية اللغات والترجمة، واستشهد في ميدان رمسيس".

كما أعلنت حركة "طلاب ضد الانقلاب" أسماء 19 طالبا ارتقوا شهداء فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وقالت في بيان لها: "ستظل دماء الطلاب الذكية تروى قصة الثورة، وتمهد الطريق لاستعادتها من قبضة العسكر، ففي اليوم الأول من انتفاضة استعادة الثورة كانت حصيلة شهداء الحركة الطلابية 19 طالبا من خيرة أبناء هذا الوطن"، فيما نشر ناشطون صورا للشهداء. 

شهادات حية

وبينما أكد الباحث السياسي أحمد فهمي أن الأبطال الحقيقيين هم الصامدون الآن في ميادين مصر، باعتبارهم: "خلاصة الخلاصة، ونخبة الأخيار"، قال حزب "مصر القوية" -في بيان له-: "إن هذا هو حال وطننا، استشهاد يومي لخيرة الشباب في ظل سلطة باطشة قاتلة لأبناء الوطن الأوفياء".

وعلق أحدهم على هذه المجازر بقوله: "إن سألوك عن مصر فقل لهم: "في مصر شهيد يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد".
التعليقات (1)
badeia
الأحد، 26-01-2014 09:57 م
هوه دي قتبل يصحيح ولا تمثيليه زي قتلي رابعه اللي كانوا بيهرشو ويتحركوا وهمه ميتين