اقتصاد دولي

الاقتصاد الأميركي يستعد لفقد الصدارة

الصين في الطليعة على لوحة التراتبية للاقتصاد العالمي - أرشيفية
الصين في الطليعة على لوحة التراتبية للاقتصاد العالمي - أرشيفية
يستعد الاقتصاد الأميركي ليفقد منصبه كأكبر اقتصاد في العالم خلال العام الحالي، ليحل مكانه لأول مرة الاقتصاد الصيني الذي لايزال يسجل نموا قويا، في الوقت الذي لا يزال فيه نظيره الأميركي يكافح بعد الأزمة الاقتصادية التي أضرت به طوال السنوات الماضية.

ويتبين من مجموعة من الأرقام الصادرة عن وكالات اقتصادية عالمية أن التفوق الصيني سيحدث قبل نهاية العام الحالي 2014، في الوقت الذي كانت فيه كافة التوقعات تتحدث عن تفوق صيني متوقع في العام 2019، فيما كانت توقعات البعض تتحدث عما بعد ذلك التاريخ.

وتتربع الولايات المتحدة على عرش الاقتصاد العالمي كأكبر وأهم اقتصاد في العالم منذ العام 1872، عندما أزاحت بريطانيا عن هذا المركز، واحتفظت به منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

وبحسب بحث مكثف أجرته وكالة اقتصادية تابعة للبنك الدولي، فإن قياس التكاليف الحقيقية للمعيشة والقدرة الشرائية للنقود يمكن أن يعطي مؤشرا أدق على حجم الاقتصاد في أي بلد، ويعطي قدرة أكبر على المقارنة بين الاقتصادات في العالم. وتبعا لذلك فإن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بلغ في العام 2012 نحو 16.2 تريليون دولار، وفي الصين بلغ 8.2 تريليون دولار.

ووجدت وكالة (International Comparison Program) في بحثها الذي تضمن حسبة جديدة للناتج المحلي الإجمالي أن الاقتصاد الصيني كان أقل من نصف حجم الاقتصاد الأميركي في العام 2005، حيث كان حجمه يعادل 43% فقط من حجم الاقتصاد الأميركي، أما في العام 2011 فإن حجم الاقتصاد الصيني بلغ 87% من نظيره الأميركي مع النمو الكبير الذي تسجله بكين.

ويقول البحث الذي نشرت نتائجه جريدة "فايننشال تايمز": "بالنسبة للعام 2011 فإن الاقتصاد الأميركي يظل الأكبر في العالم، لكن الصيني يأتي بعده مباشرة وبفارق ضئيل، إذا اعتمدنا على المعادلة الحسابية الجديدة".

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الصين نموا اقتصاديا إجماليا خلال الفترة من 2011 إلى 2014 بواقع 24%، بينما يتوقع أن يسجل الاقتصاد الأميركي نموا خلال الفترة ذاتها بنسبة 7.6%، وهو ما يعني في النهاية أن الاقتصاد الصيني سينهي العام الحالي متفوقا في حجمه على الاقتصاد الأميركي.

وتقول "فايننشال تايمز"، إن تفوق الاقتصاد الصيني على نظيره الأميركي سيؤدي إلى انقلاب كامل في المشهد الاقتصادي العالمي، كما أنه سيغير من أهمية كل دولة بالنسبة للحركة الاقتصادية في العالم.

وبحسب البيانات المشار إليها والمعادلة الحسابية الجديدة، فإن الهند ستحل في المركز الثالث من حيث حجم اقتصادها في العالم، بعد أن تكون الصين في المركز الأول، وأميركا في الثاني، حيث سيكون قد تضاعف حجم اقتصادها، من 19% من حجم الاقتصاد الأميركي في العام 2005 إلى 37% من حجم الاقتصاد الأميركي في العام 2011.

يشار إلى أن الصين كانت في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي قد تفوقت على الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها من حيث الواردات النفطية التي تأتيها من الخارج، وهو ما قرأه محللون وخبراء اقتصاد على أنه مؤشر مهم على النمو الصناعي الكبير الذي تشهده البلاد، والذي يؤدي إلى ارتفاع في الطلب على الوقود.
 
التعليقات (0)