صحافة دولية

ساينس مونيتور: هل تسلح الرياض ثوار سوريا من باكستان?

مقاتلون سوريون في إحدى الجبهات - ا ف ب
مقاتلون سوريون في إحدى الجبهات - ا ف ب
رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور أن المنحة السعودية لباكستان بقيمة 1.5 مليار دولار هي تعبير عن عمق العلاقات السعودية – الباكستانية وجزء من محاولة السعودية تعزيز تحالفاتها في المنطقة.

وقالت مونيتور إن الصحافيين الباكستانيين وخبراء الأمن  والمعارضة السياسية عبروا عن قلقهم من المنحة التي لا تحمل أي شروط وتساءلوا إن كانت جزءا من صفقة خلف الستار تقوم من خلالها الحكومة الباكستانية بتزويد المعارضة السورية بالسلاح. 

ونقلت عن باقر سجّاد من صحيفة "دون" الباكستانية قوله: "لا يوجد غداء مجاني في السياسة الخارجية" وكانت سجّاد قد كتب مقالا حول الموضوع يتساءل حول طبيعة المنحة السعودية.

وكان مستشار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لشؤون الأمن القومي ووزارة الخارجية قد أكدوا بشكل مقتضب تلقي الباكستان "الهدية"، وقالوا إن السعودية وافقت على شراء أسلحة من الباكستان.

ورفضت الحكومة في إسلام أباد تحديد طبيعة الأسلحة التي ستشتريها السعودية وأنكرت في الوقت نفسه أن تكون الأسلحة المشتراة للسوريين.

وتعرف الباكستان الذي يعتبر جيشها سادس جيش في العالم  بأنها من أكبر المستوردين للسلاح ولكنها تبيع المقاتلات والصواريخ المضادة للدبابات والمصفحات والأسلحة الخفيفة لدول مثل سريلانكا والعراق وماليزيا.

ونقلت الصحيفة عن عائشة صديقي، الخبيرة في مجال الدفاع في إسلام أباد قولها إن السعودية تبحث عن طرق لمواجهة منافستها اللدودة إيران التي تعتبر من أكبر الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، وتدعو الرياض بشكل علني لتسليح المعارضة وقد تريد شراء أسلحة من الباكستان بدلا من الذهاب لدول أخرى لأن الباكستان لا يمكنها وضع شروط حول الجهة التي ستنتهي إليها الأسلحة.

وتقول صديقي "في حال اشترت السعودية الأسلحة من الدول الغربية وانتهت بيد المعارضة السورية واكتشفت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحقيقة فإنه سيكون بإمكانها فرض عقوبات على السعودية".

ولكن الباكستانيين ليس لديهم ذلك النفوذ على السعوديين كي يفرضوا مثل هذه الشروط لان الحكومة بحاجة للأموال وقلقة من تراجع الدعم الأجنبي بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان".

وجاء الكشف عن المنحة بعد سلسلة من المحادثات التي عقدت على أعلى المستويات بين البلدين خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، والتي انتهت بتخلي الباكستان عن موقفها المحايد ودعت لأول لرحيل الأسد.

وتشير الصحيفة إلى أنه لا يوجد هناك أي دليل من أن التحرك الباكستاني الأخير هو نتاج للمحادثات المباشرة مع السعوديين وبحسب مايكل كوغليمان، الخبير الأمريكي في شؤون الباكستان بمركز ودرو ويلسون الدولي فإن "هناك الكثير من الأسلحة القادمة من عدد مختلف من المناطق، وحتى تصل الأسلحة الباكستان بكميات كبيرة فلا أرى أنها ستكون عاملا مهما في تغيير اللعبة".

ويرى كوغليمان أن الاثر المباشر للأسلحة الباكستانية لسوريا هو "زعزعة الإستقرار بالتأكيد".

وحذر من أثر تورط الباكستان في الحرب الطائفية الطابع في سوريا خاصة أن الباكستان تعاني من مشاكلها في داخل البلاد، وشهدت الباكستان في العام الماضي 687 حادث قتل طائفي بزيادة 22% عن العام الذي سبقه.
التعليقات (0)