سياسة عربية

البرازيل تحتج على كاتب مصري اتهمها بإبادة الأطفال

السفير البرازيلي بالقاهرة  ماركو برانداو - أرشيفية
السفير البرازيلي بالقاهرة ماركو برانداو - أرشيفية
أعلن ماركو برانداو سفير البرازيل لدى مصر احتجاج بلاده الشديد على مقال نشرته جريدة مصرية قبل قرابة أسبوع اتهم فيه كاتبه بلاده بإبادة أطفال الشوارع، فيما اعتذر الكاتب للسفير عما كتب، وهو ما سخر منه قراء الجريدة.
 
وقال السفير البرازيلي في القاهرة ماركو برانداو: "أحتج بأشدّ العبارات على المقال المؤسف المنشور بجريدة "المصري اليوم" فى عدد الجمعة 20 حزيران/ يونيو 2014 بعنوان "أطفال الشوارع: الحلّ البرازيلي"، لكاتبه نصار عبد الله، الذى يسىء بشدّة إلى البرازيل، وشعبها".
 
وقال السفير -في مقال بالجريدة الجمعة-: "كانت مفاجأتي عظيمة حين اطلعت على المقال الثاني الذى اشتمل على نفس المُغالطات البغيضة حول البرازيل، والمنشور فى عدد الأحد من الجريدة". ويقصد السفير بذلك مقالا ثانيا نشرته الجريدة للكاتب نفسه، دافع فيه عن نفسه، وبرر فيه رأيه.
 
وأضاف السفير: "يُعدّ هذان المقالان بمثابة مجموعة من المعلومات المضللة حول البرازيل، لا أساس لها من الصحة، ولا تمتّ إلى واقع الدولة بصلة على الإطلاق".
 
وتابع برانداو: "لم تُتبع أي سياسات عامة قط بصدد إعدام أطفال الشوارع فى البرازيل، على عكس ما يؤكده المقال، بل كان يتم وضع السياسات الحكومية المتعلقة بالأطفال المحرومين دائما بما يحميهم من العنف الذى قد يتعرضون له فى أي من بلدان العالم".
 
وأشار السفير إلى أن أحد الأمثلة على التزام حكومة البرازيل الوثيق بحماية الأطفال، هو الموافقة على "النظام الأساسي للأطفال والمراهقين"، عام 1990، وهو إطار قانوني وتنظيمي بشأن حقوق الإنسان الخاصة بالأطفال والمراهقين فى البرازيل، وذلك بهدف تقديم حماية شاملة لهم، غلى حد تعبيره.
 
وشدد برانداو على أن البرازيل تبنت بشكل تام اتفاقيات الأمم المتحدة الآتى ذكرها بشأن حماية الأطفال والمراهقين فى القانون الوضعي: "اتفاقية حقوق الطفل"؛ و"البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء وفى المواد الإباحية"؛ و"البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في الصراعات المسلحة".
 
وشدد السفير في رسالته إلى الجريدة على أن "جميع أعمال العنف التى يتعرض لها أطفال الشوارع فى البرازيل، حتى تلك التى ترتكبها قوات الأمن العام، تخضع للتحقيق أمام القضاء البرازيلي. وتُعدّ واحدة من القضايا الأشدّ خزيا على مدار تاريخ البرازيل "مذبحة كانديلاريا" التى وقعت فى "ريو ديجانيرو" عام 1993، إذ قُتل ثمانية مراهقين على أيدى مجموعة من الرجال المسلحين، وانتهت بإدانة أفراد من قوات الشرطة المتورطين فى الجريمة. هذا وقد قابل الرأى العام البرازيلي هذه الجريمة بالسخط العارم، مما أدّى إلى تشكيل العديد من المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية أطفال الشوارع".
 
واختتم السفير رسالته للجريدة بقوله: "يلتزم كل من المجتمع والحكومة البرازيلية بالعدالة الاجتماعية منذ انتقال البرازيل إلى النظام الديمقراطي عام 1980، بعد 20 عاما من الديكتاتورية العسكرية لم تؤدِ سوى إلى تفاقم مشكلات الدولة الاجتماعية التاريخية. ولقد استطاعت البرازيل أن تصبح واحدة من كبرى القوى الاقتصادية فى العالم في الوقت الراهن بفضل السياسات العامة الهادفة إلى حماية حقوق الإنسان، والقضاء على الجوع، ومحاربة الفقر، بما فى ذلك توجيه مخصصات من المال العام إلى قطاعات المجتمع الأكثر فقرا، فضلا عن الإصلاحات الاقتصادية المحكمة. وتلك هى التجربة البرازيلية الحقيقية، التى تبيّن أن النمو الاقتصادى والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان ليست سياسات إقصائية".
 
