ملفات وتقارير

باحث يمني: السعودية دعمت الحوثيين بالمال والنفط

مقاتلون حوثيون على مشارف صنعاء - عربي21
مقاتلون حوثيون على مشارف صنعاء - عربي21

يرى مراقبون يمنيون بأن الدعم السعودي وراء ما تحققه جماعة الحوثي من تقدم على الأرض مؤخراً، مشيرين إلى أن الثورة في اليمن وغيرها شكلت ما يشبه "الفوبيا" للأنظمة المستبدة.

وقال الأكاديمي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور أحمد الدغشي إن تمدد جماعة الحوثي ليس غريبا، مشيراً إلى أحداث مماثلة شهدتها البلاد سيطرت فيها جماعات مسلحة على أجزاء جغرافية كبيرة.

وفي حديثه لـ "عربي 21" أكد الدغشي أن الوصف الموضوعي للحوثيّين اليوم هو "الحشاشون الجدد"؛ لافتاً إلى عمليات القتل وسفح الدماء التي تقوم بها الجماعة، فضلاً عن انتهاكها لأعراض وكرامة كل من خالفها من اليمنيّين.

ودلل على حديثه بما جرى في محافظتي صعدة، وحجة شمال البلاد، مؤكداً أنّها "نماذج صارخة على انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن".

ويعني الدغشي بـ"الحشاشين" فرقة باطنية ظهرت في العالم الإسلامي أواخر القرن الخامس الهجري، مارست القتل وأسرفت فيه ضد كل عمل يخالفها سواءً كان حقاً أو باطلاً .

 وشدّد الدغشي على أن "الدعم الخارجي كان عاملا مهما في تمددهم، بالإضافة إلى أن الدولة رخوة، وتريد أن تكون كذلك".

وقال لـ"عربي 21" إن "النظام السعودي تغير عندما تبنى المبادرة الخليجية بعد إدراكه أن الربيع العربي باليمن سيتسبب بعدوى للمناطق الحدودية، وربما في الإحساء السعودية وغيرها".

وأشار إلى أن السعودية "أيقنت أن المستفيد الأكبر من الثورات في المنطقة هم الإخوان المسلمون في مصر، وحزب الإصلاح الإخواني باليمن" ،مضيفا أن تلك القوى بمثابة "فوبيا عند الأنظمة الاستبدادية".

وبحسب الدغشي فإن السعودية "وجدت ضرورة التقرب من جماعة الحوثي باليمن، وذلك لأنّهم عبارة عن أداة إيرانية، وهذا الملف يمكن تسويته، على غرار ملفات أخرى، ذلك أنّ أمريكا لا يُضيرها شعارات الحوثي التي تنادي بالموت لأمريكا".

وكان السفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين لدى اليمن قال "إنه لايهمه شعارات كل معتوه" في إشارة إلى  شعارات الحوثي، ولذلك لم تدرج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب؛ يقول الدغشي.

 وأوضح أن "الرضا السعودي، والأمريكي عن الحوثيين يتجلي عملياً في سياق سياسة التفاهمات مع أدوات إيران في المنطقة كما حدث في العراق، ومن ثم لم يحدث أن اختلفوا اختلافاً حقيقيا. ففي 9أيلول/ سبتمبر 2013 التقى رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح هبرة، بالسفير السعودي لدى اليمن، وتفاهموا معه على ملفات كثيرة، ولذلك تجد أن "خطاب الحوثي، تغيّر تجاه المملكة، ووصل الأمر إلى نفي أي مشكلة معها".

وهذا ما يناقض خطابهم السابق الذي يتهمون فيه المملكة العربية السعودية بتصدير الوهابية والنواصب كفكر معادي لهم إلى اليمن .

وفي حديثه على تورط السعودية بدعم الحوثي باليمن ضد خصومه، وخاصة لضرب أولاد الشيخ الأحمر الذين خسروا معركتهم في حاشد مع الحوثيين، قال الدغشي إن" السعودية اعتمدت لهم خمسة ملايين ريال سعودي سنويا، أضف إلى ذلك (50) ألف لتر من المشتقات النفطية كل شهر، ونحو ذلك من الدعم، وهذا ما تؤكده مراكز بحثية".

ويرى الدغشي أن "الإعلام السعودي يُهول موضوع الحوثي، ويصورهم على أنهم على مشارف صنعاء، ليس في سياق التحذير من خطورتهم، بل لزرع الوهن والضعف في نفسية شعب وحكام المملكة، لدفع السلطات هناك للقاء بجماعة الحوثي وتسوية خلافاتها معهم".

