مدونات

صور الماريشال في موسكو و دهب في القاهرة

احمد
احمد
أثناء و قوفه بين يدي الرئيس الروسي في أدب جم و تذلل مبالغ فيه في موسكو، كانت دهب حامد التي اختطفتها قواته تضع مولودتها بعد عملية قيصرية و هي مقيدة بأصفاده في القاهرة .

و بينما كان المصريون يتناقلون صوره و كلمات تضرعه لفلاديمير بوتين  بأن تعطف عليه بجزء من وقته الثمين لمقابلته . كانت صورة دهب تتطاير لاعلان ميلاد حرية جديدة لمصر و المصريين.

ذهب الماريشال عبدالفتاح السيسي إلي روسيا لضمان دعمها له إذا ما تطورت الأمور في مصر إلي ما هو أسوأ . و إذا ما دخلت مصر إلي المصير السوري ، نتيجة جرائمه اليومية المتزايدة في سبيل تحقيق أحلامه بالساعة " أوميجا " . فمن غير الروس يدعم بشار الأسد الذي قتل ما يقرب من الربع مليون شخص و شرد الملايين و دمر دولة كاملة و حضارة عظيمة بسبب شذوذ نفسه ؟!!.

انتهت الزيارة ولم يعلن عن إجراء عقد واحد لشراء لعبة نارية حتي للأطفال ، أو حتي برتوكول تعاون فيما يفيد الشعب المصري . رغم أن وسائل الدعاية المصرية أكدت و ألحت أن أكبر صفقة في التاريخ سيعقدها عبدالناصر الجديد مع الدب الروسي.

لم تجن مصر من الزيارة سوي فضيحة تمثلت في مجموعة من الصور لقائد الجيش المصري و هو يقف بطريقة مهينة أمام الرئيس الروسي ، و تلعثم لوزير خارجيته الفاشل كعادته في مؤتمراته الصحفية . لكن المهم و الأهم لروسيا كما لقائد الانقلاب الدموي أن يعلن بوتين دعمه للجنرال في الوصول للرئاسة.

و لم لا ؟ أليس الأفضل لها أن تدعم دمية لا يملك من أمره شيئ أن يكون رئيسا لدولة كبيرة في الشرق الأوسط تكون أرضا جديدة لملاعبة الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء أمر الحليف السوري . وخراب دولته ؟. أليس من الأفضل أن يقف أمامه الرئيس المصري الجديد و هو خاضع ذليل و كأنه سائق سيارته ؟ أو نادل في مطعم قد يدخله عرضا ويعرف شخصيته ؟! .علي عكس الرئيس المنتخب الذي عامله الند بالند.

ارتدي المشير جاكيت عليه نجمة حمراء ، قيل أن بوتين أهداه إياه ، دون تورع أو خجل منه فالجاكت ليس هدية تذكارية قد يحتفظ بها ضمن نياشينه و رتبه التي منح نفسه أعلاها قبل أيام ، و إنما لها علاقة بالعرف الاجتماعي و ما يليق بمن هو في منصبه خاصة و أنه في زيارة رسمية يفترض فيها ارتداء زيه العسكري الذي يتطلع دوما لخلعه حتي يكون رئيسا لمصر المنكوسة في عهده و حياته.

مصر التي ستكون " أد الدنيا " حسب كلام المشير أمام مجموعة من المطربين و الراقصات في عهد الرئيس مرسي والذين يحتفي دوما بهم ، تخرج من الخريطة يوما بعد الأخر بصورة فاقت وضعها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، و رغم عودتها القوية في عهد الرئيس المنتخب لتأخذ مكانا يليق بها ، فانها سرعان ما هبطت إلي الحضيض في عهد العسكر ، خلال أشهر قليلة فقط.

و رغم سوء الوضع و بشاعته فإن وسائل الدعاية المصرية الحاضة دوما علي القتل و الارهاب بحق المصريين ، لاتزال تمارس دعايتها السوداء بأكاذيب واضحة وفاضحة تأخذ مصر و قطاع المغيبين من الشعب إلي المجهول و إلي نكسة جديدة ستكون أكثر فداحة من نكسة عبدالناصر.

وسائل الدعاية النازية تلك لا تري سلبيات في تصرفات أجهزة الدولة في حق المصريين ، ولا في جرائم المشير السيسي بحق الشعب و بناته و أطفاله ، واتجاهه بالوطن نحو عصور الظلام و انتشار الخرافة و القتل علي الهوية .

لكن الأكثر انحطاطا من وسائل الاعلام التي تتحدث وفقا لما يأمرها به مالكها و هو بالضرورة رجل أعمال فاسد وذو مصالح اقتصادية مع السلطة . هم أولئك الذين يدعون زوا وبهتانا أنهم ليبراليون أو تقدميون و يدافعون عن حقوق الانسان وربما الحيوان .  وأخذوا ينتقدون تصرفات السلطة التي جاءوا بها بعد أن أزكمت جرائمها الأنوف وطالت نيرانها أنصارها من القتلة المشاركين في 30 يونيو.

بدأ هؤلاء يتحدثون عن جرائم تعذيب تحدث في حق معتقلين " ليسوا إخوانا " و إهانات يتعرضون لها في سجون الانقلاب العسكري ، رغم أنهم من أنصار السلطة و 30 يونيو و 3 يوليو . و كأن قضيتهم الأساسية ليست كون هؤلاء المعذبون مؤيدون لقمع السلطة ضد الاخوان و الثوار ، و أنما الخطأ الأساسي للسلطة هو تعذيب أنصارها . الذين ساندوا قهرها وظلمها وبطشها لعشرات الألاف غيرهم من الثوار المدافعين عن الحرية و الديموقراطية .

ومع هذه التصرفات الانتقائية و الاجرامية أيضا من قبل هؤلاء المدعون ، أخذت وسائل الاعلام الدموية تنقل علي استحياء أخبارا عن تعرض أنصار 30 يونيو إلي التعذيب من رجال السلطة.

هذه الوسائل و هؤلاء الأشخاص لم يتحدثوا عن محنة عشرات الألاف من المصريين الذين ماتوا حرقا و المعذبون يوميا في سجون السيسي ، أو ألاف المطاردين خارج منازلهم ، أو أولئك الذين دفعوا عشرات الألاف من الجنيهات ظلما لاخلاء سبيلهم ، أو الذين تحرق ممتلكاتهم و تنتهك أعراضهم وستر بيوتهم من ميليشيات الدولة ، أو البنات اللاتي يتعرضن للتحرش أو للضرب من قبل ذكور السلطة.

أخر هذه المشاهد المؤلمة كانت دهب التي رفض ممثل الادعاء العام أو ما يعرف بوكيل النيابة إخلاء سبيلها و هي حامل في الشهر التاسع ، و قامت بعملية الولادة و هي مقيدة ب" بالكلابشات " في سرير القتلة . خوفا من هروب سيدة أجرت للتو عملية ولادة . هذه السيدة العظيمة الرائعة لم يلتفت إليها إعلام القتلة ولا النخبة المحرضة علي القتل التي تتحدث عن التعذيب الآن.

هذه السيدة ألهمت الثوار إصرارا علي استكمال ثورتهم حتي يتم شنق أخر قاتل بأمعاء أخر قاض و فرد من نخبة الخيانة  العار.

بين صورة السيسي المهينة في موسكو و صورة دهب التي سيخلدها التاريخ ، كرمز لنضال المرأة المصرية ، ستتحرر مصر من كبوتها ، و طغمتها الفاسدة و الخائنة مهما طال الطريق و زاد بطش السفاح .
صحفي وباحث إعلامي
التعليقات (0)