سياسة عربية

الائتلاف السوري يتحدث عن شراكة بين "داعش" والنظام

"داعش" والنظام في حالة ارتباط - أرشيفية
"داعش" والنظام في حالة ارتباط - أرشيفية
كشف الائتلاف الوطني السوري عن صلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بالنظام السوري، في مذكرة أصدرها الثلاثاء تحت عنوان (تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ونظام الأسد: من زواج المصلحة إلى شراكة حقيقية). 



وكانت الكتائب المقاتلة - بما فيها جبهة النصرة - في سورية قد أعلنت الحرب ضد تنظيم "داعش"، بعد ممارسته العديد من أعمال القتل والاستفزاز بحق الكتائب والأهالي، وفشلت كل المبادرات السلمية لردّه إلى جادّة الصواب، بحسب المذكرة.



وأعلنت المذكرة في بدايتها عن الكشف عن دلائل قوية أثبتت ما كان يشاع عن ارتباط ھذا التنظيم بنظام الأسد. وھذه المذكرة ھي نموذج مبسط عن إفادات مقاتلي الجيش الحر لمجريات الأحداث على الأرض، التي تتحدث عن توفير قوات النظام الحماية والمساعدة لھذا التنظيم. وھناك روايات تذھب إلى أبعد من ذلك لتتحدث عن علاقة متينة وثيقة بين النظام والتنظيم اللذين "يشتركان بأھدافھما في تدمير قوات المعارضة المعتدلة وفرض السيطرة على أوسع مناطق ممكنة في سورية".



وتذكر المذكرة عدة أمثلة عن عدم مواجهة النظام السوري لتنظيم "داعش"، بل وحمايته وتقديم المساعدة له، الأمر الذي ساعده على التمدد ليتكفل الأخير بمواجهة الجيش الحر وباقي الفصائل المقاتلة. ومن ذلك سيطرة "داعش على العديد من المباني المهمة في الرقة، منها البلدية والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. إلا أن طائرات النظام رغم تحليقها على علوات منخفضة لم تستهدف أياً من هذه المقرات أو المناطق المسيطر عليها من قبل "داعش"، في الوقت الذي كانت تقصف فيه مقار الجيش الحر والمقار المسيطر عليها من قبله، الأمر الذي تكرر أكثر من مرة في جرابلس على الحدود السورية التركية في ريف حلب، والدانة بريف ادلب.



وتكشف المذكرة كذلك، المنشورة على صفحة الائتلاف على الإنترنت عن أن رتل "داعش" الذي توجه من الرقة إلى الباب بريف حلب بقيادة عمر الشيشاني، الذي عبر الطريق الواصل بين المنطقتين لم يتعرض لأي استهداف له من قبل طائرات النظام، في الوقت الذي أمطرت فيه طائرات النظام رتل الجيش الحر الذي كان يسلك ذات الطريق محاولاً صد رتل "داعش" بالقذائف، مساعدة "داعش" على التقدم في المعركة.



وفي معلومات أعمق عن اتحاد النظام مع "داعش"، يقول التقرير إن العديد من الأمراء الحاليين للتنظيم كانوا يخدمون في صفوف النظام السوري، ويضرب على ذلك أمثلة "جنيدي"، وهو من الطائفة العلوية، حيث كان يخدم مع النظام في دير الزور في فترة الحرب على العراق. وكان مسؤولا عن قسم المتابعة والتحقيق مع أولئك الذين ذھبوا للقتال في العراق وعادوا إلى سوريا. ثمّ شوهد "جنيدي" يرتدي زيّاً أفغانياً وبلحية طويلة.



وأوردت المذكرة كذلك اسم "أبي أنس العراقي" الذي يترأس كتيبة في تنظيم القاعدة في محافظة الرقة، وهو "يلتقى تنظيماً مباشراً من النظام عبر إيران والعراق"، كما اعترف أحد معتقلي تنظيم "داعش".



ويروي الناجون عن حفلات التعذيب في معتقلات تنظيم "داعش"، إن ذات الأساليب المستخدمة في سجون النظام السوري، مع وجود صور ومقاطع فيديو تثبت ذلك، بحسب المذكرة التي زادت بأن شهود عيان كانوا قد جمعوا فوارغ الرصاص التي استخدمها تنظيم "داعش" بعد إحدى المعارك، وتبيّن بعدها أنها تحمل شعارات تشير إلى أنھا صنعت في مصانع الدفاع التابعة للنظام السوري أو في روسيا.



وجاء في المذكرة أن هناك الكثير من الوثائق بحوزة الجيش الحر التي تثبت صحة ما ورد فيها، بالإضافة إلى ما نشر من ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي. كما تحدثت عن أن استطلاع رأي أظهر أن 70 % من المدنيين السوريين الذين تم سؤالهم يعتقدون أن النظام يدعم "داعش"، و 79 % من ذات الفئة يعتقدون أن التنظيم لم يلعب دوراً هاماً في مواجهة نظام الأسد.



وخلصت المذكرة إلى أن نظام الأسد استغل تنظيم "داعش" في ظروف الفوضى والفلتان الأمني لدخول سوريا والسيطرة على بعض المناطق، تحت حمايته مع تقديم المساعدة له. وسهل دخول عناصره ليسمح للتنظيم النمو بشكل سريع، لأن السماح للتنظيم بالنمو يشكل حماية منيعة من قبل المجتمع الدولي الذي حاول النظام إيهامه بأنه يحارب "الإرهاب" في سوريا.



وطرحت المذكرة في الختام تساؤلاً للمجتمع الدولي حول المصلحة الاستراتيجية بالسماح لھذا النظام بدعم التطرف، والتسبب بعمليات نزوح جماعي وفوضى في المنطقة، مضيفة أن "ھذا النظام يسمح لھذه التنظيمات بالتغلغل بالقرب من حدودكم، في حين يسبب في الوقت ذاته فوضى في المنطقة بخلقه أكبر أزمة إنسانية شھدھا العالم منذ قرن".



تصريحات صحفية



وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم "الائتلاف الوطني السوري" المعارض لؤي الصافي، إن فريقه قدّم أدلة خلال جلسة المفاوضات التي جرت، الثلاثاء، في جنيف مع الوفد الحكومي السوري والمبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، تثبت علاقة النظام السوري بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)". 



وقال الصافي في مؤتمر صحفي بُعيد الجلسة، إن "الوفد الحكومي السوري حضر إلى جنيف بعد ضغوط روسيا". وأضاف: "قدّمنا اليوم أوراقا تثبت علاقة النظام بداعش". 



ولفت إلى أن وفد المعارضة طالب "بوضع جدول زمني للمفاوضات منعا للمماطلة التي يمارسها النظام". وقال إن الوفد الحكومي السوري رفض جدول الأعمال الذي قدّمه الإبراهيمي.

 

وأضاف الصافي: "لن نكون هنا إلى ما لا نهاية، فالنظام لا يريد أي حل وسيمارس الضغط على الأمم المتحدة لأخذ موقف". 



وقد استكملت الثلاثاء في جنيف الجولة الثانية من المفاوضات التي كانت قد انطلقت الاثنين بين الإبراهيمي ووفدي المعارضة والحكومة السوريين، وكانت جلسة اليوم مشتركة بين الوفدين والإبراهيمي.

  
التعليقات (0)