سياسة عربية

خبير عسكري عراقي: المالكي مكسور بعد انهزام جيشه

جانب من الندوة بالصالون الثقافي في الدوحة - عربي21
جانب من الندوة بالصالون الثقافي في الدوحة - عربي21
 أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي عبد الوهاب القصّاب، على خصوصية الكيان العراقي من جهة، وضرورة دعم الثوار في معركتهم الطويلة مع التهميش والإقصاء الطائفي والتهجير القسري من جهة أخرى. 

وقال القصاب خلال مشاركته في ندوة أقيمت بالصالون الثقافي بالعاصمة القطرية الدوحة، عن الثورة العراقية ومستقبل المالكي بعد انهيار قواته: "إن المالكي مكسور بعد انهزام جيشه، وإن خيار الدول العربية لتحييد تنظيم "داعش" لن يكون إلا بدعم الثوار، لذا فهو يحاول دخول تكريت لما تمثله من رمزية لجزء عريض من الثوار، مؤكدا أن إزاحة الثوار عن مواقعهم عملية شبه مستحيلة، رغم أن هنالك شكوكا في أن يحسموا معركة بغداد لصالحهم".

وأشار إلى أن العراق إن كان قوياً أو ضعيفاً، فهو مؤثر على البيئة المحيطة، إذ حينما كان العراق هو القوة الوازنة إبان الفترة التي سبقت الاحتلال الأمريكي، كان واضحا تأثيره في ميزان القوى.

 وحول جغرافيا العراق من الشمال إلى المناطق الثائرة، بين الباحث المشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن كردستان تحتوي على كتلتين متمايزتين، السليمانية وما حولها وأربيل، ودهوك تحديدا، لهجة وعادة وتصرفا يختلفون أشد الاختلاف، وفي لحظة تاريخية معينة لا يفهمان بعضهما البعض، لافتا إلى أنه ليست هناك حساسية بين العرب والكرد، إضافة إلى مشاركة كتلة بشرية من أتباع الديانة المسيحية (الكلدانيين) السكن في تلك المنطقة الكردية، وهذه المنطقة كانت معروفة بولائها للسلطة المركزية في بغداد ما عدا عائلة البرزاني.
 
وأضاف أن"العلاقات بين القبائل العربية والكردية علاقة صداقة قديمة ولا توجد مشكلات بين العرب والأكراد"، منوها إلى أنه مع ذلك فقد كانت هناك فواصل بين العرب والأكراد، منها اللغة، والجذور الاجتماعية، لافتا إلى أنه لم يكن هناك فواصل  بين السنة والشيعة، إذ إنه في المناسبات كان التعاون الاجتماعي سمة العلاقات القائمة بين الطرفين، فيما ظلت العلاقات الاجتماعية متميزة إلى قيام الثورة في إيران 1979، حيث بدأت حينها عناصر حزب الدعوة بالقيام بعمليات عدائية ضد الدولة العراقية من خلال محاولات الاغتيال التي تعرض لها طارق عزيز وزير الإعلام في حينه، إضافة إلى اعتداءات أخرى".

 وتابع القصّاب: "اضطرت الكثير من العائلات العراقية إلى اللجوء إلى تغيير جنسيتها، إلى ما يسمى بـ(التابعية)، وذلك للهروب من التجنيد الإجباري الذي يفرضه الجيش التركي إبان سيطرة العثمانيين على العراق، فقد تنازل عن الجنسية الكثير من العائلات وقدموا أنفسهم على أن تابعيتهم إيرانية، أي جنسيتهم إيرانية، وهكذا صار في العراق الكثير من العراقيين الذين يحملون الجنسية الإيرانية خوفا وهرباً من التجنيد الإجباري التركي. وعلى ذلك، استمرت هذه الأسر ذات التابعية الإيرانية بالبقاء في العراق، وهذا ما يفسر وجود الكثير من الولاءات ذات الصبغة الإيرانية في العراق، وخاصة في الجنوب، في حين أن أصولهم عراقية ولكن في فترة من الزمن تحولوا عن الجنسية العراقية إلى التابعية الإيرانية".
 
في حين رأى القصاب أنه ليس لدى السنة في العراق شعور الأقلية الطائفية، ومع ذلك فإن النسب الطائفية منذ العهد الملكي هي متفاوتة بين 48% و52% بين السنة والشيعة، ولا توجد إحصائية موثقة ودقيقة إلا تلك التي جرت في العهد الملكي، التي تؤكد على المراوحة في هامش المناصفة بين السنة والشيعة.
 
وأكد على أن "ما يجري هو نتيجة عملية الإقصاء الطائفي والتهجير والإسراف في التهميش، مبينا أن الدستور الحالي مرفوض من مكون أساسي هو السنة، إلا أن موافقة الحزب الإسلامي السني أعطت الدستور شرعية حينئذ".
 
وحول الحراك الأخير والثورة التي اندلعت في الموصل، وأسقطت سلطة الدولة المركزيّة، بين أن الصولة الأولى كانت لتنظيم "داعش"، ومن ثم ثارت كل القوى الشعبية والمحلية التي قاست الأمرين، وشاركت التنظيمات في الساحة الموصلية كما في الفلوجة، مشيرا إلى أن نسبة داعش من مجموع قوى الثوار لا تتعدى 15%، وهي نسبة قليلة، وتقديرها بأكبر من هذا الحجم هو مجرد غطاء من الحكومة المركزية للقضاء على الحراك برمته وإجهاض الثورة. 

وتحدث عن أهمية مدينة بيجي من الناحية العسكرية، إذ هي نقطة تقاطع رئيسية لخطوط مناطقية كثيرة، والسيطرة عليها تعني الكثير في ميزان القوة على أرض الميدان.
 
  وختم القصّاب حديثه بمناشدة الدول العربية دعم الثورة العراقية، مؤكداً على مقولة "الثوار العراقيون لا بواكي لهم"، بمعنى لا حاضن لهم، ووجه "عتبا على الحاضنة العربية الغائبة عن دعم الثوار"، وقال: "إذا أرادت الدول العربية تحييد تنظيم "داعش" فإن عليها دعم الثوار".
التعليقات (0)