وحول سقوط  المناطق التابعة لقبيلة حاشد، إحدى أكبر القبائل اليمنية بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، تحدث الدغشي عن أن "هناك خيانة من أتباع النظام السابق وقياداته هناك، التي خذلت زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر وإخوانه في قتالهم مع الحوثيين". 

هذا وتشير تقاير صحفية لصحف يمنية أن "قيادات قبلية في حاشد تنتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، تلقوا مبالغ مالية من المملكة مقابل التخلي عن آل الأحمر، ولذلك سقطت حاشد".

ولفت الى أن "ما حدث في حاشد بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء هو نكاية بآل الأحمر على خلفية وقوفهم التاريخي والعظيم مع الثورة الشبابية السلمية التي أطاحت بعلي صالح".

وبات من الواضح توصيف تحركات الحوثي بالثورة المضادة التي يدعمها النظام السابق بالتحالف مع قوى سياسية أخرى، حيث يقول الدغشي إن "من يلاحظ الإعلام التابع للنظام السابق يجده مؤيدا ومادحاً لما تقوم به جماعة الحوثي".

ويضيف أن"هناك عوامل موضوعية لتمدد الحركة الحوثية منها أنها كانت مكونا أساسيا من مكونات ثورة 11فبراير، ماجعلها تحقق مكاسب لصالحها، بخلاف القوى والمكونات الثورية الأخرى".

وشدد على أنهم لم يستمروا في الثورة، وذلك بعد اكتشاف علاقتهم مع نظام صالح إبان الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت في 11من شباط/ فبراير 2011.

ومايُعزز هذه الفرضية انسحابهم من ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء بعد حصولهم على معلومات تفيد بأن"نظام صالح ينوي ضرب المعتصمين من شباب الثورة ،في 22 من شهر رمضان والذي يوافق 22 آب/ أغسطس 2011، بمافي ذلك معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا التي أعلن قائدها انضمامه للثورة، عقب مجزرة جمعة الكرامة في 18 من آذار/ مارس 2011 التي راح ضحيتها أكثر من خمسين معتصماً وإصابة قرابة المائة.

انسحاب الحوثيين من ساحة التغيير وضع عدداً من علامات الاستفهام حول ذلك، ما ولّد حينها خلافات بينهم والمكونات الثورية الأخرى في الساحة.


ويعكس  ما طرحه الدغشي أن هناك تنسيقاً بين الحوثيين، وبين نظام الرئيس السابق علي صالح، خلال تواجدهم في الساحة، استدعى انسحابهم أثناء الترتيبات التي كان يجريها لضرب ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء.

وكان هدف النظام في حينها الاتجاه إلى السيناريو الذي واجه به معمر القذافي الثوار في ليبيا، وذلك عبر معالجة الأمر أمنياً .

لكن الدغشي يضيف قائلا "شاءت الأقدار أن ينتصر ثوار ليبيا على نظام القذافي في 22 من آب/أغسطس 2011، لُيصاب حينها نظام صالح بالخذلان"، وقد وجهت أسئلة للحوثيين عقب عودتهم إلى الساحة انسحابهم ولّد خلافا مع المكونات الثورية الأخرى.

ولفت إلى أن جماعة الحوثي تدرك أن أسلوب العنف هو الأفضل، والأجدى والأسرع لتمددها.

ويرى أن "حركة الحوثي لن تُحقق أي مكاسب مستقبلية، بل إن مصيرها سيكون مصير، أيّ حركة طارئة في التأريخ، وستذهب إلى مزبلته غير مأسوف عليها، مضيفاً أن مستقبلها  مرهون بمدى تعايشها مع المجتمع، وقطيعتها مع سياسة العنف والكراهية التي يجب أن تتخلى عنها في أدبياتها.

من الجدير بالذكر أنّ هناك مخاوف وقلقاً شعبياً متصاعداً من التحركات العسكرية للحوثيين، وذلك بعد أن وصلوا إلى مشارف العاصمة صنعاء، وسط مخاوف من انتقال الصراع المسلح إليها.


التعليقات (1)
نايف الاسمري
الإثنين، 17-02-2014 08:29 م
اللهم عليك بالمنافقين والكفار واليهود والنصارى والمجوس والملحدين والصائبين الذين حاربوا دين نبيك وعبادك الموحدين. اللهم لاتعلي لهم راية اللهم اجعل الفتنة بينهم واجعل بأسهم بينهم اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم اللهم امحق صحتهم ومالهم وسلاحهم وذريتهم . اللهم ارحم امة محمد واغثهم ووحد صفهم واجمع كلمتهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم ألف بين قلوب المسلمين واجعلهم رحماء بينهم اشداء على الكافرين