اعتذار الكاتب
 
وتعليقا على مقال السفير البرازيلي، قدم نصار عبدالله، أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج، اعتذارا إلى الشعب البرازيلي، الجمعة، على خلفية مقاله، الذي نُشر في "المصري اليوم"، الجمعة الماضي، تحت عنوان: "أطفال الشوارع: الحل البرازيلي".
 
وقالت "المصري اليوم" إن اعتذار "عبدالله" جاء في تعليق له على المقال المنشور بـ"المصري اليوم"، الذي كتبه السفير البرازيلي، ماركو برانداو، بعنوان: "احتجاج برازيلي ضد مقال (أطفال الشوارع)".
 
وكتب نصار: "أتقدم بخالص الاعتذار إلى سعادة السفير البرازيلي، وإلى الشعب البرازيلي، الذي ينتمي إليه، ويحمل جنسيته حاليا بعض أقاربي المهاجرين المقيمين في دولة البرازيل، والذين تابعوا، وتابعت معهم بانزعاج شديد في التسعينيات ما قامت به فرق الموت الضالع معها أفراد من الشرطة من فظائع، إلى حد جعل الكثيرين في البرازيل يتصورون وتصورت معهم أن هذا المسلك جزء من استراتيجية الشرطة ذاتها، خاصة أن ضحايا فرق الموت، طبقًا لدراسة قامت بها منظمة العمل الدولية (منشورة بتاريخ 31/1/2009 في موقع startimes، ومواقع أخرى، يتجاوز 5 آلاف طفل سنويا".
 
وأضاف نصار: "وإذ أعتذر لسعادة السفير وللشعب البرازيلي مرة أخرى، أتقدم لسعادته بخالص الشكر أنه تكرم بتصحيح هذه المعلومة، وتوضيح أن السياسة الرسمية للدولة وللمجتمع البرازيلي تقف بحزم في مواجهة تلك الجرائم البشعة".
 
واختتم: "إني على ثقة من أن السياسات الراهنة، التي تتبعها الدولة البرازيلية، والتي يدعمها المجتمع البرازيلي سوف تكفل حلولا إنسانية كريمة لكل أطفال الشوارع في البرازيل".
 
القراء يسخرون
 
وغير بعيد تابع قراء الجريدة معركة رد السفير، وتعليق الكاتب. فقال طاهر الحيران: "مقال محترم لشخص يحترم بلاده، ويخشى عليها من الانزلاق فى المستنقع المصرى".
 
وقال ماهر رزيق: "احتجاج في محله من السيد ماركو برانداو.. مقال د. نصار عبدالله كال اتهامات بأبشع الجرائم الإنسانية لدولة البرازيل، ويبدو، حتي الآن، أن لا أحدا، وأولهم جريدة المصري اليوم، مهتم بمراجعة صحة هذا الاتهام، كأنه صحيح فرضا.. كل همهم هو رد الفعل المحلي".
 
وقالت مانترياك من جامعة جورجيا ستيت: "يعمل بجانبي شخصان من البرازيل،  ولم يسمعنى عن شيء كهذا، ولكن مسلسل التفاهة والنصاحة المصري ليس له حدود.... فلما تلبسها في البرازيليين هيعرفوا منين.. الدنيا بقت صغيرة جدا.. لم أر أحط وأدنى معاملة للاطفال كما رأيتها في بلدي مصر وما زلنا نغني محليا، ونسمع صدى صوتنا ونطرب له ونرقص عليه كأننا تخطينا الأمم كلها".
وقال الشربيني المهندس: "شكرا لسعادة السفير بالمنطق والحجة الدامغة وصفعة علي قفا كل من ركب الموجة ودافع عن مقال د نصار بحجة أننا أنصاف متعلمين".
 
وقالت نيفين قاسم: "سفير البرازيل يرد علي المقال المخزي موضحا أن الدول لا تقدم بانتهاك حقوق الانسان وقتل المواطنين اللي ملهمش لازمة من وجهة نظر البعض، ولا بالحكم العسكري والاستبداد".
   
وقال المنتصر بالله: "نأسف ياماركو العزيز...فلدينا صحقيون تمرسوا على كتابة مجلات الحائط المدرسية، وكتابة خواطرهم على جدران دورات المياه العمومية"!
التعليقات (0)