ملفات وتقارير

إندبندنت: مسلمو القرم بين أشباح ستالين والاستفتاء

يواجه المسلمون التتار خيارات صعبة في مسألة انفصال القرم عن أوكرانيا-  (أرشيفية)
يواجه المسلمون التتار خيارات صعبة في مسألة انفصال القرم عن أوكرانيا- (أرشيفية)
يخشى المسلمون التتار في القرم من عودة الأيام السيئة في عهد ستالين "نقرة على الباب" والترحيل، فقد قام الديكتاتور السوفييتي بترحيل الملايين من سكان القرم المسلمين في الأربعينات من القرن الماضي ونقل بعضهم إلى سيبيريا وإلى وسط آسيا. ومات الكثيرون منهم جراء الجوع والمرض والبرد. 

ويتساءل كيم سينغوبتا مراسل صحيفة "إندبندنت" إن كان هذا سيحدث للمسلمين مرة أخرى. ويقول "منظر رجال عابسين يحملون مضارب البيسبول، يتجولون في الشوارع يحملون قائمة من الأسماء، وكان باب بيتها واحد من تلك التي وضعت عليها علامة صليب، وهو أمر لم تتحمله آفا ماميرتوفا، وانهارت، وهي واحدة من الكثير من التتار الذين لا يزالون يعيشون خوف عودة الأيام السيئة وبنتائج رهيبة".

وقد كان الرجال على ما يبدو يعلمون البيوت من أجل الإستفتاء على الإنفصال عن أوكرانيا، ولاحقا قالت ماميرتوفا (43 عاما) من بلدة بخشي سراي، أنهم جاءوا من أجل الحديث عن الإستفتاء وضرورة المشاركة، ولم يكن حديثهم يحمل أي تهديد. وعندما نقلت ماميرتوفا للمستشفى تبين انها تعاني من اضطرابات في القلب.
 
و ماميرتوفا وهي واحدة من أحفاد التتار الذي هجرهم ستالين حيث ولدت في أوزبكستان، وعادت وزوجها قبل 24 عاما وبنت بيتها وبدأت عملا في مجال الزهور، وكانت الحياة هادئة ولا مشاكل مع الجيران الروس قبل أن تبدأ الاضطرابات في أوكرانيا اخيرا. وتواجه هي والمسلمين التتار خيارات صعبة في مسألة انفصال القرم عن أوكرانيا.

ولكن العلامة التي وضعت على بيتها كانت تذكيرا قاتما للأحداث التي سبقت ترحيل المسلمين قبل 70 عاما، فيما قام بعض القوميين الروس باستفزاز المسلمين في بعض مناطق البلاد
 
ويقول الكاتب "بعد قيام الإنفصاليين القرم باستخدام الإضطرابات في أوكرانيا ودعوتهم لروسيا لحكمهم، فإن الدور الذي سيلعبه التتار هو محل مراقبة وتدقيق، فقد تم ترحيلهم من هنا جماعيا في عهد ستالين بعد الحرب العالمية الثانية ولا يزالون يعارضون بشدة الإنفصال والإنضمام لروسيا". 

ويضيف "كانت المواجهات بين التتار والمتظاهرين الروس في عاصمة القرم، سيمفيربول في 26 شباط/ فبراير هي التي أشارت لمشهد الضم، فقد تم احتلال بناية برلمان القرم من قبل مسلحين قالوا إنهم "روس" وتبع بعد ذلك وصول قوات الكرملين للشوارع".

وبعد هذا الحادث قرر التتار الإبتعاد عن الأضواء، فيما قرر المئات منهم، معظهم من النساء والأطفال مغادرة المدينة لمناطق أخرى في اوكرانيا أو أبعد منها. ودعا مجلس المسلمين التتار للهدوء وفي الوقت نفسه طالبهم بمقاطعة الإستفتاء على الإنضمام لروسيا المقرر الأحد 16 آذار/ مارس الجاري.

ويشير التقرير لمحاولات حكومة الإنفصال القرمية الجادة كسب تأييد المسلمين.

وقام قائد المسلمين التتار مصطفى جميليف بزيارة لموسكو للإجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، فيما عرض رئيس حكومة القرم الجديد سيرجي اسكينوف والذي وصل للسلطة وسط شكوك المسلمين عرض على أعضاء مجلس التتار مناصب وزارية، ووعد بتعزيز القوانين لحماية الأقليات ومساعدات لبرامج ثقافية وإطلاق اسم مطار سيفيروبول على اسم بطل تتري.

ولم تؤثر التحركات التي قدمتها حكومة القرم على مجلس التتار، حيث أكد رئيس المجلس التتري، رفعت تشوباروف ما قاله في لقاء من أن التصويت سيعطي شرعية للإستفتاء " غير الشرعي".

 وقال جميليف أن أول مطلب سيتقدم به لبوتين هو سحب  القوات من القرم "هذا هو الشرط الرئيسي، وبعد ذلك يمكننا الحديث عن أي شيء. ونعتقد أن الإستفتاء غير شرعي لان انفصاليين هم الذين ينظمونه، ولكنني منفتح على نقاش اي فكرة، نحن امة صغيرة، ولا يمكننا مواجهة الروس".

وفي المقابل فهناك من يتساءل من بين التتار حول موقف الكبار في الأقلية، حيث تساءل أدم إبراهيموف (46 عاما)  ويعمل مهندسا في أثناء تظاهرة إن كان على المجتمع اتخاذ موقف مختلف "لم نذهب للمظاهرات لأن المجلس طلب منا عدم المشاركة، وهذه أول مرة منذ اسبوعين تشاهد فيها التتار يتظاهرون إلى جانب الروس والأوكرانيين، وحتى في هذه فعددنا قليل"، ويقول عن الإستفتاء ورغبة السكان في البقاء أو الإنفصال عن أوكرانيا: "علينا المشاركة، أعرف ان الأصوات ستزور ولكن إذا أظهر الإعلام عدد المشاركين فسنعرف أن تزويرا قد حدث". ويوافق صديقه رستم الذي يقول "ربما كان علينا الحديث مع أسكينوف، لسنا مضطرين لحبه، ولكن لن يكون بإمكاننا المطالبة بمطالب نيابة عن مجتمعنا، ويجب أن نطالب بمراقبين دوليين وليس روسا فقط".

 ويؤكد وزير الإعلام في القرم ديمتري بولونسكي أن الكثير من الناس سيشاركون في الإستفتاء أكثر مما يتوقع الكثيرون "لا أعرف كم هو عدد المراقبين الدوليين الذين سيحضرون، ليس من مسؤولياتي، ولا أرى أي حرج في حضورهم".
التعليقات (0)