سياسة عربية

آثار استهداف الاحتلال لمقاومين في جنين (صور+فيديو)

جثامين شهداء جنين قبل مواراتها الثرى - عربي 21
جثامين شهداء جنين قبل مواراتها الثرى - عربي 21
خرج وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" بتصريحات إلى وسائل الإعلام مبررا اغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين في مخيم جنيين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، بالقول أن العملية التي نفذها الجيش والشاباك ووحدة "اليمام" أحبطت عملية كبيرة كانوا يخططون لها ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية.

وسبقه متحدثون باسم الجيش الإسرائيلي القول بأن حمزة أبو الهيجاء -اغتالته إسرائيل مع اثنين فجر السبت- كان يمثل "قنبلة موقوتة ويخطط لهجوم كبير بالتنسيق مع حماس في غزة والتي دعمته لتشكيل خلية تنفذ عمليات. أبو الهيجاء نطارده منذ أشهر ورفض الاستسلام وأطلق النار من داخل المنزل، والجيش اطلق صاروخا تجاهه ولكن لم يقتل ثم حاول جنود برفقتهم كلب الدخول للمنزل ففوجئوا بإطلاق نار كثيف من أبو الهيجاء ومسلحين آخرين فقتل الكلب وأصيب أحد الجنود ثم أطلق صاروخا آخر فخرج من المنزل وأطلق النار وقتل".

وهنا الحديث عن شباب لم تتجاوز أعمارهم 23 عاما.

شهود عيان في حديثهم لـ"عربي21" قالوا إن أبو الهيجا أعدم بعد أن أصابه جنود الاحتلال بقدميه واقتادوه ومن ثم أعدموه بالرصاص في رأسه.

ولا تفتأ وسائل الإعلام العبرية والمسؤولون العسكريون الإسرائيليون عن إعلان اعتقال فلسطينيين أو اكتشاف مخططات كما يصفونها "التخريبية" ضد أهداف إسرائيلية.

قبل أسابيع اغتالت إسرائيل الشاب معتز وشحه في بيرزيت قرب رام الله، متهمة إياه بإطلاق النار نحو موقع عسكري إسرائيلي يسمى"بيل بوكس"؛ وقتها استهدف وشحه بصاروخ "لاو".

المتتبع للأحداث يجد أن جيل الفتية والشباب يتصدر أحداث المواجهة مع الاحتلال، وهذا ما يتضح أكثر في مسيرات المقاومة الشعبية وفعالياتها ضد الجدار والاستيطان.

أبو الهيجا وغيره ممن اعتقلهم الاحتلال أو قتلهم يقول عنهم ضابط كبير في جيش الاحتلال: "كان أبو الهيجا كغيره من الجيل الصاعد من الفدائيين يشكل كابوسا ينتاب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبالتالي فإن عملية تصفية الشاب الصاعد حمزة أبو الهيجا قائد كتائب القسام في منطقة جنين وشمال الضفة يعتبر انجازا كبيرا لقوات الجيش".

ونقل موقع "والا" العبري عن الضابط قوله: "الشاباك وقوات الجيش كانوا يصنفون حمزة على أنه خطر متنقل لا تعرف حركته، يحبه أبناء المخيم كلهم على اختلاف ألوانهم، فكان يمكن أن يكون نواة مثمرة لخلق جيل من الشباب الفلسطيني الذي يملك الاستعداد لقتال إسرائيل".

وأضاف، "أبو الهيجا وأمثاله العشرات من الشباب الفلسطيني في مخيمات نابلس وجنين وحتى قلنديا في القدس، يجب التخلص منهم وبسرعة، لأن تركهم يعني إفساح المجال لخلق جيل من الشباب القادر على حمل السلاح في وجهنا، فيصنعون بنا ما صنع جيل الانتفاضة الثانية، وهذا ما لا ترغب إسرائيل في حدوثه".

الاحتلال يرسخ وجوده

بدوره قال الكاتب والصحفي عاطف أبو الرب إن عمليات الاغتيال والتصعيد من قبل إسرائيل انما هو "رسالة واضحة، ترسيخ مفهوم الاحتلال لمن غاب عنهم أن الاحتلال موجود، البعض يعتقد أن الاحتلال غير وجهته، إسرائيل ترفض مجرد هذا التفكير، فتقوم بما تقوم به لتأكيد أنها على نفس الخط الذي سارت به منذ قيامها، وتبعث بهذه الرسائل القوية لتقول لهؤلاء الواهمين كفاكم تخريفا، وتضيف أن الاحتلال سيد الموقف، وعلى الجميع أن يدرك أن ما يسمى مفاوضات وغيره لا يعني لدولة الاحتلال شيئا".


واستبعد أبو الرب في حديث مع "عربي21" حدوث انتفاضة جديدة بفعل التصعيد الإسرائيلي وقال: "لا اعتقد أن عاقلا يمكنه أن يتوقع انتفاضة الآن والاحتلال يدرك ذلك، ومن هنا فإن الجرائم التي تتم تنطبق عليها المقولة: مين فرعنك يا فرعون؟ قال: ما لقيت حد يردني. ولا اتفق مع أي شخص يتوقع حدوث انتفاضة، لا أرى أن الانتفاضات بما عهدناه يمكن أن تفعل شيئا، لكن الاحتلال معني بالتخلص من أي شخص قد يشكل أداة فعل وتأثير ضد أمنه، وفي ذات الوقت تأجيج النفوس، وإثارة الضغائن بين أبناء الشعب الفلسطيني".

ونوه إلى أن اعتماد الرواية الإسرائيلية حول اغتيال الشبان الثلاثة، في الوكالات الأجنبية مرده إلى حالة "الطلاق بين السلطة ومؤسساتها والمقاومة، إن جاز التعبير" التي اعتبرها "سبب غياب رواية فلسطينية ".

وكان أكثر من عشرة آلاف مواطن شاركوا بعد ظهر اليوم بتشيع شهداء مخيم جنين الذين استشهدوا فجر اليوم السبت على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهم: حمزة جمال أبو الهيجا القائد الميداني في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس ونجل القيادي الأسير جمال أبو الهيجا؛ ومحمد عمر صالح أبو زينة، من سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي؛ ويزن محمد جبارين (23 عاماً) من كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.

وشارك بالتشييع شخصيات رسمية وفصائلية من مختلف التنظيمات.

وطالب المشاركون بالتشييع وقف المفاوضات، واستئناف عملية المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.

وفي وقت سابق أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إصابة عدد من جنود الوحدات الخاصة التي شاركت بعملية مخيم جنين فجر اليوم.

ونقل موقع "والا العبري" عن المتحدث قوله أن وحدات خاصة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك ووحدات مختارة من القوات الخاصة الإسرائيلية إلى جانب وحدة من الجيش النظامي شاركت بعملية اغتيال الشهداء الثلاثة بمخيم جنين فجر اليوم.

وأضاف أن العملية استهدفت تحديدا الشهيد حمزة أبو الهيجا الذي يعتبره الأمن الإسرائيلي القيادي العسكري الأول في كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس بشمال الضفة.

يذكر أن جيش الاحتلال قتل 57 فلسطينيا وجرح نحو 900 آخرين منذ بدء المفاوضات تموز الماضي.

التعليقات (0)