سياسة عربية

أبو بكر البغدادي.. زعيم داعش نجم الجهاد الصاعد

جائزة أمريكية قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه - أرشيفية
جائزة أمريكية قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه - أرشيفية

أصبح زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي حقق مقاتلوه مكاسب عسكرية سريعة في العراق، النجم الصاعد في عالم الجهاد، ويقول مقاتلون إسلاميون إنه مدفوع بعزم لا يلين على مواصلة القتال وإقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة بحذافيرها.

ويسيطر أبو بكر البغدادي الآن على أجزاء كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق، وهي منطقة واسعة تمثل ملاذا للمقاتلين السنة عبر الحدود في الشرق الأوسط.

ورغم ما يملكه من نفوذ وجائزة أمريكية قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه، فلا يعرف سوى القليل عن هذا الرجل الذي تجنب الأضواء حفاظا على سلامته.

وأشاد مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية، ومنافسون للتنظيم تحدثوا مع رويترز، أشادوا بالبغدادي كمخطط استراتيجي نجح في استغلال الاضطرابات في سوريا، وضعف السلطة المركزية في العراق، بعد انسحاب القوات الأمريكية، ليقتطع أرضا جعل منها قاعدة له.

وأثبتت الأحداث شدته في القضاء على خصومه، ولم يبد أي تردد في الانقلاب على حلفاء سابقين، لتعزيز طموحه من أجل إقامة الدولة الإسلامية.

وخاض معارك مع أعدائه وهزمهم، حتى الذين ينتمون لجماعات متشددة منافسة ويشاطرون تنظيم الدولة الإسلامية نهجه العقائدي. أما من يسقط أسيرا من مقاتلي المعارضة أو غير المقاتلين فعادة ما يقتل رميا بالرصاص أو بقطع الرأس. وتسجل مشاهد القتل في لقطات فيديو مروعة تبث الخوف والاشمئزاز في نفوس الخصوم.

وقال مقاتل غير سوري من مقاتلي التنظيم متحدثا من داخل سوريا "باختصار بالنسبة للشيخ البغدادي كل دين له دولته ما عدا الإسلام. ويجب أن تكون له دولة ويجب فرضه. الأمر في غاية السهولة."

التوسع السوري

ووفقا للإعلان الأمريكي الذي يرصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، ويحمل صورة رجل بني العينين بوجه مستدير ولحية مشذبة وشعر قصير، ولد البغدادي في مدينة سامراء العراقية عام 1971 .

وتقول مواقع جهادية إنه حصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بجامعة بغداد، وبعد أعوام من القتال مع الجماعات التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة أصبح زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2010.

وبعد ذلك بعام -منتهزا فرصة اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد- أرسل البغدادي أحد مساعديه إلى سوريا، حتى يكون للقاعدة موطئ قدم هناك.

وشكل مساعده أبو محمد الجولاني جبهة النصرة التي تستلهم نهج القاعدة، والتي أعلنت عن نفسها سريعا بسلسلة من تفجيرات السيارات الملغومة. وأصبحت تعرف أيضا بالأكثر تأثيرا بين مختلف القوى التي تقاتل الأسد.

ولكن مع تزايد نفوذ الجولاني في سوريا ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة البغدادي، شن البغدادي حربا على جبهة النصرة، ما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري.

وبالنسبة لكثيرين من أنصار البغدادي، فإن هذا الانقسام لم يكن مفاجئا.

وقال المقاتل غير السوري من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إنه عندما قتل أسامة بن لادن مؤسس القاعدة على يد قوات أمريكية في باكستان قبل ثلاثة أعوام، كان البغدادي "الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري".

وأضاف "كلفه الشيخ أسامة بتأسيس الدولة.. كانت هذه خطته قبل أن يقتل (بن لادن)".

وعلى الرغم من أن أنصار البغدادي يعتقدون أن الدولة الإسلامية ستعيد أمجاد الإسلام أيام النبي محمد، إلا أنهم يعتقدون أن الظواهري يخشى من أن تجمع الجهاديين في مكان واحد سيجعل هزيمتهم على يد الغرب أسهل.

ويقول مقاتلوه إن البغدادي لديه العديد من المفاجآت لأعدائه. وقال مؤيد آخر لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "لديه إمكانيات يخفيها حتى يحين الوقت المناسب".

تنامي القوة

تجاهل البغدادي نداءات الظواهري لترك سوريا لجبهة النصرة، ووسع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013 وفي بعض الأحيان اشتبكت جماعته مع قوات الأسد، لكنها في معظم الأوقات كانت تركز على طرد جماعات المعارضة الأخرى.

ونتيجة لتعامل تنظيم الدولة الإسلامية القاسي مع المواطنين السوريين أصبح له الكثير من الأعداء، وبحلول نهاية العام الماضي شكلت جبهة النصرة تحالفا مع كتائب إسلامية أخرى للرد على الدولة الإسلامية، ونجح هذا التحالف في إجبارها على التقهقر إلى معقلها على نهر الفرات في المنطقة المنتجة للنفط بشرق سوريا.

لكن تنظيم الدولة الإسلامية ازداد قوة ولم يضعف. ويسيطر مقاتلو البغدادي على مدينة الرقة، وهي العاصمة الإقليمية السورية الوحيدة التي لا يسيطر الأسد على أي أجزاء منها، ويطبقون الشريعة الإسلامية.

