اعترف وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري بفشل إدارة الرئيس باراك
أوباما في الملف السوري.
ونقل عنه كل من جون ماكين، السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا والمرشح الرئاسي السابق وليندزي غراهام، السناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا في لقاء معه الأحد قوله: "إن المفاوضات في جنيف لم تحقق أهدافها، وأن هناك حاجة للتفكير بطرق أخرى".
وفي مقاله بصفحة الرأي في "واشنطن بوست"، نقل فريد هايت ما قاله غراهام "لقد اعترف بأن عملية تدمير الترسانة الكيماوية تسير ببطء، وأن الروس لا يزالون يزودون النظام بالسلاح، ووصلنا نقطة أصبحنا فيها بحاجة لتغيير إستراتيجيتنا". وبحسب السناتور غراهام، فقد تحدث كيري "بلغة تدعم تسليح وتدريب المقاتلين" السوريين.
ويعلق غراهام قائلا: "إن كلا السناتورين اللذين يعتبران من نقاد
سياسة الإدارة في سورية، قدما لكيري تلخيصا للحوار الذي تم بينهما وبين كيري، وحضره عدد من نواب الكونغرس، لكن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينفر بساكي، وصفت تصريحات النائبين بالخطأ في نقل ما حدث".
وقالت: "لا أحد في هذه الإدارة يعتقد أننا نقوم بما هو كاف، حتى نحل الازمة الإنسانية ويتم وقف الحرب الأهلية"، وأضافت "هذا لا يختلف عن رسالة وزير الخارجية كيري، التي يتحدث عنها في لقاءاته الخاصة".
وأضافت بساكي التي كانت حاضرة في الاجتماع: "إن كيري لم يطرح فكرة الدعم الفتاك للمقاتلين السوريين، هذه حالة يقوم بها نواب بعرض ما يريدون عرضه، وليس طرح الأفكار بدقة كما تمت مناقشتها".
ويعلق الكاتب "في الحقيقة، فقد دعا كيري قبل عام وبصراحة، إلى تغيير الدينامية في سورية بطريقة لا يجد معها الدكتاتور مفرا من التفاوض، ولكن البيت الأبيض استخدم الفيتو ضد أي فكرة جادة لتدريب أو تسليح المقاتلين، مما ترك كيري تحت رحمة الروس ليقوموا بإقناع الأسد بتقديم تنازلات، مع أن الأسد كان يحقق تقدما في ساحات القتال".
ويعلق هيات على قول المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، على نهاية الجولة الأولى من مؤتمر جنيف2 "لم نحقق أي شيء".
وكان الإبراهيمي يتحدث في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، الذي حضره أيضا كيري وأعضاء الكونغرس.
وقال الإبراهيمي: "إنهم لم يكونوا قادرين على فعل شيء لتخفيف معاناة أهل حمص، وأما عن السجناء والمفقودين والمختفطين،مرة أخرى، فلم نحقق شيئا".
ويتحدث هيات قائلا: "إن نتيجة هذه السياسات هو تحول سورية إلى أسوأ كارثة إنسانية منذ الإبادة في رواندا" حسب أنطونيو غاتريز، مفوض اللاجئين في الأمم المتحدة، الذي تحدث للمؤتمر نفسه.
وأضاف الكاتب "هنا أرقاما عن عدد القتلى والمشردين، ثلث سكان سورية أجبروا على الرحيل عن بيوتهم، ويقوم الأسد بمنع الدعم ويجوّع بشكل مقصود الآلاف من السوريين، وهي سياسة وصفها كينيث روث، مدير "هيومان رايتس ووتش"بـ"إستراتيجية جرائم الحرب"، التي تقوم على "جعل حياتهم بائسة قدر الإمكان في الأماكن الواقعة تحت سيطرة المعارضة". وعرض روث شريط فيديو أظهر قيام قوات الأسد بقصف المخابز التي كان يقف أمامها المدنيون وهم ينتظرون الحصول على الخبز، ولم ينس الكاتب التذكير بالصور التي كشفت عن مصير 11 ألف سجين ماتوا تحت التعذيب في سجون الأسد.
ويقول الكاتب: "إن الرئيس باراك أوباما أعلن قبل عامين، أن الوقت قد حان لكي يتنحى الأسد عن السلطة"، ومنذ ذلك الوقت والأزمة الإنسانية تتفاقم بشكل أظهر أن كلام الرئيس بلا قيمة، بل وأكثر من هذا تحولت سورية إلى مكان جذب للجهاديين.
وأشار هيات هنا إلى شهادة مدير الأمن القومي جيمس كلابر، أمام الكونغرس التي لم تحظ كما يقول الكاتب بالكثير من الاهتمام.
وقال كلابر: "إن سورية أصبحت مركزا للراديكالية الإسلامية، وتمثل تهديدا محتملا للتراب الأمريكي.
ولم يستبعد هيات أن تلعب سورية الدور نفسه الذي لعبته أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، أي مأوى للإرهابيين.
وفي الوقت الذي تقوم به أمريكا والغرب برعاية الجماعات المعتدلة، يتضخم صف المتطرفين في سورية حيث يصل عددهم إلى حوالي 26 ألف مقاتل بمن فيهم 7 آلاف مقاتل أجنبي.
ويقول هيات "كانت تصريحات كلابر وراء تحدث ماكين وغراهام معي ومع صحافيين آخريين؛ جيفري غولدبيرغ من بلومبيرغ وجوش روغين من ديلي بيست حول تصريحات كيري في رحلة العودة من ميونيخ، حيث يأمل السناتوران أن تؤدي تعليقات كلابر وصور التعذيب إلى تغير في اتجاه السياسة" الأمريكية حيال سورية.
وحسب جون ماكين فقد قال مدير الأمن القومي: "إن هؤلاء الناس قد يخططون لهجمات ضد الولايات المتحدة، وقد "أكد كيري هذا.. ربما أن هاتين الحقيقتين المثيرتين للقلق حول الحرب في سورية، قد تساعد في التفكير بهما وتغيران السياسة".
ويتفق السناتوران على أن طبيعة التغير، إما إرسال قوات أمريكية، حيث يرغب غراهام برؤية طائرات بدون طيار تضرب مواقع القاعدة الآمنة، فيما يرغب ماكين بإقامة مناطق آمنة من أجل تدريب الجيش السوري الحر، والعناية باللاجئين الذي تحميهم صواريخ باتريوت في جنوب تركيا.
وهناك خيار ثالث هو وضع الولايات المتحدة ثقلها وراء الأمم المتحدة، والطلب من الأسد السماح على الأقل بمرور المواد الغذائية والبطانيات للعائلات التي تتجمد من البرد.
ويختم بالتساؤل إن كان بإمكان كيري ورئيسه أوباما القيام بسياسة أكثر فاعلية، فمع أن أوباما شكك في إمكانية تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فوضوية مثل هذه الحرب.
وأكد على أن التدخل حتى لو كان محدودا، لن يؤدي إلا إلى تدهور الأوضاع، وبالتأكيد فالرأي العام الأمريكي ليست لديه شهية للتدخل،
ويختم بما قال غراهام "بالنسبة لي فالخيار إما أن نضربهم بعد أن يضربونا، أو أن نضربهم قبل أن يضربونا".