سياسة عربية

"داعش" توزع صكوك توبة لمنتسبي الأمن في الموصل

عناصر داعش تعقد محاضرات توبة لعناصر الأمن في الأنبار - فيس بوك
عناصر داعش تعقد محاضرات توبة لعناصر الأمن في الأنبار - فيس بوك
يمر الناس في الموصل من أمام جامع النقيب في حي الشفاء بالجانب الأيمن من المدينة ليروا طابورا طويلا من مئات الشباب كل يوم، يتجمعون في الجامع ليستلموا "صك الغفران"، كما وصف أحد سكان المدينة.

ومع أول أيام دخول تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى الموصل، وزع التنظيم وثيقة أسماها وثيقة المدينة، نصت على أن باب التوبة مفتوح لمنتسبي الأجهزة الأمنية، وأن التنظيم خصص أماكن لاستقبال التائبين، فيما هدد المتخلفين عن التوبة بالقتل.

ويؤكد سكان المدينة أن تنظيم داعش بعد أن وزع وثيقة المدينة، بدأ أفراده بتنبيه الناس في المساجد حول ما يسمونهم بـ "المرتدين" من الأجهزة الأمنية، حيث يقول "مناف" وهو أحد سكان الموصل "بعد كل صلاة في المسجد، يقوم أحد عناصر التنظيم باعتلاء المنبر، مطالبا عبر الميكروفون المنتسبين للأجهزة الأمنية في الشرطة والجيش وحماية المنشآت والمرور إلى الذهاب إلى الأماكن المخصصة للتوبة"، مضيفا أنهم أعطوا مهلة محددة لمنتسبي الأجهزة الأمنية وبانتهائها يُقتلون.

ويؤكد "مناف" أن التنظيم حدد مكانين لاستقبال "المستتابين"، المكان الأول هو في الجانب الأيمن في الموصل في قاعة جامع النقيب بحي الشفاء، والثاني في جامع الصابرين في حي الوحدة من الجانب الأيسر المدينة.

أحد المنتسبين للشرطة المحلية في الموصل رفض الكشف عن اسمه قال: "بعد أن بلغونا بضرورة أن نعلن براءتنا من العمل بالشرطة، اضطررنا للذهاب حتى نحفظ أرواحنا"، ويضيف: "لم التحق بالشرطة المحلية من أجل الدفاع عن شخص في الدولة، بل هو كان يمثل بالنسبة لي باب رزق لا أكثر".

فيما ذكر "سعيد" وهو منتسب في شرطة المرور في الموصل –اسمه مستعار-، أنه ذهب إلى قاعة النقيب وهي أحد الأماكن التي حددت للإستتابة، يقول: "وصلت إلى المكان فإذا بي أرى المئات من الناس وهم يقفون في طابور طويل للحصول على "التوبة"، سألت أحد المسلحين إذا ما كان هذا هو المكان المقصود، أجابني نعم هذا هو مكان توبة المرتدين".

ويضيف سعيد: "وقفتُ مع الناس قبالة قاعة الجامع ننتظر دخولنا، ولكننا تأخرنا أكثر من نصف ساعة بالانتظار في الخارج لأن الأعداد كبيرة في الداخل"، مؤكدا أن أفراد تنظيم الدولة الإسلامية يعاملونهم بلطف ويوزعون عليهم الحلوى أثناء الانتظار، قائلا: "دخلنا وإذ بالمسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية يقومون بتنظيمنا على شكل صفوف، حان دوري ووصلت إلى من يقبل التوبة مني".

يكمل سعيد وصفه لمشهد قبول التوبة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية "شاب ملثم يجلس على كرسي وأمامه منضدة، وخلفه شعار التنظيم، وأمامه أوراق بيضاء يسجل أسمائنا فيها وختم كذلك"، فيما يذكر أن الملثم طلب منه هويته – بطاقة الأحوال الشخصية– وقام بتدوين معلومات عنه في الورقة البيضاء التي يظهر في أعلاها شعارٌ اسود يرمز لـداعش، مطالبا إياه بعد انتهائه من تدوين المعلومات تسليم سلاحه.

ويكشف سعيد أن الملثم الذي دون معلومات عنه أعطاه نسخة من الورقة والذي قام بالختم عليها بشعار الدولة الإسلامية، وبين له أنه بهذه الورقة لن يستطيع أحد من أفراد التنظيم الاعتداء عليه أو محاولة قتله.

وبعد انتهاء استلام ما أسماه سعيد بـ "صك الغفران من الذنب"، يقول "يصلون بنا صلاة الجماعة، وبعد انتهائنا من الصلاة، يلقي أحد المسلحين الملثمين محاضرة شرعية، ويحذرنا من العودة مرة أخرى للعمل في سلك الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المركزية في بغداد".
التعليقات (0)