وفي محافظة دير الزور المجاورة شن تنظيم الدولة الإسلامية حملة على مدى ستة أسابيع ضد معارضين منافسين، لقي خلالها 600 مقاتل حتفهم، واستولى على حقول نفط وبلدات على الضفة الشمالية الشرقية لنهر الفرات، على بعد 100 كيلومتر من الحدود العراقية.

ويقول مقاتلون معارضون إن مبيعات النفط في السوق السوداء تدر عائدات بملايين الدولارات. وفي ظل وجود المقاتلين، العراقيين والعتاد العسكري الذي تم الاستيلاء عليه بعد سيطرته على مدينة الموصل العراقية، فإن البغدادي يملك الآن مجموعة كبيرة من الموارد.

ويقول مؤيدوه إن هذا أمر أساسي لتحقيق هدفه بالاكتفاء الذاتي العسكري وضمان تدفق الأموال والمقاتلين والأسلحة وإمدادات الطاقة.

منافس للظواهري

وتتناقض قوة البغدادي الحقيقية الواضحة للعيان تناقضا صارخا مع الظواهري المختبئ منذ أكثر من عقد، والذي يحاول أن يؤثر على الحركة الجهادية الدولية التي تنشط في معظمها بعيدا عن مخبئه.

بل إن خصوم البغدادي يقولون إن نجمه في صعود، وإن نفوذه يتجاوز سوريا والعراق.

وقال أحد مقاتلي جبهة النصرة في مدينة حلب السورية "إنه يتمتع بشعبية بالغة بين الجهاديين. يرون فيه شخصا يخوض حرب الإسلام" مضيفا بمرارة أن أنصاره "لا يرون مدى الضرر الذي يسببه".

وتابع "تلقى (البغدادي) كذلك رسائل مبايعة من أفغانستان وباكستان. الشيخ الظواهري يحاول لكن أعتقد أن الأوان فات".

وأضاف أن جبهة النصرة ترى أن الإسلاميين في سوريا "دخلوا في حلقة من الدم لن يخرج منها أحد".

ويمثل البغدادي لأتباعه جيلا جديدا من المقاتلين الذين يعملون على تنفيذ المرحلة المقبلة من حلم ابن لادن، وهو الانتقال من القاعدة إلى إقامة الدولة المتشددة.

وقال مقاتل سوري من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "الشيخ البغدادي والشيخ أسامة يشبهان بعضهما. كلاهما يتطلع للأمام. كلاهما يريد دولة إسلامية".

ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، إذ يقولون أن تشكيل البغدادي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يجعل دور الظواهري في عملية القاعدة غير ذي قيمة.

وقال المقاتل الأجنبي للجماعة "تنظيم القاعدة لم يعد موجودا. تم تشكيله ككقاعدة للدولة الإسلامية والآن أصبح لدينا ذلك. ينبغي على الظواهري أن يبايع الشيخ البغدادي".

وذكر جهادي آخر قال انه مقرب من البغدادي، إن الظواهري يتابع بلا حيلة ليرى إن كان البغدادي سيقترف خطأ.

وقال "إنه ينتظر ليرى إن كان البغدادي سينتصر أم سيسقط، لكن في جميع الأحوال هو لم يعد قائدا."

ومن بين الاستراتيجيات التي ينتهجها البغدادي فتح الباب للمقاتلين الأجانب، ولا سيما الأوروبيين والأمريكيين، حيث يوفر لهم التدريب والشعور بأن لهم هدفا.

وبينما يكون هؤلاء مفيدين في ساحة القتال السورية، فإنهم قد يعودون لبلادهم في يوم من الأيام وقد اكتسبوا خبرة القتال، ليجندوا آخرين لتنفيذ هجمات لحساب البغدادي خارج الشرق الأوسط.

ويتدرب هؤلاء بحيث لا يعرفون الخوف ولا الرحمة. ويقول نشطاء في عدد من المناطق داخل سوريا إن رجال البغدادي يتجولون وهم يرتدون أحزمة ناسفة.

وفي علامة على وحشيتهم، أظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام -بعضهم لا يتحدثون العربية فيما يبدو- وهم يعدمون عددا من الرجال. وكان رجلان يتلوان الشهادة أثناء إعدامهما.

ويقول بعض رجال الدين إن قتل أي شخص أثناء تلاوته الشهادة من المحرمات، لكن رجال البغدادي يتعاملون بقاعدة بسيطة وهي أن من يقف في طريقهم يجب أن يباد بغض النظر عن دينه أو طائفته.

وعندما سئل عن مدى جدية البغدادي أجاب أحد أنصاره "عندما يكون لديك جيشه وعزيمته وإيمانه فينبغي على العالم أن يخشاك".

وأضاف: "إذا لم يخش العالم البغدادي فهم حمقى. ولا يدرون ماذا سيحل بهم في المستقبل".
التعليقات (4)
الزرقاوي
الخميس، 27-05-2021 10:49 ص
تقبل الله أسود
ابو أسامة الجنوبي
الخميس، 27-05-2021 10:47 ص
تقبلك الله شيخنا سنبقى حمل ثقيل على رقابهم
مروان نايف
الثلاثاء، 17-06-2014 04:35 م
ياللعار.. تريدون أن تصنعوا من هذا الوغد بطلا على حساب الثوار.. أرجو أن تنظروا أبعد من أنوفكم قليلا وتسألوا من يعلم .. إن كنتم لا تعلمون
إسلام شاهين
الثلاثاء، 17-06-2014 11:29 ص
البغدادي هو محمد بن تومرت العصر