سياسة عربية

الإمارات تتعمد دعم الحوثيين لتقوية نظام علي صالح

جمال بن عمر - أرشيفية
جمال بن عمر - أرشيفية
لم تدخر دولة الإمارات، إلى جانب دول خليجية أخرى، جهدا في دعم المنقلبين على ثورات الربيع العربي والمرتدين عنها في أي قطر عربي، سواء كان ذلك بالمال أم بالجهد والترويج الإعلامي أم غيره، فكان أن التفتت حكومتها إلى الصراع الدائر في اليمن، لتدعم طرفا على حساب آخر، بما يتناسب مع أجنداتها.

ويشير إلى ذلك ما نشره موقع "نون بوست" حصريا، بحسب ما أكدت له مصادر خاصة، من أن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، زار المملكة المغربية  والتقى بـ"مولاي رشيد"، شقيق الملك المغربي محمد السادس، وذلك ليطلب منه إقصاء جمال بن عمر، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون اليمنية، عن الملف اليمني واستبداله بشخص آخر.

ويهدف تحرك وزير خارجية الإماراتي هذا إلى إضعاف القوى المعارضة في اليمن، وذلك لما عرف عن جمال بن عمر ودوره الهام في الوساطة بين القوى المعارضة وشباب الثورة اليمنية ونظام عبد الله صالح.

وتذهب تحليلات عدة إلى أن الإمارات تحاول استعمال نفوذها لدى المغرب لإفشال الجهود التي يقوم بها جمال بن عمر ومعظم التيارات السياسية في اليمن لإنجاح الحوار الوطني وتنفيذ خارطة الطريقة المتفق عليها، وهو ما يصب في مصلحة نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

ومن المعلوم أن الإمارات تدعم نظام عبد الله صالح بقوة وبشتى الطرق وبالتنسيق مع أحمد علي عبد الله صالح، نجل عبد الله صالح، الذي عين سفيرا لليمن في إمارة أبو ظبي الإماراتية، والمعروف بدعمه القوي للمسلحين الحوثيين.

ويثير هذا التوجه الإماراتي نحو دعم علي عبد الله صالح الداعم للمسلحين الحوثيين تساؤلات عن مدى جدية الإمارات في التعامل مع القرار السعودي بتصنيف جماعة الحوثيين كتنظيم إرهابي، وكذلك عن مدى جدية الإمارات في ما تعلنه من سعيها إلى إحداث التوافق الوطني في اليمن.

وولد جمال بن عمر سنة 1957 في المغرب، وهو ناشط سياسي ودبلوماسي مغربي يقود الوساطة بين نظام علي عبد الله صالح وشباب الثورة اليمنية وقوى المعارضة المساندة لها، بصفته مستشارا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمنية منذ سنة 2011 عند انطلاق الثورة اليمنية.
التعليقات (0)